فضيحة الوقود في تعز .. نزيف اللترات وشبكة الاستنزاف المنظم

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 72 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
فضيحة الوقود في تعز .. نزيف اللترات وشبكة الاستنزاف المنظم

فضيحة الوقود في تعز .. نزيف اللترات وشبكة الاستنزاف المنظم

قبل 9 دقيقة

في مدينة تعز التي ترزح تحت وطأة الحرب والحصار والأزمات المعيشية الخانقة، لم يعد الغش في محطات الوقود مجرد مخالفات فردية أو تجاوزات عابرة، بل تحول إلى سرقة مباشرة من قوت المواطن عبر أساليب دقيقة للتلاعب بالكميات، وتحويل الخدمة إلى أداة استنزاف اقتصادي، في وقت يئن فيه السكان من ضيق الحال

.

وتؤكد الحملات الرقابية، التي تنفذ بين الحين والآخر، أن الفساد لم يعد هامشيًا، بل أصبح جزءًا من آلية إدارة الحياة اليومية في قطاع حيوي مثل الوقود. كشفت الحملات الأخيرة، التي نفذتها لجان مشتركة تضم مكاتب الصناعة والتجارة والأجهزة الأمنية، عن مخالفات صارخة: ضبطت محطة تعبئ 17.5 لترًا فقط مقابل 20 لترًا مدفوعة الثمن، أي نقص بنسبة 12.5% في كل تعبئة. هذه الأرقام، التي قد تبدو للبعض هامشية، تتحول إلى خسارة جماعية ضخمة على مستوى المدينة، فضلاً عن كونها جريمة اقتصادية تمس حياة كل سائق وكل أسرة.

ولم تعد عمليات الغش تعتمد فقط على مهارات بدائية في تعديل العدادات أو التلاعب في التعبئة، بل انتقلت إلى استخدام عدادات إلكترونية متطورة قادرة على إعطاء قراءة مضللة للمستهلك، ما يعكس التنظيم الممنهج لممارسات الغش، والعجز النسبي للأدوات الرقابية التقليدية عن كشف الأساليب الحديثة للتحايل.

تعاني الجهات المختصة في تعز من نقص الكوادر المدربة وضعف الإمكانيات الفنية واللوجستية، وغياب آليات متابعة صارمة، ما يمنح المخالفين شعورًا بالإفلات من العقاب، ويجعل الغش خيارًا مربحًا، ويتيح لملاك المحطات تعظيم أرباحهم عبر استغلال حاجة الناس الملحة وغياب المنافسة.

المشكلة ليست في غياب النصوص القانونية التي تجرم الغش التجاري والتلاعب بالأوزان والكميات، بل في ضعف تطبيقها وعدم وجود متابعة لضمان عدم عودة المحطات المخالفة إلى أساليبها السابقة. تشمل الإجراءات الحالية حملات تفتيش، وإغلاق محطات مخالفة، وإحالة القضايا للنيابة، ومرافقة أمنية للفرق الرقابية، لكنها غالبًا ما تكون موسمية وردود فعل آنية بعد تفجر الشكاوى، وليست جزءًا من سياسة رقابية مستمرة.

المطلوب تحويل الحلول من ردة فعل إلى استراتيجية مستدامة، عبر تحديث أدوات الرقابة، وتشديد العقوبات على المخالفين، وتكامل وتنسيق مؤسسي بين السلطة المحلية وشركة النفط والأمن والنيابة. حين يشعر المواطن أن الدولة تحميه، وأن كل لتر يدفع ثمنه يصل إليه كاملًا، يمكن الحديث عن استعادة الثقة وبناء قطاع وقود عادل وشفاف، يكون جزءًا من ركائز الاستقرار الاقتصادي والخدمي، لا أداة من أدوات النهب والغش والتربح غير المشروع.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خسوف كلي نادر في سماء اليمن… تعرف على مراحله وتوقيته حسب الشوافي

المرصد برس | 1337 قراءة 

عاجل: هذا مايحدث الان في منطقة الصعيد جنوب اليمن

جهينة يمن | 834 قراءة 

عاجل :لإسقاط زعيم هذه الدولة...أمريكا تحرك المدمرات والغواصات

جهينة يمن | 782 قراءة 

لأول مرة ..الجيش الإسرائيلي يكشف هوية ومكان مقتل 12 قيادياً حوثياً بارزاً في غارة دقيقة ( صور)

يني يمن | 574 قراءة 

من حارس الأمن إلى تاجر المخدرات.. هكذا انفجرت إحدى عجلات ابوظبي في عدن!

يني يمن | 533 قراءة 

مواطن يصور زوجته بشكل خادش ويقوم بتوزيع فيديوهاتها لابتزازها

كريتر سكاي | 525 قراءة 

توجيهات صارمة بشان استدعاء الصرافين بعدن لاسترجاع المشتروات من العملة الاجنبية

كريتر سكاي | 506 قراءة 

مسؤول حكومي يكشف عن امتلاك الحوثي أسلحة محرمة دوليا ويدعو لتحرك عاجل

تهامة 24 | 494 قراءة 

ناشط يمني يظهر في قناة إسرائيلية ويثير موجة سخط واسعة

المشهد اليمني | 478 قراءة 

كشف المستور عن الضربة الإسرائيلية و إجراءات التمويه الحوثية...وزراء ”الرهوي”سلموا هواتفهم ونقلوا بحافلات مظللة للإجتماع

الحدث اليوم | 431 قراءة