تدمير ممنهج للتعليم في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي
قبل 3 دقيقة
يتعرض التعليم في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي لعملية تدمير ممنهجة تهدد حاضر الأجيال ومستقبل اليمن برمّته. فقد حولت المليشيات الحقل التعليمي إلى ساحة صراع أيديولوجي وطائفي، عبر تغيير المناهج الدراسية وصبغها بأفكار متطرفة وخرافات عنصرية تخدم مشروعها الفكري الضيق والمنحرف
.
وفي إطار سعيها للسيطرة على عقول الطلاب، أعادت المليشيات صياغة المقررات الدراسية بما يتناسب مع رؤيتها الطائفية، متجاهلة قيم التعايش والسلام والمواطنة، ومفخخة عقول النشء بأفكار الكراهية والعنف، في استهداف واضح لهوية اليمن الحضارية والدينية المعتدلة.
ولم يقتصر الأمر على تغيير المناهج، بل امتد إلى عسكرة الجامعات، ودفع الطلاب إلى جبهات القتال، وفرض سياسة تعليمية قائمة على التمييز والإقصاء، حيث يتم استبعاد الكوادر الوطنية المؤهلة واستبدالها بعناصر موالية للمليشيات تفتقر في كثير من الأحيان إلى الكفاءة والخبرة.
كما تلاحق الجماعة القيادات التربوية، وتعتقل المعلمين وأساتذة الجامعات، وتفرض على الطلاب والطالبات حضور دورات طائفية وتعبوية، في انتهاك صارخ لحرية التعليم والفكر، وتحويل المدارس والمعاهد والجامعات إلى منابر دعائية.
إن ما تقوم به المليشيات الحوثية يمثل مخططاً متكاملاً لتجهيل المجتمع، وطمس الهوية الوطنية، وتفريغ التعليم من مضمونه التنويري، بما يؤدي إلى إنتاج جيل مشوّه الوعي، لا يؤمن بالسلام أو الحرية أو الحوار، بل يتبنى فكراً متطرفاً معادياً لقيم الإنسانية والعدالة.
هذا النهج الخطير لا يهدد فقط مستقبل التعليم، بل يشكل قنبلة موقوتة تهدد كيان الدولة والمجتمع اليمني لعقود قادمة، ويستلزم تحركاً وطنياً ودولياً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من التعليم في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news