شنت مليشيا الحوثي، اليوم الإثنين، حملة اعتقالات واسعة في مديرية المراوعة بمحافظة الحديدة، طالت عشرات المواطنين، على خلفية احتجاجات شعبية اندلعت للمطالبة بمحاسبة أحد مشرفي المليشيات المتهم بقتل الشاب خالد عيسى حميدي، المعروف محليًا بـ”خالد هوله”.
وبحسب ما ذكره الصحفي عبدالله الحلبي عبر منصة “إكس”، نفذت المليشيات حملة أمنية وصفها بـ”الوحشية”، أسفرت عن اعتقال أكثر من 60 شخصًا، بينهم مشاركون في الاحتجاجات وآخرون عبروا عن تضامنهم مع الضحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الحلبي في تدوينة له:
“بعد خروج أهالي المراوعة للمطالبة بالعدالة والقبض على قاتل الشاب خالد عيسى، ردت الميليشيا بوحشية… أكثر من 60 مواطنًا اعتقلوا لمجرد أنهم طالبوا بحق المغدور أو كتبوا كلمة على مواقع التواصل”.
وتعود الواقعة إلى يوم الأحد، حين أقدم مشرف حوثي يُدعى محمد مهيم هايشة على قتل المواطن خالد حميدي، بعد أن وجّه إليه الأخير عبارته المعتادة: “متنا جوع”، والتي كان يرددها مرارًا في وجه قيادات الجماعة، تعبيرًا عن معاناته من تدهور أوضاعه المعيشية وفقدانه مصدر دخله.
وأوضحت مصادر محلية أن المشرف الحوثي أطلق أربع طلقات وأرداه قتيلًا، قبل أن يعاود إطلاق ثلاث طلقات أخرى على جسده وهو ملقى على الأرض.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فقد فجّرت الجريمة موجة غضب شعبي في المديرية، حيث خرج العشرات في مظاهرة احتجاجية مطالبين بتقديم الجاني إلى العدالة، وقطعوا الطرقات وأشعلوا الإطارات، وسط صمت لافت من القيادات المحلية والمشايخ، الذين امتنعوا عن التعليق خشية التعرض للملاحقة من قبل الجماعة.
وتؤكد مصادر ميدانية أن سلطات الحوثي شرعت في ملاحقة عدد من الناشطين المحليين الذين تداولوا تفاصيل الحادثة على وسائل التواصل، وتم استدعاء بعضهم وتهديدهم بالإخفاء القسري، في مسعى لإسكات الأصوات وتعتيم الجريمة إعلاميًا.
ويأتي هذا الحادث في سياق سلسلة من الانتهاكات التي تُتهم بها ميليشيا الحوثي بحق المواطنين، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث تُواجه أي تحرك شعبي يطالب بالعدالة أو المساءلة بالقمع والتنكيل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news