منظمة حقوقية: أكثر من 480 مدنيًا ضحايا اختطافات حوثية ممنهجة في إب خلال 3 سنوات
حشد نت- تقرير
اتهمت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان، مليشيا الحوثي، بتنفيذ واحدة من أوسع حملات القمع والانتهاك بحق المدنيين في اليمن، محذّرة من أن محافظة إب باتت خلال السنوات الأخيرة "ساحة مفتوحة لانتهاكات ممنهجة تمارسها الجماعة خارج نطاق القانون".
وفي تقرير ميداني صدر على موقعها الرسمي، وثّقت المنظمة، ومقرها لاهاي، قيام جماعة الحوثي منذ مطلع عام 2023 وحتى منتصف 2025 بشنّ سبع حملات اختطاف واسعة النطاق، أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 480 مدنياً، بينهم نساء وأطفال وناشطون ومعلمون وأكاديميون، في عمليات امتدت من الأحياء السكنية إلى مراكز التعليم والمرافق العامة.
وقالت المنظمة إن الحملات ترافقت مع مداهمات ليلية للمنازل، واعتداءات جسدية ولفظية، وعمليات إخفاء قسري وابتزاز مالي، مؤكدة أن العديد من المختطفين نُقلوا إلى سجون سرية ومُنعوا من التواصل مع ذويهم، في انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان.
وأوضح التقرير أن مناطق المشنَّة، وذي السفال، وضواحي إب، والظهار تصدّرت قائمة المناطق المستهدفة، بينما شهدت مديريات مثل السدّة والعدين والسياني ومذيخرة انتهاكات جسيمة أثارت حالة من الرعب والقلق بين السكان.
وأشار التقرير إلى أن حملات القمع بلغت ذروتها في سبتمبر 2023، حيث تم اختطاف 95 شخصاً بينهم 11 طفلاً و6 نساء، ثم في سبتمبر 2024 باختطاف 250 شخصاً، بينهم 24 طفلاً، لتتكرر الممارسات القمعية مجددًا في مايو ويوليو 2025 ضد مواطنين احتفلوا بذكرى الوحدة اليمنية.
وفي يونيو 2025، سجلت المنظمة انتهاكات صارخة في منطقة العدين، طالت نشطاء ومعلّمين تعرّض بعضهم للتعذيب الجسدي، فيما خضع آخرون لعمليات ابتزاز مالي مقابل الإفراج عنهم أو السماح لهم بالتواصل مع عائلاتهم.
وأبرز التقرير أن المؤسسات التعليمية والمصرفية لم تكن بمنأى عن الانتهاكات، حيث اقتحم مسلحو الحوثي جامعة العلوم والتكنولوجيا في إب واختطفوا أحد مسؤوليها، إلى جانب اقتحام فرع بنك سبأ واختطاف موظفين بينهم المحامي فضل العمامي والدكتور محمد الشارح.
وفي مشهد اعتبرته المنظمة تجسيداً لنهج الترهيب، اقتحمت عناصر حوثية نسائية (الزينبيات) منزل الدكتور عبدالحميد المصباحي في مدينة إب، وعبثت بمحتوياته وصادرت أجهزة إلكترونية خاصة، في تصعيد وصفه التقرير بـ"المنهجي والمنظّم".
كما طالت الانتهاكات أسر المختطفين، إذ اختُطف نجل الأكاديمي الدكتور محمد هادي الفلاحي بعد مداهمة منزله، بالإضافة إلى اعتقال الدكتور محمد نعمان الخولاني، مدير مركز الإقراء، والدكتور محمد قائد عقلان، ضمن ما وصفه التقرير بـ"حملة استهداف ممنهجة للكوادر التعليمية والدينية".
تحذير من تبعات كارثية
حذّرت رايتس رادار من أن استمرار هذه الانتهاكات سيخلّف عواقب كارثية على السلم الاجتماعي والنسيج الوطني، مؤكدة أن "جرائم الاختطاف والتعذيب لا تسقط بالتقادم، ومرتكبوها سيواجهون العدالة عاجلاً أو آجلاً".
ودعت المنظمة مليشيا الحوثي إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، ووقف حملات الملاحقة والاعتقال السياسي، لا سيما التي تستهدف الأكاديميين والناشطين والمدنيين.
كما وجّهت المنظمة نداءً عاجلاً إلى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، للتحرّك الفوري لحماية المدنيين من آلة القمع الحوثية، ووقف استخدام الاختطاف والابتزاز كوسيلة لإسكات الأصوات الحرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news