تواجه الصين تفشياً مقلقاً لفايروس شيكونجونيا، حيث تجاوز عدد الإصابات المؤكدة 7000 حالة حتى أوائل أغسطس، وفقاً لما أعلنته السلطات. وتتمركز أغلب الإصابات في مدينة فوشان، وهي مركز صناعي حيوي يقع في مقاطعة قوانغدونغ جنوب البلاد. والمرض ينتقل عن طريق لدغات البعوض ويسبب الحمى وآلاماً حادة في المفاصل.
استجابت الحكومة الصينية بسرعة للحد من انتشار الفايروس، مستفيدة من خبراتها السابقة في مكافحة الأوبئة مثل كوفيد-19. وتشمل التدابير المتخذة رش المبيدات في الشوارع والمناطق السكنية، واستخدام الطائرات بدون طيار لتحديد مواقع تكاثر البعوض، فضلاً عن إطلاق أسماك تتغذى على يرقات البعوض في البحيرات، وإطلاق “بعوض الفيل” الذي يلتهم يرقات البعوض الناقل للمرض.
كما فرضت السلطات غرامات مالية تصل إلى 1400 دولار أمريكي على السكان الذين يتسببون في وجود مياه راكدة في محيط منازلهم، كالتي تتجمع في أواني الزهور، كونها بيئة مثالية لتكاثر البعوض. وفي مدينة فوشان، يُطلب من المصابين بالمرض البقاء في غرف عزل مجهزة بشبكات واقية من البعوض، مع إجراء اختبارات يومية للتأكد من خلوهم من الفايروس قبل السماح لهم بالخروج.
وذكرت السلطات أن عدد الإصابات الجديدة بدأ في الانخفاض في بعض المناطق المتضررة، مثل حي شوندي في فوشان، إذ سجلت المنطقة انخفاضاً في الحالات الجديدة لخمسة أيام متتالية حتى أوائل أغسطس. ومع ذلك، حذر المسؤولون من أن موسم الفيضانات والأمطار الغزيرة قد يعيق جهود مكافحة المرض خلال الأسابيع المقبلة.
يذكر أن فايروس شيكونجونيا، الذي اكتشف لأول مرة في تنزانيا عام 1952، ينتقل عبر لدغات بعوض الزاعجة المصاب، وهو نفس البعوض الذي ينقل فايروسات مثل الدنغ والزيكا. وتشمل أعراض المرض الحمى، وآلام المفاصل، والطفح الجلدي، والصداع، وتستمر الأعراض في الغالب لمدة أسبوع، ولكن آلام المفاصل قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات في بعض الحالات.
على الرغم من ندرة الوفيات الناجمة عن الفايروس، إلا أن التفشي الحالي في الصين يُعد الأكبر من نوعه منذ ظهور الفايروس في البلاد عام 2008. وقد بدأت الحالات في فوشان بعد اكتشاف حالة وافدة في 8 يوليو، وانتشرت الإصابات بسرعة بسبب عدم وجود مناعة مسبقة لدى السكان، إضافة إلى الظروف المناخية الرطبة والحارة التي ساعدت على تكاثر البعوض.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة فوشان، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 9 ملايين نسمة، سجلت نحو 95% من الحالات في مقاطعة قوانغدونغ، مع انتشار محدود في مدن أخرى مثل قوانغتشو وشنتشن. وعلى الصعيد العالمي، سجلت منظمة الصحة العالمية حوالي 240 ألف حالة و90 حالة وفاة في عام 2025، مع تفشيات كبيرة في أمريكا الجنوبية وأفريقيا.
اخبار متعلقة
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news