قصة يمني مع النزوح والجوع.. انتظار مؤلم لمساعدات غابت عامين

     
الموقع بوست             عدد المشاهدات : 99 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
قصة يمني مع النزوح والجوع.. انتظار مؤلم لمساعدات غابت عامين

لم يتمالك يوسف محمد نفسه من الفرح حين قرأ في صحيفة محلية خبرا يتحدث عن قرب استئناف منظمات الأمم المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين والفقراء في اليمن. بدا له الخبر وكأنه بشارة خير تعيد الأمل إلى قلبه وقلب ملايين اليمنيين الذين أرهقتهم الحرب والنزوح والجوع.

ويقول يوسف للجزيرة نت، وهو يجلس أمام منزله المؤقت في صنعاء، "لو صح هذا الخبر، فسيكون العام الحالي عام الإغاثة الحقيقي، فالناس أنهكهم الجوع، وانقطعت عنهم المساعدات منذ عامين تقريبا".

وتزايد الأمل مع انعقاد لقاء موسع في صنعاء الأربعاء، 30 يوليو/تموز الماضي، نظمته وزارة الخارجية التابعة لجماعة أنصار الله اليمنية، بمشاركة الممثل المقيم للأمم المتحدة جوليان هارنيس، وعدد من كبار المسؤولين وممثلي منظمات دولية ومحلية.

وناقش الاجتماع تداعيات الانخفاض الحاد في التمويلات المالية المقدمة من المانحين الدوليين، وتوقف كثير من مشاريع الإغاثة الحيوية، بما في ذلك برامج الغذاء والمأوى والصحة.

حكاية نزوح طويلة

يوسف، البالغ من العمر (47 عاما)، يستعيد للجزيرة نت تفاصيل رحلته مع النزوح قائلا "لم أتوقع يوما أن أترك منزلي 10 سنوات متواصلة. خرجت من تعز في 2015 مع بداية الحرب، بعدما أصيبت ابنتي بشظية في ظهرها ونقلتها إلى صنعاء للعلاج. بعد الجراحة أغلقت الطريق الرئيسية في الحوبان، ولم أستطع العودة إلى بيتي وحارتي التي تحولت لساحة قصف متبادل".

خلال السنوات الأولى، عاش يوسف مع أسرته بين المخيمات والمساكن المؤقتة، متنقلا بين المدارس والمساجد التي خصصت لاستقبال النازحين.

ويقول إن الفرج جاء حين بدأت منظمات الإغاثة بتقديم مساعدات غذائية ومستلزمات إيواء، "كانت تصلنا السلة الغذائية شهريا: دقيق وأرز وزيت وسكر، إضافة إلى خيم وبطانيات، أنقذت حياتنا وحياة آلاف الأسر".

لكن هذه الرحلة لم تكن سهلة، إذ عاش النازحون سنوات وصفها يوسف بـ"العجاف"، تحت القصف الجوي والخوف المستمر وارتفاع الأسعار، بينما توقفت رواتبهم وفقدوا مصادر رزقهم.

ومع ذلك، ساهمت التدخلات الإنسانية، وفقا ليوسف، في تخفيف وقع الكارثة حتى توقف الدعم قبل عامين، ليجد يوسف نفسه مضطرا للعمل في أي مهنة مؤقتة لتوفير لقمة العيش لأسرته؟ ويضيف "أكثر ما يؤلمني هم النازحون الذين لا يملكون أي دخل، هؤلاء حياتهم معلقة على عودة المساعدات".

توقف التمويل

يقول رئيس منظمة "منى للإغاثة والتنمية" فاتك الرديني، للجزيرة نت، إن توقف التمويل الدولي ترك أثرا بالغا على حياة ملايين اليمنيين، فالكثير من الأسر كانت تعتمد بشكل كامل على برامج المساعدات الإنسانية.

ويقول "كنا نعمل مع برنامج الغذاء العالمي وأوكسفام واليونيسيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين. هذه البرامج توقفت أو تقلصت، ومعها توقفت مشاريع الاستجابة السريعة التي كانت تنقذ النازحين عند حدوث سيول أو حرائق في المخيمات، وتؤمن لهم مياه الشرب والمأوى المؤقت".

ويرى الرديني أن الحرب المستمرة والقصف الأميركي والإسرائيلي على موانئ الحديدة ومطار صنعاء فاقم الأزمة، إذ أعاق وصول المساعدات ورفع كلفة النقل والإمداد، مما انعكس مباشرة على حياة النازحين والفقراء.

ويضيف أن منظمته، التي تعمل منذ 2015 في قطاعات الأمن الغذائي والصحة والمياه والصحة البيئية والحماية والإيواء، أصبحت تواجه صعوبة كبيرة في تأمين التبرعات من الخارج، مما قلص بشكل حاد قدرة الفرق الميدانية على تغطية الاحتياجات الأساسية.

تصاعد الجوع والفقر

يزداد المشهد الإنساني في اليمن اليوم قتامة، فبعد 10 سنوات من الحرب والنزوح، ارتفعت معدلات الفقر والجوع إلى مستويات غير مسبوقة.

ويوضح الرديني أن كثيرا من الأسر باتت بلا مصدر دخل، ويعيش أفرادها على وجبة واحدة أو أقل يوميا، في حين يعتمد آخرون على مساعدات متقطعة من أقارب في الداخل أو الخارج.

وتؤكد تقارير أممية هذا الواقع المأساوي، فقد وضع تقرير الأزمات الغذائية لعام 2025 اليمن ضمن قائمة أسوأ 4 دول عالميا تواجه أزمة غذاء حادة، إلى جانب السودان ومالي وقطاع غزة، محذرا من مستويات جوع كارثية تهدد حياة ملايين اليمنيين.

وأشار التقرير إلى أن نحو 48% من سكان اليمن، البالغ عددهم أكثر من 35 مليون نسمة، عانوا انعداما حادا في الأمن الغذائي بين أواخر 2024 ومطلع 2025.

وبيّن أن هذه الأزمة تفاقمت نتيجة استمرار الحرب وتدهور الاقتصاد وارتفاع أسعار الغذاء، إلى جانب الظواهر المناخية القاسية، مثل موجات الحر الشديدة والسيول الموسمية التي دمرت مساكن النازحين وأغرقت مخيمات كاملة وألحقت أضرارا بالقطاع الزراعي.

ويحذر التقرير من أن استمرار توقف المساعدات سيقود إلى كارثة إنسانية واسعة، قد تتجاوز آثارها الحدود اليمنية، في ظل اعتماد ملايين الأسر على المعونات الخارجية كوسيلة وحيدة للبقاء.

ويترقب اليمنيون بفارغ الصبر أي تحرك دولي حقيقي يعيد شريان الحياة إلى مخيمات النزوح والمناطق الفقيرة. لكن المراقبين يحذرون من أن استمرار غياب التمويل أو تأخره قد يدفع اليمن إلى مرحلة جديدة من الانهيار الإنساني يصعب احتواؤها لاحقا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الزبيدي يضع شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في تحرير صنعاء

نيوز لاين | 653 قراءة 

محلل عسكري يكشف ورقة ضغط سياسية قد تُربك الحوثي والانتقالي

نيوز لاين | 517 قراءة 

اشتعال المعارك في مأرب اليمنية بين قوات الجيش و الحوثيين

يمن فويس | 439 قراءة 

تصريحات أصالة نصري عن اليمن تثير الجدل من جديد.. ماذا قالت؟

المشهد اليمني | 433 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 418 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 387 قراءة 

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 357 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 341 قراءة 

عشبة القات تصل مكة المكرمة والقبض على مقيم بحوزته كمية كبيرة

يمن فويس | 317 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

نيوز لاين | 256 قراءة