"وثائقي مقتل  #علي_عبدالله_صالح"

     
الناقد برس             عدد المشاهدات : 158 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"وثائقي مقتل  #علي_عبدالله_صالح"

"وثائقي مقتل  #علي_عبدالله_صالح"

في تاريخ الأمم لحظات لا تُنسى، وأسماءٌ تَظلّ محفورة في ذاكرة الشعوب، ليس حبًّا بها دائمًا، بل أحيانًا لأنّها شكلت فصلاً داميًا من الحكاية. في أحد زوايا المشهد اليمني المشتعل، ينهض الفيلم الوثائقي عن مقتل علي عبد الله صالح، لا كحكاية موت فقط، بل كمرآة لحياة حافلة بالتناقضات، الصفقات، والتحولات القاتلة.

هذا الفيلم لا يروي سيرة رجلٍ فقط، بل يُنبّش في قلب العاصفة التي دارت حوله، ومنه، وبسببه. رجل حكم اليمن لعقود، حتى بدأ وكأنه بات جزءًا من جغرافيتها، من تضاريسها الجبلية الصلبة، لكنه في النهاية سقط كما تسقط الأشجار المعمّرة بعد تشققات بطيئة في الجذع.

يبدأ الوثائقي من لحظة النهاية، من الثالث من ديسمبر 2017، حين اختُتِم فصلٌ دامٍ برصاصة في الرأس، على يد من كانوا حتى الأمس القريب "حلفاء الميدان". لحظة موته لا تُروى فقط بالسلاح، بل بالسياق: رجلٌ قرر أن يدير ظهره لتحالفه مع الحوثيين، فأداروا له بنادقهم.

لم تأتي الكاميرا بجديد قط! فقد قيلت الروايات منذ اليوم الأول لمقتله أنه فر هاربًا إلى حصن عفاش وقتل على يد مسلحين الحوثي في الطريق وإنتشار الفيديو الشهير والمسلحين يرددوا "ياعلي عفاش سيدي حسين مش ساير هدر" 

وبين الروايات، تحاكي لقطات نادرة، شهادات شهود لم يكونوا بالمعركة وكأنه لفيلم هندي في إحدى مهرجانات بوليود، وتُعيد نبش المشهد من زواياه السياسية والإنسانية. صالح لم يمت فجأة، بل مات على مراحل، منذ خرج من الحكم مجبرًا في ٢٠١١، وعاد إلى المشهد عبر بوابة الحرب. مات حين ظنّ أن بإمكانه اللعب بكل الأطراف، وأنه، كما كان يردد، "يرقص على رؤوس الأفاعي". لكنه هذه المرة، رقص فوق لغم.

الفيلم يوثق، لكنه لا يُبرّئ ولا يُدين. بل يضع المشاهد في قلب الأسئلة: هل كانت تلك نهاية طبيعية لرجل استثمر في الصراعات؟ أم كان ضحية لعالم سياسي لا يعترف بالولاء، بل بالمصلحة الآنية فقط؟ لكن الأغرب عدم ذكر طارق عفاش الذي يتربع على السلطة اليوم وتهميشه وعدم ذكره للبته سواءا عند الحرب أو عند الهروب؟

من خان من؟ وهل كان "الخائن" هو من قتل، أم من ظنّ أن الخيانة تكتيك سياسي عابر؟ 

يتناول الوثائقي أيضًا اللحظات التي سبقت الانفجار: خطاب صالح الأخير، الذي بدا أشبه بوصيّة، أو مقامرة أخيرة برماد السلطة. يتحدث فيه كقائد يائس، عاد ليستنجد بالتحالف الذي حاربه بالأمس. لم يدرك أن الرسالة وصلت إلى من لا يقرأ الكلمات، بل يقرأ خيوط اللعبة فقط.

ثم تأتي اللحظة المفصلية: مشهد مقتل صالح. يمرّ الفيلم عليها ببطء خاشع، لا استعراض فيه ولا تشفي، فقط دهشة. كيف لرجلٍ حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود أن ينتهي مقتولًا على قارعة طريق، تُسحل جثته في مقطع مصوَّر، يُتداول كما يُتداول خبر عابر؟

لكنّ الموت لم يكن النهاية. فالصورة المهيبة التي رسمها الفيلم هي أن موت صالح لم يُغلق الصفحة، بل فتحها على مصراعيها. فبعد مقتله، سقطت تحالفات، واندلعت صراعات، وتبدّلت خرائط. وكأن رحيله لم يكن حدثًا، بل زلزالًا سياسياً لا تزال ارتداداته تضرب اليمن حتى اليوم.

ولو سألتني عن فترة حكم علي عبدالله صالح لأجبتك أنها تجربة من الضروري أن تُدرس .. تُدرس ليست لإيجابياتها ولكن لبلد يصعب على الواحد أن يحكمها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها!

وفي بالي قصة.. كلما تقامر البعض عن إنكار علي عبدالله صالح رئيس اليمن الحقيقي أسرد لهم هذه القصة البسيط ..في العام ٢٠١٠ وأثناء دراستي للبكالوريوس عدت من ماليزيا إلى عدن بطيران الخليج برحلة واحدة وب٣٥٠ دولار إي ما يعادل ٧٠ ألف ريال يمني ذلك الوقت وأنجزت معاملتي من إستخراج بطاقة شخصية ورخصة قيادة محلية ودولية وبطاقة بنك (فيزا) خلال أسبوع فقط وعدت مع الطيران نفسه بنفس المبلغ وبالموعد المنتظم للطيران دون تأخير.. ومثل هذه القصص كثيرة جدا عن سهولة الحياة حينها.

الفيلم الوثائقي تحصيل حاصل ولرواية سُردت مبكرًا عن مقتل علي عبد الله صالح، ولم تكن مجرد تأريخ لحظة، بل شهادة على زمن. سرديّته لا تنتمي فقط إلى الإعلام، بل إلى الأدب أيضًا. أدب السقوط. أدب الخيانة. أدب النهايات الثقيلة. في خلفية المشهد، تسمع أنين وطن بأكمله، يدفع ثمن الرقصات الطويلة على الحبال المهترئة للسلطة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القرار رقم "11 " سيعيد رسم ملامح اليمن الجديد.. ووزير سابق يصفه بـ"الفرصة التاريخية"

نيوز لاين | 527 قراءة 

عيدروس الزبيدي يفجر مفاجأة مدوية بمقترح يلغي دولة الجنوب العربي

نيوز لاين | 458 قراءة 

مأساة على طريق العرقوب في أبين.. النيران تلتهم باص ركاب بالكامل وعدد كبير من الضحايا - صور

المشهد اليمني | 396 قراءة 

إحتراق باص نقل جماعي بمن فيه قادم من السعودية في أبين (صور+الاسماء)

نيوز لاين | 285 قراءة 

مأساة مروعة في أبين.. احتراق باص نقل جماعي ووفاة عشرات الركاب.. صور

نافذة اليمن | 232 قراءة 

الإعلان عن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك كأول مسلم يتولى المنصب

يمن ديلي نيوز | 223 قراءة 

أكثر من 40.. أسماء ضحايا حادث احتراق حافلة ركاب ‘‘صقر الحجاز’’ على طريق العرقوب في أبين

المشهد اليمني | 218 قراءة 

فاجعة.. وفاة نحو 40 مواطنا إثر احتراق باص نقل جماعي في أبين

الصحوة نت | 210 قراءة 

شاب يمني يحقق إنجازاً سياسياً في أمريكا ويخلف أول يمني تولى منصب العمدة

نيوز لاين | 201 قراءة 

من هو الفائز برئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني.. العدو الجديد لترامب؟

اليوم برس | 197 قراءة