يمن إيكو|تقرير:
اتسعت دائرة احتجاجات النقابات العالمية الأوروبية ضد إسرائيل بالتزامن مع الحظر اليمني في البحر الأحمر لمرور الشحنات القادمة إلى إسرائيل من آسيا، احتجاجاً على استمرار جرائمها في غزة، ما شكّل ضغطاً كبيراً على سلاسل الإمداد الإسرائيلية، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام دولية وعبرية، ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”.
وأمس الأربعاء، أعلن رئيس نقابة العمال في بلجيكا، ديدي ليبي، أمس الأربعاء، أن النقابة ستواصل تعطيل رحلات الطيران المتجهة إلى إسرائيل ما لم تتخذ الحكومة إجراءات اقتصادية وسياسية ضد حكومة بنيامين نتنياهو، محذراً من أن صمت الساسة يشجع إسرائيل على المضي في سياساتها تجاه غزة. وفقاً لما نشرته وكالة رويترز ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”.
وأكد ليبي أن الامتناع الجماعي لعمال المناولة الأرضية عن خدمة رحلات “بروكسل للطيران”، أجبر الشركة على تشغيل رحلتها بطاقم متطوع، في مؤشر على تنامي الضغط العمالي الذي قد يمتد ليعطل سلاسل الإمداد الجوية والبحرية والأنشطة التجارية المرتبطة بإسرائيل في السوق الأوروبية.
وشدد على أن فرض عقوبات اقتصادية فورية، والاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، يمثلان خطوة حاسمة لردع ما وصفه بـ”الحكومة الإجرامية” في إسرائيل، معتبراً أن العمل النقابي أصبح أداة اقتصادية مؤثرة، وهو ما قد يُكلف الشركات المرتبطة بإسرائيل خسائر فادحة.
اليونان وفرنسا وإيطاليا والسويد
تصريحات رئيس نقابة العمال في بلجيكا لم تكن هي الأولى، فقد طالبت- قبل ذلك- أربعة اتحادات مهنية بلجيكية بوقف شحنة مكونات يُزعم أنها كانت متجهة إلى مصنع لإنتاج أجزاء من دبابة “ميركافا”، وكان من المقرر مرورها عبر ميناء أنتويرب، ثاني أكبر مواني أوروبا، بالتزامن مع اتساع الاحتجاجات والمواقف الأوربية لتشمل اليونان وفرنسا وإيطاليا والسويد، حيث رفض عمال محليون نقل أي شحنات أسلحة أو معدات أو بضائع إلى إسرائيل، وفقاً لما كشفته- في هذا السياق- مجلة “شومريم” العبرية، ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”.
ونقلت المجلة عن ممثل منظمة فرنسية معارضة للاحتلال الإسرائيلي قوله: “عمّال الميناء رفضوا تحميل الحاويات”، حتى إن شحنة في باريس أوقفت بعد إبلاغ النقابات بأنها تتضمن معدات عسكرية متجهة إلى إسرائيل، في حين شهد ميناء فوس-سور-مير القريب من مرسيليا- أحد أكثر المواني ازدحاماً في فرنسا- شهد عملية تفتيش واسعة بين آلاف الحاويات، بحثاً عن مجموعة صناديق كانت مخصصة للإرسال إلى إسرائيل وتحتوي على مكونات أسلحة.
وأعلنت نقابات في إيطاليا واليونان والمغرب والسويد نيتها وقف شحنات الأسلحة أو مكوناتها إلى إسرائيل، وفي حالات عديدة نُفّذ هذا التهديد على الأرض، حسب المجلة، التي أوضحت أن عمليات وقف الشحنات في فوس-سور-مير منذ أبريل الماضي، عندما فحص العمال شحنة اشتبهوا بأنها تحتوي على مكونات لمقاتلات حربية. ولا يُعرف مصير تلك الشحنة، لكن عقب الحادث أعلنت شركة الشحن العملاقة ميرسك أنها ستوقف رسو بعض خطوطها في الميناء، على الأرجح تلك المتجهة إلى إسرائيل، حسب المجلة.
وفي منتصف يوليو الماضي، أعلن اتحاد عمال ميناء بيريوس اليوناني ENEDEP – كما أوردت شومريم– أن أفراده رفضوا تفريغ شحنة فولاذ للاستخدام العسكري كانت متجهة إلى إسرائيل، وكان من المقرر نقلها من سفينة إلى أخرى، كما شارك مئات العمال في احتجاج بالميناء، وفي السويد صوّت 68% من أعضاء اتحاد عمال المواني في يناير لمصلحة فرض مقاطعة على جميع الشحنات العسكرية من إسرائيل وإليها.
الحظر اليمني في البحر الأحمر
وحسب المجلة، فإن حركة النقابات العمالية الأوروبية، ترافقت مع حظر فرضته بعض الدول على بيع السلاح لإسرائيل أو نقله عبر أراضيها، فضلاً عن تهديد الحوثيين (حكومة صنعاء) الذي يعرقل وصول الشحنات من آسيا، ما شكّل ضغطاً كبيراً على سلاسل الإمداد الإسرائيلية التي تواجه قيوداً حتى في الأوضاع العادية.
وأكدت المجلة العبرية، أن صناعة السلاح الإسرائيلية تواجه تحديات كبيرة نتيجة تصاعد الاحتجاجات والإجراءات المناهضة للحرب على غزة من نقابات عمالية في موانئ أوروبية، ما أدى إلى تعطيل شحنات أسلحة ومعدات عسكرية متجهة إلى إسرائيل.
ونقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع، تأكيده أن الإنتاج العسكري الإسرائيلي يعتمد على سلاسل إمداد معقدة، وأي تعطيل حتى لو تعلق بمكوّن صغير يمكن أن يسبب تأخيرات طويلة ذات تبعات استراتيجية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news