بقلم / علوي شملان
وصــل الناس في بلادنا ــ البسطاء والشرفاء على وجه التحديد ــ الى حــد الرعـب من الحــاضراكثر من الخـوف عـلى المستـقـبل .. وفي هـــكذا واقــع اسـتبـشرو خــيراً بالارتـفاع المُلـفت لقيمة العملة الوطنية امام العملات الأجـنبـية وما سـيرافـقه من انخفاض في أسعار المواد الغذائية الضرورية .. الـناس عــلى حــق .. لـكــن الاجـراءات البنكية التي تم اتخـاذها بحق الكـثير من محـلات الصرافة ، لاتكـفي لثبات واستمرار تعافي العملة الوطنية …
إن تحـميل محـلات الصرافة ــ مـثـلاً ــ مسؤولية انهـيار العملة بالكـامـل بات من المبررات المُضـحكة ،وحـتى خطاب مـراقبة اسـعار الـسلع في واقعنا ، هـو أيضا دلـيل سـطحية في الوعي بحقيقة أسباب الكارثة الاقتصادية التي نعيشها الان ، او محـاولة للتـسطيح والهــروب الى هــذه المبررات والحلول الا مُجـدية ،
ولـدينا تـجارب سـابقة وفي بلدان اخـرى كثيرة مُـشابهة لواقعنا الاقتصادي واكثراستـقـراراً سياسياً وامنياً من بلادنا اثـبتت التجـارب ان نتائج الاجـراءات بحـق الصرافين وتجار العملة مهما بلغت من الشدة والحزم لم تكـن سـوى مُـسكـن وقـتي وليس تـعـافياً حـقـيقياً ..
ولان الاقتـصاد كُتلة واحــدة وسـياسة مُكـثـفة ــ كما قـيل ــ فــلن تشهــد بلادنا أي تـعافي اقتصادي حقيقي دون حــد مـعـقـول من الـسلام والوفاق والتعافي السياسي وامـتلاك القرار السيادي وتفعيل هياكـل ومؤسـسات الدولة كشـروطاً اسـاسية وضرورية لإطــلاق حـزمة إجـراءات ضـرورية للوصـول الى الحـد الأدنى على الاقـل من التـعـافي الاقتصادي ،
صـحيـح ان الاجـراءات البنكية المُتخـذة مؤخــراً افــضـل من لاشيء ، لكــنها ترقيع او مُسكن لاغـير .. ومن دون تشجـيع عـجلة الإنتاج الزراعي والصناعي والسمكي .. صرف الرواتب بالعملة الوطنية .. خـفض النـفـقات الحكومية الى الحدود ما بعد القصـوى .. مقاربة ملف الفساد .. عــلاج ترهــل الجهاز الحكومي والعسكري .. عــودة المسؤولين والموظفين الحكومـيين للعمل من الداخــل .. وقف صرف الرواتب بالعملات الأجنبية .. خفض البعثات الدبلوماسية .. كعناوين مُهمة وضرورية .. مـن دون هـــذه الخطوات وغيرها لن يعرف اقتصانا طريق العافية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news