مراقبون وتربويون يحذرون من خطر المدارس الحوثية المغلقة على مستقبل اليمن
حذر مراقبون وتربويون من خطورة ما يُعرف بـ"مدارس البدر" والمراكز التعليمية المغلقة التي تديرها عصابة الحوثي، مؤكدين أنها تُخرّج جيلاً عقائدياً مغلقاً لا يمتلك المهارات العلمية الحديثة، لكنه مبرمج على الولاء المطلق للجماعة والعداء المستحكم للآخر
.
وأكدوا أن هذه المدارس – التي أُنشئت منذ أكثر من 11 عاماً – تعمل خارج إطار التعليم الرسمي، ولا تقبل الطلاب إلا وفق معايير مشددة، حيث يمكث الدارس فيها نحو ثماني سنوات يتلقى خلالها مناهج أيديولوجية خالصة، تتجاهل العلوم الطبيعية واللغات والتاريخ، وتدمجه في تدريبات عسكرية مكثفة على مختلف أنواع الأسلحة.
وأشاروا إلى أنهم رصدوا في العاصمة المختطفة صنعاء وحدها حوالي 28 مركزاً تعليمياً ودينياً خاصاً يتبع فكر العصابة وملازمها، بينها مراكز داخل مساجد كبرى مثل جامع الصالح وتضم معسكرات تدريبية دائمة، فيما تنتشر عشرات المراكز المماثلة في بقية المحافظات، ليصل إجمالي خريجيها حتى الآن إلى أكثر من 250 ألف شاب تحت سن العشرين.
ويصف المراقبون هذه المخرجات بأنها "قنابل فكرية موقوتة" يصعب التعايش معها مستقبلاً، إذ تنشأ على أفكار لا تعترف بالاختلاف ولا بالشراكة، وتتعامل مع الخلاف السياسي أو الفكري بوصفه كفراً يستوجب الاجتثاث.
وحمل المراقبون الحكومة الشرعية والتحالف العربي مسؤولية الفشل في مواجهة هذا المشروع، حيث تركت المدارس الحكومية تنهار، وازدادت نسب التسرب بين الطلاب، وتدهورت أوضاع المعلمين بلا رواتب، في غياب أي خطط بديلة أو مشاريع تربوية مضادة.
ويرى محللون أن تجاهل هذه الجبهة التعليمية والفكرية أخطر من خسارة أي معركة عسكرية، مؤكدين أن "من يشكل العقول يحدد مستقبل المعركة"، وأن استمرار هذا النهج سيجعل اليمن والمنطقة أمام أجيال مؤدلجة تشكل وقوداً لصراعات لا تنتهي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news