يدور الحديث في الإعلام العبري عن "صفقة جزئية" بشأن حرب غزة والرهائن لدى حركة "حماس"، وفق ما كشفت عنه القناة 12 العبرية، في الوقت الذي تكشفت فيه ملامح مقترح أمريكي جديد عبر صفقة شاملة، أطلق عليها "نهاية اللعبة".
ونقلت قناة "ريشت كان" العبرية، عن مصادر قولها إن أمريكا وقطر ومصر تعمل على صياغة اقتراح جديد لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب في غزة مقابل انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من القطاع.
وأشارت القناة العبرية إلى أن "وفداً من حركة حماس وصل العاصمة المصرية القاهرة أو في طريقه إليها"، في الوقت الذي كشفت فيه القناة 13 العبرية أن "حماس تظهر مرونة لكنها تستعد للمواجهة إذا فشلت المحادثات".
وذكرت القناة 13 أن "الاقتراح الجديد قيد الصياغة ينص على انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية، وطرد كبار قادة حماس إلى الخارج، وتشكيل حكومة مهنية "تكنوقراط" بإشراف قوة شرطية.
وقال مقربون من نتنياهو إن إسرائيل لن ترفض مثل هذا الاقتراح، وإذا وصل بالفعل اقتراح لاتفاق طويل الأمد، فسوف يتم طرحه للنقاش، وفق القناة العبرية.
طموح أمريكي
من جهته، كشف موقع "أكسيوس"، السبت، عن اقتراح أمريكي جديد ستعرضه إدارة الرئيس دونالد ترامب، على الوسطاء، من أجل التوصل لاتفاق يوقف حرب غزة ويعيد جميع الرهائن الإسرائيليين، ضمن "صفقة شاملة".
تزامن ذلك مع تصريح لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، خلال اجتماع "الكابينت"، الخميس، قبل الموافقة على خطة احتلال قطاع غزة، كشف فيه أن إدارة ترامب ستقدم خلال الأسابيع المقبلة اقتراح "نهاية اللعبة" للحرب في غزة، وفقاً لوزير في الحكومة.
يأتي ذلك وسط أنباء عن مباحثات أجراها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، السبت، في مدينة "إيبيزا" الإسبانية، مع رئيس وزراء قطر، لمناقشة خطة لإنهاء حرب غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى "حماس".
ونقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة قولها إن "تقديم مقترح جديد لحل دبلوماسي شامل ينهي الحرب قد يؤدي إلى تأخير خطة إسرائيل لشن هجوم جديد لاحتلال مدينة غزة".
وقال ويتكوف مؤخراً إن إدارة الرئيس ترامب تريد اتفاقاً شاملاً يقوم على مبدأ "كل شيء أو لا شيء" لإنهاء الحرب، وليس "صفقة جزئية".
ونقل الموقع عن مصدر مشارك في المفاوضات قوله إن قطر والولايات المتحدة تعملان على صياغة مقترح لاتفاق شامل سيتم تقديمه للأطراف خلال الأسبوعين المقبلين.
"فجوة هائلة"
من جهته، قال مسؤول إسرائيلي رفيع مطلع على تفاصيل المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، إنه "لا مشكلة في التوصل إلى خطة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وأمريكا، لكنها لن تكون مقبولة لدى حماس ومن ثم ستكون بلا معنى".
وقال المصدر: "حربنا مع حماس، وليست مع الولايات المتحدة. الفجوة بيننا وبين حماس بشأن نهاية الحرب هائلة، ومن ثم فإن الحديث عن اتفاق شامل لا طائل منه في هذه المرحلة".
ورغم إصدار حكومة بنيامين نتنياهو أوامر للجيش الإسرائيلي للاستعداد لاحتلال مدينة غزة، فمن المتوقع أن يستغرق هذا الأمر عدة أسابيع على الأقل، من حيث التخطيط العسكري، وإجلاء نحو مليون مدني فلسطيني من المنطقة، والتحضير للمساعدات الإنسانية.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر إن "الخطة الهجومية لن يتم تنفيذها على الفور"، مضيفاً أن "الجدول الزمني الدقيق لبدء العملية لم يتم تحديده بعد؛ ما يترك مزيدا من الوقت للتوصل إلى حل دبلوماسي".
وخلال اجتماع مجلس الوزراء، تحدث نتنياهو بشكل غامض، تاركاً الباب مفتوحاً لوقف العملية، إذا تم تجديد المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن.
وصرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بأن هذا هو سبب تصويت الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش ضد القرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news