هائل سعيد يصدم الحكومة: لا إصلاح بالهتاف ولا صرف بلا دولارات

المنشور هذا قد لا يعجب الكثير من المتحمسين لكن، سواء اختلفنا أو اتفقنا مع مجموعة هائل سعيد أنعم، لا يمكن إنكار واقعية بيان المجموعة اليوم، فالشركة تتصرّف بعقلية المستثمر المحترف، لا كـ إعلامي يبحث عن شهرة ولايكات على حساب الشعب ، ولا كمواطن عاطفي يفرح بأخبار تراجع سعر الصرف من دون إدراك لما وراء الكواليس.

علاقة المستثمر بالجهات الحكومية هي علاقة تنظيمية بحتة، لا أكثر ولا أقل. كما أوضحت قبل أيام في منشور سابق، فإن الدورة الاقتصادية تتكوّن من قطاعيْن رئيسيّين: المنتجين والمستهلكين، ودور الحكومة هو تنظيم هذه العلاقة بما يحقق المصلحة العامة. وغياب الثقة بين هذه الأطراف يُفضي إلى خلل بنيوي، وهو ما نعانيه في بلادنا اليوم.

باختصار، أيُّ منصف يفقه أساسيات الاقتصاد سيجد مضمون بيان هائل سعيد متسقًا مع أبجديات السوق بعيدًا عن العواطف. وبالمناسبة، كما أشرت سابقًا، فإن مسؤولية البنك المركزي إذا ما أراد تثبيت سعر الصرف، تقتضي منه توفير العملة الأجنبية في السوق بالسعر الرسمي الذي يحدده، وليس باستخدام الاعلام للتغطية على أخطاء وفساد عمره سنوات.