تغير المناخ الخطر لصامت الذي يهدد الأرض والجنوب

     
العاصفة نيوز             عدد المشاهدات : 122 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تغير المناخ الخطر لصامت الذي يهدد الأرض والجنوب

في عالمٍ يسير بخطى متسارعة نحو الاحترار، لم يعد تغيّر المناخ أزمة بعيدة أو مؤجلة، بل تحوّل إلى تهديد يومي يطول الإنسان والحيوان والنبات، ويمتد من الغابات القطبية إلى السهول الحارّة، ومن المدن الكبرى إلى الأحياء الشعبية.

ومن شواطئ العاصمة عدن التي كانت يومًا ما تنبض بالحياة، إلى جبال ردفان وسهول أبين، يهمس الهواء بشيء لم نعتد سماعه من قبل… حرارة خانقة، مواسم ممزقة، وأرض تتغيّر تحت أقدام أهلها. تغيّر المناخ لم يعد شبحًا بعيدًا يهدد دولًا في أقصى الأرض، بل أصبح واقعًا يوميًا يعيشه الجنوبيون بأنفاسهم، ويرونه في ملامح مدنهم، ويشعرون به في تفاصيل حياتهم.

ففي كل صيف يمر، تحترق عدن بنيرانٍ لا تهدأ، وتلهث الأرواح تحت ثقل الرطوبة، بينما يفرُّ التيار الكهربائي من أزقتها الضيقة تاركًا الناس وحدهم في مواجهة الشمس.

-ما تغيّر المناخ؟ وكيف بدأ؟

تغيّر المناخ هو اضطراب طويل الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس على سطح الأرض. ورغم وجود تغيرات طبيعية سابقة، فإن ما نعيشه اليوم ناجم بالدرجة الأولى عن النشاط البشري منذ الثورة الصناعية، مثل:

حرق الوقود الأحفوري (النفط، الفحم، الغاز)، وإزالة الغابات. وانبعاث الغازات الدفيئة (مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان). وأنماط الاستهلاك غير المستدامة.

كل هذا أسهم في ارتفاع حرارة الأرض بمقدار يتجاوز 1.1 درجة مئوية، وخلّف سلسلة من التغيرات البيئية التي تطال كل شيء من حولنا.

اقرأ المزيد...

استشهاد 62 فلسطينيا بقصف إسرائيلي على غزة

29 يوليو، 2025 ( 12:32 مساءً )

جريمة مروعة.. أب ينهي حياة أبنته ذات الـ15 عامًا بسلك كهربائي

29 يوليو، 2025 ( 11:34 صباحًا )

-التأثيرات العامة لتغير المناخ على البيئة

التغير في المناخ العالمي أدى إلى موجات حر قاسية، تصيب البشر بالإرهاق الحراري وتزيد من معدلات الوفيات. ويؤدي ذوبان القطبين إلى ارتفاع منسوب المياه في البحار، مما يهدد المدن الساحلية بالغرق، بينما تسبب الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير دمارًا في الممتلكات والبنية التحتية. كما أن تغير أنماط المطر وتراجع الغطاء النباتي يؤديان إلى اتساع الصحاري وخسارة الأراضي الزراعية مما يؤدي إلى الجفاف والتصحر. وتفقد العديد من الكائنات مواطنها الطبيعية، مما يؤدي إلى انقراضها أو هجرتها، ويحدث خللاً في النظام البيئي.

-عدن تحترق ولا أحد يطفئ النار

لم تكن العاصمة عدن تعرف هذا القدر من القسوة المناخية. قبل أعوام، كانت نسائم البحر تملأ المدينة حياةً وانتعاشًا، لكن اليوم، بات الصيف في العاصمة الجنوبية عنوانًا للإنهاك والتعب، بدرجات حرارة تكاد تلامس الـ50 مئوية، وسط انقطاعات متكررة للكهرباء، وبيوت صفيح لا تملك من وسائل التبريد سوى صبر ساكنيها. المسنون، الأطفال، والمرضى، يدفعون ثمنًا باهظًا لتغيّرٍ مناخي لا يد لهم فيه. الرطوبة تشتد، والحرارة تُذيب الصبر، ولا مفرّ في مدينة يطوّقها البحر، لكنه لا يروي عطشها.

-شتاء بلا أمطار وخراب حين تمطر

وإن هطلت السماء بمائها، فإنها لا تمنح الحياة، بل تأتي على هيئة فيضان مفاجئ، يجرف الطرق، ويغمر الأحياء، ويكشف هشاشة البنية التحتية في العاصمة عدن. قبل سنوات قليلة، غرقت منازل في دار سعد والمنصورة والشيخ عثمان وكريتر، وتهدمت جدران بفعل أمطار لم تجد من يصرفها أو يوجهها، ففعلت ما أرادت بالأحياء الفقيرة. المطر لم يعد نعمة في عدن، بل اختبارًا للبقاء.

-أبين ولحج.. حين تصمت السماء

في سهول أبين الخضراء سابقًا، وأراضي لحج الزراعية، تغيّر المشهد. لم تعد السماء تُمطر كالسابق، والمزارعون باتوا ينتظرون موسم الغيث بلا يقين. الجفاف يزحف على التراب، يقتل الزرع، ويطرد المزارع من أرضه. كثيرون هجروها بحثًا عن عمل في المدن أو خارج الوطن، بعدما خذلتهم الطبيعة وأدارت لهم الحكومات المتعاقبة ظهرها. في الجنوب، تغيّر المناخ يعني جوعًا قادمًا، وحياة ريفية تحتضر بصمت.

-بحر عدن مورد حياة يختنق

لم يسلم البحر أيضًا من هذه الكارثة. حرارة المياه ارتفعت، والشعاب المرجانية بدأت تموت، والأسماك لم تعد تأتي كما كانت. الصيادون في المعلا والتواهي وخور مكسر وصيرة، يشكون من تراجع الكميات وغياب أنواع اعتادوا صيدها، ما أثّر على قوت يومهم، وأدخلهم في دوامة فقر جديدة. إنه خلل بيئي بحري لا يُرى بسهولة، لكنه يهدد حياة أسر بأكملها.

-جنوب هشّ في وجه تغيّر شرس

الجنوب، بموارده المحدودة، ومؤسساته الضعيفة، التي دمرها الاحتلال اليمني منذ صيف 1994م، لا يملك الكثير ليتصدى لهذه الكارثة المناخية. لا خطط إنذار مبكر، ولا مشاريع تصريف مياه، ولا تشجير، ولا حملات توعية بيئية. الناس يواجهون العاصفة بأجسادهم، لا بحلول علمية أو دعم دولي. أما الحكومة، فمشغولة بصراعاتها، بينما الكوكب يتغيّر، والجنوب يُدفع إلى الحافة.

-هل من أمل؟

نعم، الأمل لا يزال ممكنًا، لكنه يحتاج إلى: تخطيط بيئي حضري جديد للعاصمة عدن ومدن الجنوب. واستخدام الطاقة الشمسية لتخفيف العبء الكهربائي. ويجب استعادة الغطاء النباتي في الريف عبر حملات تشجير، وبناء سدود صغيرة وخزانات للمياه لمواجهة الجفاف. كذلك تثقيف المجتمعات المحلية حول كيفية التكيّف مع تغيّر المناخ. وما لم تُؤخذ هذه الخطوات على محمل الجد، فإن القادم سيكون أشد.

-نداء من الجنوب إلى العالم

هذا الجنوب، الذي صمد في وجه الحروب والمؤامرات، يُواجه اليوم حربًا من نوع آخر صامته، لكنها قاتله. اسمها: تغيّر المناخ. وإن لم تُصغِ الحكومات والمنظمات والدول لهذا النداء، فقد نخسر مدينةً مثل العاصمة عدن، وسهولًا مثل أبين، وبحرًا مثل خليج عدن. إنه نداء لا لأجل الجنوب فقط، بل لأجل كوكب نحيا عليه جميعًا.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 830 قراءة 

أنباء عن اجتماع مرتقب في الرياض لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة و إنفراجه قريبةللأزمة

يمن فويس | 786 قراءة 

عاجل / المتحدث الرسمي يؤكد تعرض القوات الجنوبية في العبر لهجوم إرهابي بطائرة مسيرة

عدن تايم | 771 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 764 قراءة 

مصادر محلية: مدافع سعودية ثقيلة وطيران مسير يشعلان مشهد التصعيد في حضرموت

موقع الجنوب اليمني | 731 قراءة 

ضمن خطة هيكلة الجيش.. الرئيس العليمي يعين قيادة جديدة لهيئة الركن بالعمليات المشتركة

موقع الأول | 561 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 482 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 471 قراءة 

مصادر: المجلس الانتقالي يقترب من إعلان إدارة جنوبية جديدة خلال أسابيع

نيوز لاين | 421 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 379 قراءة