يمن إيكو|تقرير:
يواجه الاتحاد الأوروبي مخاوف بشأن تدهور مكانته الجيوسياسية، بعد الاتفاقية الأولية التي تم التوصل إليها مع الولايات المتحدة هذا الأسبوع بشأن الرسوم الجمركية، والتي نُظر إليها على نطاق واسع كاستسلام أوروبي لمنطق القوة الأمريكي.
وقالت وكالة “بلومبرغ”، اليوم الثلاثاء، إن شروط الاتفاق الذي تم التوصل إليها “ستشكل ضربة قوية للشركات الأوروبية”، حيث وافق الاتحاد الأوروبي على تحمل رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم صادراته إلى الولايات المتحدة، فيما ستبقى الرسوم على الواردات من الولايات المتحدة عند 1% أو أقل.
وأشارت الوكالة إلى أنه “حتى في ظل هذه الشروط غير المقبولة، قد يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في الوفاء بالتزاماته الجديدة تجاه الولايات المتحدة” فقد وعدت المفوضية الأوروبية بشراء منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وأعلنت عن استثمارات إضافية بقيمة 600 مليار دولار.
ووفقاً للوكالة فإن الاتحاد الأوروبي استورد منتجات طاقة أمريكية بقيمة 80 مليار دولار العام الماضي، بينما بلغ إجمالي صادرات الطاقة الأمريكية 330 مليار دولار فقط، وبالتالي من الصعب تصور كيف سيحقق الاتحاد الأوروبي تعهداته فيما يتعلق بشراء منتجات الطاقة الأمريكية.
ولا زالت الرسوم الجمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي من المعادن، والبالغة 50%، تشكل نقطة خلاف في المفاوضات.
وبحسب مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي فإن “الولايات المتحدة والاتحاد يعملان على التوصل إلى بيان مشترك غير ملزم قانوناً بحلول الأول من أغسطس، يتناول بالتفصيل بعض البنود التي تم التفاوض عليها، وبمجرد الانتهاء من صياغة البيان، ستبدأ الولايات المتحدة بخفض رسومها الجمركية على قطاعات محددة، لا سيما على السيارات وقطع غيارها، التي تواجه حالياً رسوماً بنسبة 27.5%”.
استسلام أوروبي:
وفيما سيستغرق التوصل إلى نص قانون ملزم وقتاً طويلاً وسيتطلب موافقة أغلبية دول الاتحاد وربما البرلمان الأوروبي، فإن ما تم التوصل إليه حتى الآن قد خلق انطباعاً واسعاً باستسلام أوروبي للولايات المتحدة.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أرانشا غونزاليس لايا، قولها إنه: “من الناحية الاقتصادية، هذه اتفاقية غير جيدة، ومن الناحية الجيوسياسية، تُعتبر هزيمة”.
وأضافت: “هذه الاتفاقية تُصغر حجم الاتحاد الأوروبي”.
كما نقلت عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، قوله إن “الاتفاق سيجبر مسؤولي الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في مكانتهم في النظام العالمي”، مضيفاً أنه “على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي قد يعتبر نفسه قوة تجارية عظمى، إلا أن نتائج نهاية الأسبوع تُظهر أن ذلك لم يعد كافياً للدفاع عن مصالحه في وقتٍ يستعد الخصوم الجيوسياسيون لاستخدام أشكال أخرى من النفوذ”.
وبحسب الوكالة فقد “أقر سفراء أوروبيون اجتمعوا في بروكسل يوم الإثنين بأن فون دير لاين ليس لديها خيار سوى قبول مثل هذه الصفقة غير المتوازنة لأن البدائل كانت ستكون أسوأ”.
وأضافت أن “الرد على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب لم يكن ليؤدي فقط إلى المخاطرة بحرب تجارية لا تستطيع حكومات الاتحاد الهشة تحملها، بل كان سيعرض للخطر إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي التي ساعدت في استقرار أسعار الطاقة الأوروبية منذ غزو روسيا لأوكرانيا، وربما حتى الدعم الأمريكي لأمن أوروبا”.
ونقلت الوكالة عن مفوض الاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، الذي قاد المفاوضات مع إدارة ترامب، للصحفيين قوله إن: “الأمر لم يكن يتعلق بالتجارة فحسب”.
واعتبرت الوكالة أن “لعبة القوة التي مارسها ترامب كشفت الكثير عن التكاليف الاستراتيجية التي يتكبدها الاتحاد الأوروبي نتيجة لرهن أمنه على المدى الطويل بالولايات المتحدة لعقود من الزمن، على افتراض أنه سيكون لديه دائماً شريك حميد إلى حد ما في البيت الأبيض”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news