صحفي اقتصادي يدق ناقوس الخطر: خطة العملة الصعبة تواجه تحديات مصيرية

     
نيوز لاين             عدد المشاهدات : 156 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
صحفي اقتصادي يدق ناقوس الخطر: خطة العملة الصعبة تواجه تحديات مصيرية

في ظل التحديات الاقتصادية المتصاعدة التي تواجهها البلاد، قدّم الصحفي والمحلل الاقتصادي البارز ماجد الداعري رؤية تحليلية عميقة حول الآلية الجديدة لتمويل اعتمادات المستوردين، موضحًا أن الدولة تسير حاليًا على نهج اقتصادي يُعيد ترتيب الأولويات في مرحلة استثنائية، حيث يُعطى المواطن العادي الأسبقية القصوى على حساب دعم كبار التجار أو التوسع غير المدروس في الاستيراد.

وأوضح الداعري، في تصريحات متزنة وتحليل دقيق، أن الحكومة والبنك المركزي يعتمدون على نهج مزدوج يجمع بين الإجراءات الضبطية الصارمة وتحسين إدارة الموارد المحلية، بهدف توجيه هذه الموارد لمواجهة آثار التضخم المتسارع وتدهور قيمة العملة الوطنية، والتي انعكست بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطنين، خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

 

وأشار الداعري إلى أن هذه المرحلة لا تسمح بمواصلة سياسات الدعم غير المُوجّه، موضحًا أن "كبار التجار، وخصوصًا المستوردين الكبار، استفادوا بشكل كبير من تقلبات السوق خلال سنوات الحرب، حيث استفادوا من فروق أسعار الصرف، وحققوا أرباحًا طائلة، بينما تحمل المواطنون العبء الأكبر من تداعيات انهيار العملة". وبناءً عليه، يرى الداعري أن من الطبيعي أن تُطالب هذه الفئة بـ"تحمل جزء من كلفة الإصلاحات الاقتصادية"، باعتبارها شريكًا في المسؤولية الوطنية، لا مجرد متلقي للدعم.

شراكة حكومية – مصرفية لتمويل الاستيراد

وفيما يتعلق بآلية تمويل اعتمادات الاستيراد، أكد الداعري أن القرار يتم بشكل مركزي من خلال شراكة فاعلة بين الحكومة والبنك المركزي، بدعم من القطاع المصرفي المحلي. ولفت إلى أن البنوك التجارية وشركات الصرافة ستُكلّف بتوفير العملة الصعبة للمستوردين، ولكن بشكل انتقائي، وفق قائمة السلع غير المشمولة بقرارات اللجنة الاقتصادية، ما يعني أن التمويل لن يكون شاملاً، بل محصورًا بالسلع الأساسية التي تمس حياة الناس مباشرة.

وأشار إلى أن هذه الآلية تهدف إلى "ضبط السوق، وضمان وصول العملة الصعبة إلى وجهتها الصحيحة"، مضيفًا أن "الدولة لم تعد قادرة على تمويل كل عمليات الاستيراد دون تمييز، خاصة في ظل الشح المالي وانعدام التدفقات الخارجية".

إعادة توجيه العملة الصعبة من السوق الموازية إلى القنوات الرسمية

ومن أبرز ما تناوله الداعري هو الجانب الضبطي والتنظيمي في هذه الخطة، والذي وصفه بـ"الحساس والمحوري في نجاح السياسة النقدية الحالية". وأوضح أن السلطات تسعى إلى إجبار شركات الصرافة على تمويل استيراد عملائها مباشرة من خلال القنوات المصرفية الرسمية، وذلك بهدف سحب المدخرات الكبيرة من العملات الأجنبية التي تُحتجز خارج النظام المصرفي، وتحويلها إلى النظام الرسمي.

واعتبر الداعري أن هذه الخطوة "تمثل محاولة جريئة وغير مسبوقة"، لأنها تسعى إلى كسر احتكار السوق الموازية، وتُعيد للبنك المركزي دوره كمصدر رئيسي لتوفير العملة الصعبة، وتُعزز من قدرته على بناء احتياطي نقدي استراتيجي يمكنه من تمويل الواردات الحيوية في المستقبل.

وأوضح أن هذه الآلية تحقق هدفين في آنٍ واحد:

أولًا: تقليص نشاط السوق الموازية، الذي يُعدّ أحد المصادر الرئيسية لتقلبات سعر الصرف.

ثانيًا: إدخال السيولة الأجنبية إلى النظام المصرفي، ما يعزز من قدرة البنوك على تمويل الاقتصاد ويدعم الاستقرار النقدي.

تحديات أمام نجاح الخطة

ومع إشادته بالاتجاه العام للسياسة الاقتصادية، حذر الداعري من أن نجاح هذه الآلية مرتبط بشكل مباشر باستجابة السوق، موضحًا أن "المرحلة الحالية تعتمد بالكامل على السيولة المتاحة من العملات الأجنبية داخل السوق المحلية، وليس على تدفقات نقدية جديدة من الخارج، مثل الودائع أو القروض أو المساعدات الدولية".

وأضاف: "إذا لم تتعاون شركات الصرافة والتجار، وإذا لم يُلتزم بالضوابط، فإن هذه الخطة قد تواجه صعوبات جوهرية، وقد تفشل في تحقيق أهدافها، خاصة في ظل هيمنة المضاربات وغياب الرقابة الفعالة في بعض الجوانب".

وفي ختام تحليله، أكد ماجد الداعري أن "الدولة تسير في الاتجاه الصحيح بوضع المواطن في قلب أولوياتها الاقتصادية"، داعيًا إلى "مزيد من الشفافية والرقابة، وتحفيز الشراكة الحقيقية بين القطاع العام والخاص، لا من حيث المكاسب، بل من حيث المسؤولية الوطنية".

وشدّد على أن "الإصلاح الاقتصادي لا يمكن أن ينجح دون توزيع عادل للعبء، وأن يكون الجميع شركاء في بناء اقتصاد مستقر، يُعيد الثقة في العملة، ويُعيد للناس أملهم في حياة كريمة".

 


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل: أولُ رد قطري على القصف الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة

جهينة يمن | 1870 قراءة 

لغط بسبب توقيت مباراة اليمن مع السعودية في نهائي كأس الخليج للشباب

مأرب برس | 764 قراءة 

تطورات أسعار الريال السعودي مقابل الريال اليمني اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025...تحركات مفاجئة في السوق المصرفية اليمنية

جهينة يمن | 628 قراءة 

هذا ما اعلنه الرئيس العليمي بعد عودته الى عدن

الميثاق نيوز | 602 قراءة 

رسميًا.. حماس تعلن نجاة قيادتها من غارات إسرائيلية استهدفتهم في الدوحة وتكشف عدد الشهداء

يني يمن | 573 قراءة 

موعد وقناة بث مباراة المنتخب اليمني وفيتنام لتحديد مصير المجموعة الثالثة في تصفيات كأس آسيا تحت 23 عامًا

عدن نيوز | 553 قراءة 

انباء عن اغتيال 3 من قيادات حماس بينهم خالد مشعل

يني يمن | 552 قراءة 

الدولار يواصل الارتفاع… والريال اليمني يتراجع في تعاملات 9 سبتمبر

المرصد برس | 493 قراءة 

المقاومة الوطنية تفشل هجومًا حوثيًا في محور البرح وتكبّد المليشيا خسائر

حشد نت | 479 قراءة 

العقل المدبر لـ"اجتماع الموت".. نجا بأعجوبة من الضربة على صنعاء

جهينة يمن | 464 قراءة