صنعاء على موعد مع التحرير وكل الطرق تؤدي إليها
قبل 6 دقيقة
في ظل التطورات المتسارعة إقليميًا ومحليًا، يبدو أن المشهد اليمني بدأ يدخل مرحلة جديدة قد تكون مفصلية في تاريخ الصراع، خاصة مع الحصار غير المعلن الذي يشتد يومًا بعد يوم على جماعة الحوثي في صنعاء، سياسيًا واقتصاديًا وحتى عسكريًا. فكل الطرق بدأت بالفعل تؤدي نحو العاصمة، ولكن ليس كما أرادها الحوثي ذات يوم، بل كما أرادها الشعب اليمني: طرق نحو الخلاص والاستعادة وبناء دولة تستوعب الجميع
.
نعم، لم يعد الحصار المفروض على الحوثي مقتصرًا على الجوانب العسكرية فقط، فهناك تقييد واضح في المسارات البرية والبحرية، وتقنين واضح للدخول والخروج من صنعاء سواء للأفراد أو البضائع، وهناك جهود لإعادة تنظيم الملفات الاقتصادية التي كانت الجماعة تعبث بها دون رقيب، خاصة مع تحركات حكومية جديدة للسيطرة على الإيرادات واستعادة الدور المركزي للبنك المركزي في عدن.
كما شهدت المناطق المحررة تحسنًا نسبيًا في الوضع الاقتصادي، وهذا التحسن ليس محض صدفة، بل نتيجة لاستراتيجية عمل حثيثة بدأت بها الحكومة بدعم تحالف دعم الشرعية، حيث انخفاض سعر الصرف، وضبط إيقاع السوق، وتسهيلات الاستيراد، كلها مؤشرات على أن المناطق المحررة قادرة على أن تكون نموذجًا للحياة الطبيعية، في مقابل فوضى الحوثي في مناطق سيطرته.
لذلك، كل المعطيات تشير إلى أن صنعاء تقترب أكثر من أي وقت مضى من لحظة الحقيقة، لحظة التحرير، لحظة الانفجار الداخلي، فالجبهة الداخلية للحوثيين متصدعة، والغطاء الإقليمي بدأ يتآكل، والشارع يختنق من سياساتهم.
بالفعل، صنعاء ليست مجرد مدينة، بل هي عاصمة القرار اليمني وروح الدولة، وكل الطرق سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا باتت تتجه نحوها. وما كان حلمًا بعيدًا بات اليوم هدفًا قابلًا للتحقيق.
فقط الصبر، والإصرار، والعمل المنظم، وستعود صنعاء إلى حضن الجمهورية، ولن يطول الانتظار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news