استعادة ثقة الناس تبدأ من هنا

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 83 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
استعادة ثقة الناس تبدأ من هنا

في واقع متداخل ومعقد، يرزح تحت ضغوط اقتصادية خانقة وفساد متراكم، لم تعد الشعارات تكفي ولا الوعود تجدي. فالمواطن الجنوبي بات بحاجة إلى ما هو أعمق من الأقوال: بحاجة إلى عمل مؤسسي جاد، وإرادة سياسية صلبة، وأدوات رقابية فاعلة تقطع الطريق على الفوضى، وتضع حداً لمسلسل الانفلات والتسيب واللامبالاة.

ولعل أبرز ما يواجه مشروعنا الوطني الجنوبي اليوم لا يتمثل فقط في التحديات الخارجية، بل في الإخفاق الداخلي لبعض المؤسسات، وتغول شبكات المصالح، وغياب المحاسبة والرقابة. هذا القصور مكن بعض الأطراف المناوئة من استغلال معاناة الناس، ومحاولة التشويش على المشروع الوطني الجنوبي.

لكن هذا الواقع، رغم قسوته، ليس قدراً محتوماً. فهناك فرصة حقيقية لتصويب المسار، شريطة أن تستعيد مؤسسات الدولة دورها الحقيقي، وفي مقدمتها القضاء والنيابة والأجهزة الأمنية والرقابية، وأن تترجم التوجيهات العليا إلى إجراءات عملية صارمة تبدأ من القمة ولا تستثني أحداً.

الرئيس القائد عيدروس الزبيدي يدرك تماماً أن معركة الجنوب لم تعد فقط معركة حدود وسيادة، بل أصبحت أيضا معركة حياة يومية يعيشها المواطن مع تدهور الخدمات وارتفاع الأسعار وتآكل العملة. لذلك جاءت تحركاته الأخيرة واضحة وهادفة، بدءاً من تثبيت سعر الصرف، وتشديد الرقابة على الأسواق، ومروراً بكبح المضاربين والمتلاعبين بلقمة عيش المواطن.

غير أن هذه الجهود، مهما بلغت جديتها، لن تؤتي ثمارها دون ترجمة فعلية على الأرض، عبر عمل مؤسسي متناغم، يشارك فيه الجميع: من المسؤول في موقعه، إلى الجندي في الميدان، إلى المواطن الذي تقع على عاتقه مسؤولية الوعي والانخراط في الرقابة المجتمعية.

لقد آن الأوان لاجتثاث ثقافة "الموقع غنيمة"، واستبدالها بعقلية "المسؤولية تكليف لا تشريف". ويتطلب ذلك حسن اختيار القيادات في مفاصل الدولة، على أسس الكفاءة والنزاهة والانتماء الصادق للقضية الجنوبية، بعياً عن المحسوبية والولاءات الضيقة.

شعبنا الجنوبي لا يبحث عن خطابات رنانة، بل يتطلع إلى نموذج إداري فعال ومتماسك، تكون فيه هيبة الدولة حاضرة، والقانون فوق الجميع، والمساءلة ممارسة يومية لا استثناء فيها.

نحن بحاجة ماسة إلى إعادة بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة. وهذه الثقة لا تمنح، بل تكتسب عبر الإنجاز والانضباط والعدالة. وكل تأخير في هذا الاتجاه يمنح خصوم الجنوب فرصة إضافية لمزيد من التحريض والتشكيك.

إن المطلوب اليوم ليس فقط تحسين الظروف الاقتصادية والخدمية، بل ترسيخ منظومة حكم رشيدة، تقوم على الشفافية، وتشرك المواطن في الرقابة، وتواجه بقوة كل من يحاول المتاجرة بآلام الناس.

وإذا أردنا أن نكسب معركة المستقبل، فإن البداية الحقيقية تنطلق من هنا، من الداخل، من إصلاح البيت الجنوبي، وتحقيق الانضباط، واستعادة العدالة، وتحصين مؤسساتنا بالوعي والمسؤولية. بهذه الخطوات وحدها، يمكننا أن نصنع الفارق، ونحمي مشروعنا الوطني من الانهيار والتشويه.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القبض على مسئول رفيع يسرّب أسرار العليمي للحوثي

نيوز لاين | 543 قراءة 

من قلب صنعاء إلى مأرب.. انشقاق عسكري كبير يعيد ترتيب المشهد اليمني

نيوز لاين | 443 قراءة 

روايات مريبة لمصير الرئيس العليمي!

الحدث اليوم | 415 قراءة 

دولتان تتدخلان في اللحظة الأخيرة لإنقاذ وفد حماس

المرصد برس | 410 قراءة 

غارات تحوّل مقرات الصحافة في صنعاء إلى مقابر جماعية.. حصيلة جديدة للغارات

نافذة اليمن | 333 قراءة 

طائرة حربية عملاقة تحلق بصنعاء !

العربي نيوز | 301 قراءة 

صنعاء توجه دعوة وعرضاً لقطر

الحدث اليوم | 276 قراءة 

اعلان للجيش الاسرائيلي عن اليمن!

الحدث اليوم | 248 قراءة 

الحوثيون يعلنون ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء والجوف إلى 211 قتيلا وجريحا

الموقع بوست | 243 قراءة 

انقلاب مفاجئ في صفوف الحوثيين.. قيادي بارز ينضم للشرعية قادماً من صنعاء

المرصد برس | 241 قراءة