سبتمبر نت/ تقرير
لا يكاد يمر يوم واحد في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، إلا وهناك حملة مداهمات وإختطافات تطال الأبرياء في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرتها وعلى أثر ذلك تتكشف حقائق مرعبة تروي فصولاً من القمع والانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين.
محافظة إب، واحدة من المحافظات التي تعرضت لعشرات الحملات المسلحة من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا ضمن محاولاتها لإخضاع المدنيين لمشروعها الدموي الطائفي.
ففي تقرير صادم كشفت منظمة “رايتس رادار” لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، عن تصاعد غير مسبوق في حملات الاختطاف التي تشنها مليشيا الحوثي في محافظة إب، مما حوّل “اللواء الأخضر” إلى مسرح مفتوح للارهاب والجرائم والاعتقالات التعسفية والإرهاب.
ووفقًا لتقرير المنظمة، ومقرها مدينة “لاهاي” الهولندية، فقد وثقت “رايتس رادار” اختطاف مليشيا الحوثي أكثر من 480 مدنيًا خلال العامين والنصف الماضيين فقط.
لم ينجُ أحد من هذه الحملات القمعية؛ حيث طالت الاعتقالات – بحسب التقرير – 7 نساء و51 طفلاً، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية التي تحمي الفئات الأكثر ضعفًا.
وأشارت المنظمة إلى أن هذه الحملات لم تستهدف فئة بعينها، بل شملت قطاعات واسعة من المجتمع، من معلمين وطلاب وأكاديميين وناشطين سياسيين ومجتمعيين، وحتى العاملين في المجال الإنساني لم يسلموا من الملاحقة والاعتقال.
هذه الملاحقات باتت تشكل تهديدًا دائمًا على حياة المدنيين، الذين أصبحوا فعليًا “رهائن” في قبضة المليشيا، ويواجهون القمع لمجرد معارضتهم لسياساتهم الطائفية أو رفضهم للانصياع لها.
وأوضحت “رايتس رادار” أن المليشيا نفذت ما لا يقل عن 7 حملات مداهمة واسعة، استهدفت عشرات القرى والأحياء السكنية، وترافقت مع دوريات ملاحقة يومية.
لم تقتصر الانتهاكات على الاعتقال فحسب، بل شملت اقتحام المنازل والمحال والمقار، ورافقها اعتداءات جسدية ولفظية، وأعمال ترهيب وصلت إلى حد الإخفاء القسري.
وتحدثت المنظمة عن تفاصيل مروعة لاقتحامات ليلية نفذها مسلحون حوثيون، مما تسبب في حالات رعب شديدة بين النساء والأطفال.
الاختطافات الأخيرة وفق التقرير، طالت موظفين في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وبنك سبأ، ومحامين وأكاديميين بينهم الدكتور عبدالحميد المصباحي، الذي داهمت المليشيا منزله بكسر الأبواب ومصادرة الأجهزة الإلكترونية، في مشهد تكرر مع عائلة الأكاديمي المعتقل محمد هادي الفلاحي، حيث اختُطف نجله وأودع مع والده في سجون الأمن السياسي.
كما اعتُقل باحث الدكتوراه محمد نعمان الخولاني، مدير مركز الإقراء التابع لجمعية تعليم القرآن الكريم، ولحق بزميله الدكتور محمد قائد عقلان، مدير دار القرآن الكريم بمنطقة اليهاري.
وكشف التقرير عن ذروة هذه الانتهاكات في سبتمبر 2023، عندما تم اختطاف 95 شخصًا، بينهم 11 طفلًا و6 نساء، وفي سبتمبر 2024، قفز العدد بشكل مخيف ليصل إلى 250 مدنيًا، بينهم 24 طفلاً، في تصعيد يظهر استهتار المليشيا بأرواح وحقوق المدنيين.
كما وثقت المنظمة أن حملات الاعتقال طالت معظم مديريات إب، وتصدرت مديرية المشنة القائمة بـ64 حالة، تلتها ذي السفال بـ45 حالة، في حين سجلت مناطق أخرى مثل حزم العدين، والظهار، والسدة، والعدين، أعدادًا كبيرة من المعتقلين.
وأشار التقرير إلى أن حملات الاعتقال غالبًا ما تكون ردًا انتقاميًا من المليشيا على أي شكل من أشكال التعبير عن الرأي أو الاحتفاء بالمناسبات الوطنية. ففي حملة نفذت بين 26 و30 سبتمبر 2023، تم اختطاف أكثر من 95 شخصًا لمشاركتهم في فعاليات ذكرى ثورة 26 سبتمبر. تعرض بعضهم للإخفاء القسري والتعذيب.
وفي مايو ويوليو 2025، شنت المليشيا حملة أخرى عقب احتفالات المواطنين بعيد الوحدة اليمنية، واختطفت خلالها 48 مدنيًا، غالبيتهم من الأكاديميين والشخصيات المجتمعية، في رسالة واضحة بأن أي مظهر من مظاهر الاحتفاء بالهوية الوطنية يعد جريمة لا تُغتفر في نظرهم.
لم تقتصر معاناة المختطفين على الاعتقال والتعذيب الجسدي، بل امتدت لتشمل الابتزاز المالي. ففي حملة استهدفت منطقة العدين في يونيو الماضي، اقتيد الضحايا إلى سجون سرية، وتعرضوا للضرب والمنع من الزيارات. وابتُز آخرون ماليًا مقابل الإفراج عنهم أو حتى السماح لهم بالتواصل مع أسرهم. وفق التقرير.
وحمّلت منظمة “رايتس رادار” قيادة المليشيا الحوثية المسؤولية الكاملة عن الأضرار الجسدية والنفسية التي يتعرض لها المختطفون. ودعت المنظمة مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ، إلى اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين ووقف هذه الانتهاكات.
وأكدت أن جميع المتورطين في عمليات الاعتقال والتعذيب والإخفاء سيواجهون المساءلة القانونية.
كما طالبت المنظمة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين، ووقف الملاحقات التعسفية التي تحصد أرواح وحرية اليمنيين الأبرياء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news