تنتشر في المجتمعات العربية ظاهرة مقلقة تتمثل في منح شهادات الدكتوراه الفخرية والمزيفة، الأمر الذي يقوض القيم الأخلاقية والمعرفية ويهدد الثقافة.
الدكتوراه الفخرية، التي تعد في الأصل تكريمًا معنويًا من الجامعات المرموقة لشخصيات خدمت الإنسانية، تحولت في الآونة الأخيرة إلى أداة للعلاقات العامة، تُمنح لرجال الأعمال والمشاهير بهدف تحقيق مصالح مادية أو اجتماعية.
يتفاقم الأمر مع وجود سوق سوداء لبيع وشراء الشهادات عبر الإنترنت ومن جامعات وهمية، مما يسمح لأصحاب المال والجاه بالحصول على لقب “دكتور” دون استحقاق، ويؤدي ذلك إلى تضليل الجمهور وتقويض الثقة في المؤسسات العلمية الحقيقية والباحثين الجادين.
والمؤسف أن هؤلاء “الدكاترة المزيفين” يتصدرون المنابر ويحللون وينظرون، بل وقد يدرّسون في الجامعات والمؤتمرات، دون أن يكونوا قد بذلوا أي جهد علمي حقيقي.
إن إفراغ اللقب الأكاديمي من معناه يترتب عليه تداعيات خطيرة، منها انهيار مبدأ الجدارة والاستحقاق، وانتشار المدعين في الساحة العلمية، وتشويه صورة المثقف الحقيقي، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، يجب العمل على التوعية المجتمعية حول الفروق بين الشهادات الأكاديمية الحقيقية والمزيفة، وتجريم التزوير العلمي، وسن قوانين صارمة تعاقب من يدعي زورًا الحصول على شهادات علمية غير حقيقية.
كما يجب فصل الألقاب عن الوظائف، وتقنين استخدام لقب “دكتور” بحيث يقتصر استخدامه في الإعلام والوثائق على من حصل على الدرجة العلمية من جهة معترف بها أكاديميًا.
إن مكافحة الشهادات المزيفة والفخرية ليست مجرد مسألة تتعلق بالألقاب، بل هي معركة من أجل حماية الثقافة الحقيقية النزيهة من الزيف المقنع الذي ينهش وجدان الأمة.
اخبار متعلقة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news