حذّرت صحيفة تايمز ناو ديجيتال الهندية من أن ميليشيا الحوثي باتت تشكّل تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية الرقمية في الهند، بعد تصاعد هجماتها وتهديداتها في البحر الأحمر، حيث تمر كابلات الإنترنت البحرية التي تشكل الشريان الرقمي الأساسي للهند نحو الغرب.
وبحسب التقرير الذي ترجمه “تهامة 24″، فإن استهداف الحوثيين لسفن الشحن وسفن إصلاح الكابلات، إضافة إلى فرض مطالب بفدية، دفع مشغلي الكابلات الدوليين إلى التفكير في تحويل مسارات الإنترنت الهندي إلى بدائل برية عبر ممر “الهند – الشرق الأوسط – أوروبا”، رغم ارتفاع التكاليف بشكل كبير على مراكز البيانات ومزودي الخدمات السحابية.
وأشار التقرير إلى أن الأضرار التي لحقت بالكابلات البحرية قرب مضيق باب المندب في عام 2023، تسببت بالفعل في تباطؤ سرعة الإنترنت في الهند ودول أخرى، لكن التطورات الأخيرة مع تصاعد التهديد الحوثي باتت تضع مستقبل الاتصال الهندي في خطر أكبر.
ونقلت الصحيفة عن أميجيت جوبتا، الرئيس التنفيذي لشركة Lightstorm، قوله: “الاعتماد على الكابلات البحرية أصبح هشًا للغاية، وأي خلل إضافي سيتسبب في أزمة إصلاح حقيقية”.
وأكدت الصحيفة أن شركات كبرى مثل “زين”، “أوريدو”، و”فلاج تيليكوم” بدأت فعليًا في تنفيذ مسارات بديلة برية، وسط مطالبات في الهند بإنشاء أسطول وطني مخصص لصيانة الكابلات، نظرًا لنقص السفن المتخصصة واستهداف الحوثيين لها.
وأضافت “تايمز ناو ديجيتال” أن تكلفة تأمين واستئجار خطوط الاتصال الدولية قفزت بشكل غير مسبوق، وقد يصل استئجار زوج ألياف واحد إلى 50 ألف دولار شهريًا، بينما تضاعفت أقساط التأمين على الكابلات المارة عبر مناطق النزاع.
ويشير التقرير إلى أن شركات مثل غوغل وميتا وأمازون بدأت بإعادة تقييم استثماراتها في الكابلات البحرية، مع تصميم مسارات تلتف على نقاط الاختناق الجغرافية التي باتت تحت رحمة التوترات الأمنية والتهديدات الحوثية.
وفي ختام التقرير، نقلت الصحيفة عن هيئة تنظيم الاتصالات في الهند (TRAI) توقعها بنمو سوق الكابلات البحرية المحلي بنسبة 7.2% سنويًا، ليصل إلى 78.6 مليون دولار بحلول عام 2030، إلا أن المسار سيظل محفوفًا بالتحديات ما دامت مياه البحر الأحمر غير مستقرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news