هل ينجح ترامب في وقف النفط الروسي والإيراني عن الصين والهند؟
قبل 6 دقيقة
تشهد الساحة الدولية منذ عودة دونالد ترامب تصعيدًا في سياسات الضغط الاقتصادي ضد روسيا وإيران، والهدف الأساسي هو النفط الذي يشكل نحو 30% من عائدات روسيا ويغذي حربها ضد أوكرانيا، رغم العقوبات الغربية (WSJ، Politico).
المحللون يشيرون إلى أن قطع الواردات النفطية الهندية والصينية بالكامل سيكون ضربة قوية للاقتصاد الروسي، لكن من غير المرجح عمليًا، لأن الصين والهند تعتمد اعتمادًا كليًا على النفط الرخيص من موسكو وطهران، والبدائل غير متوفرة بسهولة (Reuters، Energy Intelligence).
إحدى الجبهات الخفية المهمة تكمن في تهريب النفط الإيراني ومشتقاته إلى ميليشيات الحوثي في اليمن، التي تعتمد على هذه الشحنات المهربة كمصدر رئيسي لتمويل عملياتها العسكرية وتوسيع نفوذها في المنطقة، بحسب تقارير متعددة (WSJ، Reuters).
رغم العقوبات الدولية، تنجح إيران عبر شبكات معقدة من التهريب والوسطاء في إيصال كميات كبيرة من الوقود والديزل والغاز المنزلي إلى الحوثيين، مما يعزز استمرار الصراع في اليمن ويشكل تحديًا مباشرًا للجهود الأمريكية والدولية لوقف التمويل العسكري لهذه الميليشيات (Reuters).
ردًا على ذلك، اتخذت الإدارة الأمريكية قرارات صارمة وصنفت الحوثيين كجماعة إرهابية أجنبية من الدرجة الأولى، مما عزز الضغط القانوني والسياسي على الشبكات الداعمة لهم (Politico).
على صعيد مكافحة تهريب النفط ومشتقاته عبر موانئ البحر الأحمر، جاءت الخطوات الأمريكية والإسرائيلية كاستجابة ضرورية للحفاظ على توازن القوى الإقليمي وتقويض مصادر تمويل الحوثيين، برغم القرار الأمريكي بمنع دخول النفط ومشتقاته عبر هذه الموانئ يعكس إدراكًا لدور الوقود المهرب في استمرار الصراع وتغذية آليات الحرب.
ومع ذلك، رغم الضربات الجوية المتكررة على موانئ مثل رأس عيسى والحديدة، لم يتوقف التهريب بل استمر ، إذ تستغل إيران وشبكاتها المحلية وسائل بحرية وبرية ملتوية لتجاوز الحصار، ما يعكس تعقيدًا لوجستيًا كبيرًا وحربًا استنزافية مستمرة على هذه الجبهة (WSJ، Reuters).
لذلك، يظل نجاح هذه الإجراءات جزئيًا ومحدودًا دون تعزيز الرقابة البحرية وتعاون إقليمي أوسع، إضافة إلى بدائل اقتصادية تضعف قدرة الحوثيين على الاعتماد على هذه المصادر المهربة.
السيناريوهات المحتملة:
1. نجاح جزئي: إذا نسقت واشنطن مع أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وبعض دول الخليج لزيادة الإمدادات بأسعار منافسة، قد ينخفض اعتماد الهند والصين على النفط الروسي والإيراني بنسبة 15–25% خلال العامين القادمين، مما يقلص عوائد موسكو وطهران بمليارات الدولارات (Energy Intelligence، Reuters).
2. فشل محتمل: استمرار الصين والهند في الرفض، مع وجود الاتفاق الإيراني الصيني طويل الأمد والخصومات الكبيرة الممنوحة للصين، سيجعل الرسوم الجمركية الأمريكية عاجزة عن وقف التدفق (Politico، WSJ).
في المحصلة، النجاح الكامل في وقف تدفق النفط الروسي والإيراني إلى الصين والهند غير مرجح على المدى القصير، لكن يمكن تحقيق مكاسب نسبية إذا مزجت واشنطن بين الضغوط الاقتصادية والتحالفات الدولية وتقديم بدائل طاقة بأسعار مغرية، وهو ما يتطلب استراتيجية طويلة الأمد وليس قرارات جمركية منفردة والتنسيق الكامل مع الدول الخليجية المصدرة للنفط والغاز.
وبالنسبة لتهريب النفط الإيراني ومشتقاته إلى مليشيات الحوثي عبر موانئ البحر الأحمر، فهو مستمر رغم القرارات الأمريكية وقصف موانئ رأس عيسى والحديدة من قبل أمريكا وإسرائيل (Reuters، WSJ).
- أكاديمي ومحلل سياسي يمني
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news