حظيت الإحاطة التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ باهتمام واسع من قبل الحكومة الشرعية وجماعة الحوثيين، وسط تباين واضح في تقييمها بين إشادة حكومية وانتقادات حوثية شديدة اللهجة.
وفي جلسة مجلس الأمن، يوم الثلاثاء الماضي، انتقد المبعوث الأممي جماعة الحوثيين على خلفية إصدار عملة معدنية من فئة 50 ريالًا، وعملة ورقية من فئة 200 ريال، معتبرًا ذلك إجراءً مخالفًا، فيما أشاد بقرارات الحكومة اليمنية التي ساهمت في تحسين سعر صرف الريال، مؤكدًا دعمه لهذه الإجراءات.
وعن الوضع الميداني، أوضح هانس غروندبرغ أن خطوط المواجهة ظلت في معظم الأحيان مستقرة نسبيًا، لكنه أشار إلى وقوع هجوم كبير في 25 يوليو/تموز على جبهة العلب بمحافظة صعدة، أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من الطرفين، معربًا عن قلقه من تعزيز الحوثيين لمواقعهم، خاصة حول مدينة الحديدة، ما يستدعي تهدئة فعّالة وحوارًا أمنيًا جادًا بين الأطراف.
من جانبها، رحبت الحكومة اليمنية، عبر مجلس الوزراء، بما تضمنته الإحاطة من إشادة بجهودها وإجراءات البنك المركزي الأخيرة في استقرار سعر الصرف وضبط أسعار السلع الأساسية، معتبرة أن ما ورد حول ممارسات الحوثيين، مثل إصدار عملات غير قانونية، وتوسيع الهجمات البحرية، وعرقلة الموانئ، واحتجاز موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، يمثل جرائم وانتهاكات تتطلب إجراءات رادعة، لا مجرد إدانات.
وجدد المجلس التزام الحكومة بخيار السلام العادل والمستدام، المبني على المرجعيات الثلاث، مؤكدًا أن إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار، وأن أي جهود أممية أو دولية ينبغي أن تركز على معالجة جذور الأزمة ومحاسبة الطرف المعرقل.
في المقابل، أعربت وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين عن أسفها لما ورد في الإحاطة، معتبرة أنها لا تتناول جذور الأزمة، وتتجاهل ما تصفه بـ"العدوان العسكري السعودي والإماراتي والأمريكي والبريطاني والإسرائيلي"، إضافة إلى الحصار المفروض على اليمن منذ سنوات.
وقالت الوزارة إن الإحاطة لم تقدم صورة دقيقة ومحايدة للواقع، وإنها ساوت بين "الضحية والجاني". وأضافت أن الأعمال العسكرية التي تنفذها قواتها تأتي ردًا على "خروقات الطرف الآخر"، وأن تعزيز المواقع في الحديدة حق سيادي للدفاع عن الأراضي والبنية التحتية.
كما رفضت الوزارة اتهام صنعاء بتجزئة الاقتصاد، مشيرة إلى أن السبب الحقيقي يكمن في قرارات البنك المركزي بعدن التي أدت لانهيار العملة، على حد قولها، مؤكدة أن إصدار العملات الجديدة في مناطق سيطرتها إجراء ضروري لحماية الاقتصاد وضمان استمرار الخدمات.
ودعت خارجية الحوثيين المبعوث الأممي ومجلس الأمن إلى تبني موقف أكثر حيادًا وموضوعية، يرتكز على وقف الحرب ورفع الحصار، محذرة من أن قرار إنهاء عمل المبعوث الأممي "وارد" إذا استمر – بحسب وصفها – في تمثيل طرف واحد وتنفيذ أجندة "الدول المعتدية".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news