اعتبر اللواء عبدالرحمن اللوم الوادعي، القائد السابق لمحور البقع، أن الحزبية الضيقة باتت تمثل العائق الأبرز أمام استعادة الدولة اليمنية، محذرًا من أن تمسك النخب السياسية بالولاءات الحزبية يُقوّض وحدة الصف الجمهوري ويهدد مشروع التحرير الوطني.
جاء ذلك في مقال تحليلي مطول بعنوان: “الحزبية.. العدو الخفي لاستعادة الجمهورية”، تناول فيه الوادعي تداعيات الانقسام الحزبي على المعركة الوطنية ضد ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، مؤكدًا أن أداء الأحزاب خلال السنوات الماضية كشف عن غياب الرؤية الوطنية الموحدة، وتحول بعضها إلى عبء ثقيل على مسار استعادة الدولة.
وقال الوادعي إن “الأحزاب اليمنية، على اختلاف توجهاتها، لم تُشكّل في أي مرحلة رافعة حقيقية للمشروع الجمهوري، بل تحوّلت إلى أدوات تنافس حزبي يُضعف الجبهة الداخلية ويمزق الصف الوطني، في وقت يحتاج فيه اليمنيون إلى التكاتف الكامل لمواجهة الانقلاب الحوثي”.
وأشار إلى أن بعض القوى السياسية ما تزال تتعامل مع معركة استعادة الدولة باعتبارها “فرصة لتقاسم النفوذ السياسي والتموضع في المشهد المستقبلي، بدلًا من النظر إليها كقضية وطنية جامعة”، وهو ما أدى ـ بحسب تعبيره ـ إلى إضعاف الحاضنة الشعبية للمعركة وتشتيت البوصلة الوطنية.
واستند الوادعي إلى تحذيرات عدد من كبار العلماء والدعاة من خطورة التحزب، وفي مقدمتهم الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي، الذي وصف الأحزاب بأنها “تفرّق الأمة وتجرّها إلى الصراعات الدنيوية”، إلى جانب الشيخ يحيى بن علي الحجوري الذي أكد أن “التحرر من الحزبية شرط أساسي لإصلاح الأمة ووحدتها”.
وشدد اللواء الوادعي على أن الخروج من الأزمة الحالية يتطلب تجاوز الأدوات التي أوصلت اليمن إلى هذا الوضع، وبناء مشروع وطني يقوم على العقيدة الصحيحة والانتماء للجمهورية، لا على المحاصصة أو المناكفات الحزبية.
كما ثمّن الدور الحيوي الذي تؤديه المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي في دعم اليمن سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا، واصفًا هذا الدعم بأنه “صمام أمان حال دون انهيار الدولة اليمنية”.
وختم الوادعي مقاله بدعوة واضحة إلى ضرورة تحرير الصف الجمهوري من عباءة الحزبية، وتجديد التوجه الوطني نحو معركة التحرير الكبرى بقيادة موحدة وهوية جمهورية خالصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news