تصاعدت حدة التوتر في اليمن بعد قيام جماعة الحوثي بتنظيم عرض عسكري استعراضي أمام منزل الزعيم القبلي الراحل عبدالله الأحمر في منطقة الحصبة بصنعاء، وهو ما اعتُبر تحدياً صارخاً للقيم والعادات القبلية الراسخة.
وتفيد مصادر محلية أن الجماعة المسلحة وجهت تحذيرات مبطنة لعدد من الزعماء القبليين البارزين، بما في ذلك الشيخ حمير الأحمر وناجي الشايف، ومنعتهم من ممارسة أي نشاط اجتماعي أو وساطة قبلية، في خطوة وصفت بالاستفزازية وغير المسبوقة.
ويعكس هذا التصرف، بحسب محللين سياسيين، حالة القلق التي تعيشها الجماعة إزاء أي تحركات تقارب بين القوى المعارضة لها، خاصة بعد اللقاء الذي جمع هاشم الأحمر بطارق صالح وكهلان أبو شوارب في القاهرة مؤخراً.
التحريض ضد أبو رأس وسلطان السامعي.. تفاصيل التوتر المتصاعد بين الحوثيين وحزب المؤتمر في صنعاء
هل خُدعت الشرعية أم فشلت مجددًا؟ تفاصيل عودة الشيخ محمد الزايدي إلى صنعاء واستقبال حوثي لافت
اليمن تشيّع أحد أبرز رجالاتها.. وداع مهيب للشيخ زيد أبو علي وسط حشود تاريخية
وانتشرت صور العرض العسكري على نطاق واسع عبر منصات التواصل، مما أثار موجة غضب عارمة بين الناشطين والمراقبين، الذين وصفوا الحادث بأنه انتهاك صارخ لكرامة القبائل اليمنية وتقاليدها العريقة.
#شاهد
| في تصرف استفزازي رخيص.. مليشيا الحـ ـوثي الإرهابية تستعرض عسكريًا أمام منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في
#صنعاء
.
#الحوثيون_ارهابيون
pic.twitter.com/KPJOj45oLn
— كما يتنفسون (@mhrmhr577450)
وكتب الناشط محمد السدح تعليقاً لاذعاً: “العرض العسكري أمام منزل الزعيم الراحل ليس سوى رسالة جبن من قيادة الحوثي، تهدف إلى إذلال كل القبائل اليمنية وليس آل الأحمر فقط”.
من جانبه، رأى المحلل العسكري عدنان الجبرني أن هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة ممنهجة لإخضاع الزعامات القبلية وكسر شوكتها، مشيراً إلى أن الجماعة تعيش في حالة شك دائمة تجاه أي تجمع أو نشاط اجتماعي خارج إطار سيطرهتا.
وكتب وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان: “من الحماقة أن تستعرض جيشاً أمام بوابة منزل مواطن حتى لو كان شيخاً بحجم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر! الحماقة تصبح إرهاباً”.
ويتزامن هذا التصعيد مع تصاعد حدة الانتقادات للجماعة بسبب سياساتها القمعية، حيث وصف الناشط بشير الحارثي الحادثة بأنها “دليل ضعف وليس قوة”، محذراً من أن “اليمني إذا جُرحت كرامته اشتعل، وساعة الحساب قادمة”.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العاصمة صنعاء توتراً أمنياً ملحوظاً، حيث تتخوف الجماعة من أي تقارب بين خصومها، خاصة في ظل الأهمية التاريخية لقبيلتي حاشد وبكيل اللتين تشكلان العمود الفقري للنسيج الاجتماعي اليمني.
وأعرب مراقبون عن مخاوفهم من أن تؤدي هذه السياسات إلى توحيد الصفوف ضد الجماعة، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي من التصرفات التي تمس الرموز الوطنية والقبلية، في وقت تزداد فيه عزلة الجماعة على الصعيدين المحلي والدولي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news