"وثائقي مقتل  #علي_عبدالله_صالح"

     
الناقد برس             عدد المشاهدات : 131 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"وثائقي مقتل  #علي_عبدالله_صالح"

"وثائقي مقتل  #علي_عبدالله_صالح"

في تاريخ الأمم لحظات لا تُنسى، وأسماءٌ تَظلّ محفورة في ذاكرة الشعوب، ليس حبًّا بها دائمًا، بل أحيانًا لأنّها شكلت فصلاً داميًا من الحكاية. في أحد زوايا المشهد اليمني المشتعل، ينهض الفيلم الوثائقي عن مقتل علي عبد الله صالح، لا كحكاية موت فقط، بل كمرآة لحياة حافلة بالتناقضات، الصفقات، والتحولات القاتلة.

هذا الفيلم لا يروي سيرة رجلٍ فقط، بل يُنبّش في قلب العاصفة التي دارت حوله، ومنه، وبسببه. رجل حكم اليمن لعقود، حتى بدأ وكأنه بات جزءًا من جغرافيتها، من تضاريسها الجبلية الصلبة، لكنه في النهاية سقط كما تسقط الأشجار المعمّرة بعد تشققات بطيئة في الجذع.

يبدأ الوثائقي من لحظة النهاية، من الثالث من ديسمبر 2017، حين اختُتِم فصلٌ دامٍ برصاصة في الرأس، على يد من كانوا حتى الأمس القريب "حلفاء الميدان". لحظة موته لا تُروى فقط بالسلاح، بل بالسياق: رجلٌ قرر أن يدير ظهره لتحالفه مع الحوثيين، فأداروا له بنادقهم.

لم تأتي الكاميرا بجديد قط! فقد قيلت الروايات منذ اليوم الأول لمقتله أنه فر هاربًا إلى حصن عفاش وقتل على يد مسلحين الحوثي في الطريق وإنتشار الفيديو الشهير والمسلحين يرددوا "ياعلي عفاش سيدي حسين مش ساير هدر" 

وبين الروايات، تحاكي لقطات نادرة، شهادات شهود لم يكونوا بالمعركة وكأنه لفيلم هندي في إحدى مهرجانات بوليود، وتُعيد نبش المشهد من زواياه السياسية والإنسانية. صالح لم يمت فجأة، بل مات على مراحل، منذ خرج من الحكم مجبرًا في ٢٠١١، وعاد إلى المشهد عبر بوابة الحرب. مات حين ظنّ أن بإمكانه اللعب بكل الأطراف، وأنه، كما كان يردد، "يرقص على رؤوس الأفاعي". لكنه هذه المرة، رقص فوق لغم.

الفيلم يوثق، لكنه لا يُبرّئ ولا يُدين. بل يضع المشاهد في قلب الأسئلة: هل كانت تلك نهاية طبيعية لرجل استثمر في الصراعات؟ أم كان ضحية لعالم سياسي لا يعترف بالولاء، بل بالمصلحة الآنية فقط؟ لكن الأغرب عدم ذكر طارق عفاش الذي يتربع على السلطة اليوم وتهميشه وعدم ذكره للبته سواءا عند الحرب أو عند الهروب؟

من خان من؟ وهل كان "الخائن" هو من قتل، أم من ظنّ أن الخيانة تكتيك سياسي عابر؟ 

يتناول الوثائقي أيضًا اللحظات التي سبقت الانفجار: خطاب صالح الأخير، الذي بدا أشبه بوصيّة، أو مقامرة أخيرة برماد السلطة. يتحدث فيه كقائد يائس، عاد ليستنجد بالتحالف الذي حاربه بالأمس. لم يدرك أن الرسالة وصلت إلى من لا يقرأ الكلمات، بل يقرأ خيوط اللعبة فقط.

ثم تأتي اللحظة المفصلية: مشهد مقتل صالح. يمرّ الفيلم عليها ببطء خاشع، لا استعراض فيه ولا تشفي، فقط دهشة. كيف لرجلٍ حكم اليمن أكثر من ثلاثة عقود أن ينتهي مقتولًا على قارعة طريق، تُسحل جثته في مقطع مصوَّر، يُتداول كما يُتداول خبر عابر؟

لكنّ الموت لم يكن النهاية. فالصورة المهيبة التي رسمها الفيلم هي أن موت صالح لم يُغلق الصفحة، بل فتحها على مصراعيها. فبعد مقتله، سقطت تحالفات، واندلعت صراعات، وتبدّلت خرائط. وكأن رحيله لم يكن حدثًا، بل زلزالًا سياسياً لا تزال ارتداداته تضرب اليمن حتى اليوم.

ولو سألتني عن فترة حكم علي عبدالله صالح لأجبتك أنها تجربة من الضروري أن تُدرس .. تُدرس ليست لإيجابياتها ولكن لبلد يصعب على الواحد أن يحكمها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها!

وفي بالي قصة.. كلما تقامر البعض عن إنكار علي عبدالله صالح رئيس اليمن الحقيقي أسرد لهم هذه القصة البسيط ..في العام ٢٠١٠ وأثناء دراستي للبكالوريوس عدت من ماليزيا إلى عدن بطيران الخليج برحلة واحدة وب٣٥٠ دولار إي ما يعادل ٧٠ ألف ريال يمني ذلك الوقت وأنجزت معاملتي من إستخراج بطاقة شخصية ورخصة قيادة محلية ودولية وبطاقة بنك (فيزا) خلال أسبوع فقط وعدت مع الطيران نفسه بنفس المبلغ وبالموعد المنتظم للطيران دون تأخير.. ومثل هذه القصص كثيرة جدا عن سهولة الحياة حينها.

الفيلم الوثائقي تحصيل حاصل ولرواية سُردت مبكرًا عن مقتل علي عبد الله صالح، ولم تكن مجرد تأريخ لحظة، بل شهادة على زمن. سرديّته لا تنتمي فقط إلى الإعلام، بل إلى الأدب أيضًا. أدب السقوط. أدب الخيانة. أدب النهايات الثقيلة. في خلفية المشهد، تسمع أنين وطن بأكمله، يدفع ثمن الرقصات الطويلة على الحبال المهترئة للسلطة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحركات أمريكية إماراتية لإعادة تشكيل القوات الموالية في اليمن

موقع الجنوب اليمني | 521 قراءة 

أول محافظة تصرف راتب المعلمين والتربويين من إيراداتها

موقع الأول | 518 قراءة 

الحوثي ينشر سلاح ثقيل بصنعاء ويستهدف مسؤولين برئاسة الوزراء.. عميل الضربات

نافذة اليمن | 480 قراءة 

مصدر رئاسي: تحالف دولي يستعد قريبا لمعركة صنعاء بالطيران والتقدم الميداني وهذا سبب التأخير

نيوز لاين | 462 قراءة 

الحوثي يتنازل للمؤتمر بوزارة هامة !

العربي نيوز | 280 قراءة 

تطورات سريعة ومفاجئة!.. ترامب يطرح صفقة شاملة لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تقبلها وحماس ترد

موقع الأول | 275 قراءة 

المؤتمر الشعبي يدق ناقوس الخطر: حضرموت على حافة صراع دموي

نيوز لاين | 261 قراءة 

الرئيس العليمي يستقبل السفير السعودي وأنباء عن دعم مرتقب للحكومة في عدن

صحيفة ١٧ يوليو | 256 قراءة 

رئيس الوزراء يتحدث عن تدشين هذا الأمر بعدن بدعم السعودية

الحدث اليوم | 233 قراءة 

 تطورات سريعة ومفاجئة!.. ترامب يطرح صفقة شاملة لإنهاء الحرب في غزة وإسرائيل تقبلها وحماس ترد

الحدث اليوم | 229 قراءة