خلافات الحوثيين تتسع لتطال القيادات الصغرى.. والفساد في صدارة المشهد
تتواصل الانقسامات داخل صفوف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مدفوعة بخلافات متشعبة تشمل تقاسم النفوذ والمصالح، وتراشق الاتهامات بشأن ملفات فساد، وصراع حول السلطة، وصولًا إلى رفض بعض القيادات الزج بالبلاد في حروب عبثية لا طائل منها
.
وفي تطور جديد يعكس عمق التصدعات، خرج قيادي حوثي من أسرة الرزامي بتصريحات علنية تفضح ممارسات الفساد والصراعات الداخلية، مهاجمًا قياديًا آخر على خلفية تجاوزات إدارية بحق إحدى الموظفات.
فقد شنّ المدعو طه الرزامي، عبر منشور على حسابه في "فيسبوك"، هجومًا حادًا على القيادي الحوثي سام البشيري، المعين مديرًا عامًا لهيئة المواصفات والمقاييس والجودة في صنعاء من قبل الجماعة، بعد أن هدد البشيري موظفة بالفصل عقب نشرها وثائق تفضح تجاوزات مالية وإدارية داخل الهيئة.
ووصف الرزامي، المحسوب على تيار صعدة، تصرفات البشيري – المنتمي لما يُعرف بتيار "محيط صنعاء" – بأنها "محاولات لإثبات الهيبة على الموظفات"، ساخرًا: "ما صدق نفسه أنه صار مدير عام، إلا وبدأ يثبتها مش بالكفاءة، بل بالهيبة على الموظفات والبأس على بنات الناس"، في إشارة إلى استقواءه على النساء بدلًا من مواجهة ملفات الفساد.
وتساءل عن صمت البشيري حيال ما وصفها بفضائح مالية، قائلاً:
"فينك من كشوفات النص مليون؟
فينك من نقابة منتهية تدّعي الشرعية؟
فينك من قرار وزاري محترم رموه في الزبالة؟
ولا كل هذا ما يهمك، أهم شيء عندك بنت نشرت بوست في الفيس؟".
وأكد الرزامي أن ما يجري داخل الهيئة يمثل "حالة وظيفية مشوّهة"، وأن الوظيفة العامة تحولت إلى وسيلة لتصفية الحسابات، بينما بات السكوت عن الفساد سلوكًا ممنهجًا لدى قيادة الهيئة التي "تنتقي من الفساد كما تُنتقى الفاصوليا"، حسب تعبيره.
وكانت الموظفة صفاء عقبة قد أُحيلت إلى التحقيق وواجهت تهديدًا بالفصل بتهمة نشر وثائق على مواقع التواصل، تكشف حجم التلاعب في كشوفات الصرف ولوائح الهيئة، ما أثار تضامنًا واسعًا من موظفين وناشطين.
من جانبها، أصدرت النقابة التابعة للهيئة – والتي وصفها الموظفون بأنها "منتهية الصلاحية وغير شرعية" – بيانًا اتهمت فيه من وصفتهم بـ"المتربصين بالهيئة" بمحاولة زرع الفوضى، واعتبرت نشر الوثائق "استهدافًا ممنهجًا"، في موقف اعتبره موظفون انقلابًا على دور النقابات وتحولًا إلى "غطاء قانوني" لتمرير فساد الإدارة.
وتتصاعد الانتقادات داخل أوساط الجماعة الحوثية ذاتها، في ظل تنامي مظاهر القمع الوظيفي، واستغلال المناصب في إذلال الموظفين بدلاً من تحسين الأداء، ما زاد من تآكل ثقة المواطنين بالمؤسسات الواقعة تحت سيطرة الجماعة في صنعاء ومناطق أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news