عن كتاب دليل السراة.. والبحث عن اللحظة الوطنية الجامعة

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 35 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عن كتاب دليل السراة.. والبحث عن اللحظة الوطنية الجامعة

بروحٍ متوثبة بالأسئلة، تتاخم حدود الشعر والفلسفة، وبأسلوب حواري شيق، وبلغة متخففة من صرامة اليقين وحافلة برشاقة التعبير، يحلق بنا الصديق الشاعر والباحث والإعلامي/ مصطفى راجح في كتابه: دليل السراة في الفن والأدب اليمني – الصادر عن دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر – في رحلة ممتعة عبر اشتغال كتابي تقدر مساحته على الورق بـ 350 صفحة، متوزعة على أربعة فصول وتوطئة… منفتحًا في رؤيته على فضاء معرفي إبداعي، يصعب القبض على حدود مساحته وأثره في النفس وأصداءه في الذاكرة.

في الفصل الأول الذي عنوانه: فواتح المطلع… يمضي بنا المؤلف مصطفى راجح في طواف فكري وثقافي أدبي فني مقتدر عبر تسليط إضاءاته التحليلية على موضوعات أدبية وفنية وفكرية عديدة، منها الشعر وماهية الكتابة الشعرية والرواية والقراءة، وعملية التفاعل، الحوار، التواصل والانفصال التي تنوجد بين ذات القارئ والكتاب أثناء القراءة، والعلاقة المتواترة بينهما والمحكومة زمنيًا بنوع الاهتمام ومستوى المعرفة المتغيرة عند كل قراءة، وكذلك الانطباعات والأحاسيس التي تخلفها فينا كل من اللوحة الفنية والصورة الفوتوغرافية، وما يسمى بالأثر الفني للوحة والصورة، حيث فيها نعيد اكتشاف ذواتنا وانفعالاتنا فيها عبر حوارات استنطاقية لما تكتنزه هذه الإبداعات من الجمال وما تمنحه من المتعة والعمق والبساطة وتوثيق الذاكرة.

كما يتعرض لما طرأ وهشم روح عدد من هذه الإبداعات عبر التغيرات الجوهرية وما ألحقته من خدش للتلقائية والبساطة فيها بفعل الاعتماد على التقنيات المعلوماتية والتراكم الكمي الذي تضخه تقنيات الاتصالات والذكاءات الرقمية جراء اعتماد بعض المبدعين والمشتغلين عليها في أعمالهم، وأثرها البالغ على سلب الروح والمعنى للتجربة الإبداعية للمبدع، وخاصة في مجالات عدة، خاصة في مجالي الشعر والرواية، إذ يلاحظ المؤلف أنه على الرغم من التدفق والغزارة في الإنتاج الإصداري خلال العقد الماضي، لكنه يفتقد إلى المعنى والأثر الفني الإنساني الذي يمس روح القارئ، يستوطنه ويحرك إحساسه… وذلك يعود – حسب رأيه – في جزء منه إلى الاعتماد على التقنية الاصطناعية، وجزء آخر إلى غياب التجربة الحياتية لبعض المبدعين أنفسهم، وضعف الحس الجمالي والحساسية الفنية، مما يجعل التكرار والتشابه وطغيان الشكلية وغياب المضامين والتميز والمعنى أحد سمات إصدارات العقد الماضي باستثناءات نادرة…

وفي إطلالته التحليلية والتأملية هذه، يستوقفنا المؤلف أمام الأثر الفني الذي تتركه أعمال القاص محمد عبد الولي، والشاعر عبدالله البردوني، ولوحات هاشم علي، وأرشيف صور الفنان عبدالرحمن الغابري، وقدرتها على محاكاة ذواتنا الصامتة أمامها وانتزاع دهشة أثرها الفني فينا…

في الفصل الثاني من الكتاب، حمل عنوان: بناة الأدب والثقافة، وقد كرّسه المؤلف لتسليط الضوء والاحتفاء بعدد من رموز الثقافة والأدب والفكر والإبداع في اليمن، والذين كانت لهم بصمات وطنية وثقافية وإبداعية، وشكّلوا انحيازًا مبكرًا لليمن الكبير أرضًا وإنسانًا بتنوعها، بعيدًا عن التخندق والتعصب، ولعبوا دورًا في الانتصار لوحدة الوطن الكبير في إبداعاتهم شعورًا ولحنًا وفكرًا، وبشروا بها حتى قبل إعلان الوحدة اليمنية… أمثال: د. عبدالعزيز المقالح، أ. عبدالله البردوني، أ. عمر الجاوي، أ. محمد المساح، أ. هاشم علي، أ. محمد الربادي، أ. أحمد الجابري، أ. عباس الديلمي، أ. عبدالكريم الرازحي، د. حمود العودي، أ. عبدالباري طاهر، أ. عبدالرحمن بجاش، أ. أيوب طارش، أ. محمد الفسيل… وآخرين.

أما الفصل الثالث، فحمل عنوان: وجدان اليمن.. أصواته ونغماته وإيقاعاته، وقد كرّسه المؤلف لتناول الألوان والإيقاعات الغنائية والطربية في اليمن، وتناول بالتحليل والتعريف بأهم الإيقاعات والألوان الغنائية اليمنية، وتوقف أمام عدد من الفنانين والملحنين من شمال الوطن وجنوبه الذين أسهموا في تشكيل وصياغة الأغنية اليمنية والذائقة الموسيقية والتطريب الغنائي، والزوامل، مفردًا الحديث عن اللون الغنائي الصنعاني واللحجي والحضرمي، وأبرز رموز هذه الألوان والإيقاعات من الفنانين والشعراء والملحنين الذين كان لهم دور تأسيسي فيها، وكذلك تناول أهم من اشتهر من الفنانين في كل لون بالقراءة والتحليل والتعمق في تتبع نشأة وتطور كل لون على حدة.

جاء الفصل الرابع بعنوان: خواتم التقفيل، وقد احتوى على عدد من الموضوعات المتنوعة التي تتناول بالنقاش والتحليل المعمق والثري والشيق جملة من القضايا الفنية والإبداعية التي تعكس اقتدارًا وإبداعًا في التعاطي، وتبرز اهتمام المؤلف بالشأن الإبداعي عمومًا، وتلك الخلفية الثقافية والذائقة الفنية والحس الرفيع في التعاطي الخلاق مع الحقل الفني والغنائي تحديدًا.

كتاب يستحق القراءة والإشادة… فقد استطاع المؤلف في مجمله أن يلملم صورة الوطن المتشظي والمنقسم في مرآيا السياسة، ويلتقطه ويجمع شظاياه موحدة في مرآة الفن والإبداع.

تحية للصديق الشاعر والإعلامي والفنان/ مصطفى راجح على هذه الروح وهذا الإنجاز.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ارتفاع في سعر صرف العملات الأجنبية في عدن... واستقرار في صنعاء

اليمن السعيد | 889 قراءة 

الان اسعار الصرف في اليمن مباشر - الجمعه 08-08-2025 عبر الكريمي والنجم في صنعاء وعدن

نيوز لاين | 572 قراءة 

تعديل غير مسبوق في أسعار الحوالات بين الشمال والجنوب

المرصد برس | 529 قراءة 

طارق صالح يكشف تفاصيل خطيرة لنشر الفوضى في هذا المكان

كريتر سكاي | 479 قراءة 

الريال اليمني ينتصر ...تعرف على اسعار الصرف اليوم الجمعة

يني يمن | 440 قراءة 

صدمة في سوق العمل السعودي.. إيقاف مهنة يعتمد عليها المغتربون منذ سنوات

المرصد برس | 437 قراءة 

طارق صالح يكشف تفاصيل خطيرة عن المخطط الإيراني لزعزعة أمن اليمن والمنطقة

تهامة 24 | 411 قراءة 

للمغتربين اليمنيين .. تعديلات سعوديه على نظام الإقامة والتجديد والرسوم !

عناوين بوست | 404 قراءة 

تفاصيل لقاء محافظ البنك المركزي مع جمعية الصرافين ..أبرز نقاط الاتفاق

مأرب برس | 364 قراءة 

أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي والدولار في صنعاء وعدن ومأرب اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025م

بران برس | 338 قراءة