يمن إيكو|تقرير:
توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري أولي لخفض الرسوم الجمركية التي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرضها على الاتحاد والتي كانت ستشعل حرباً تجارية كبيرة بين الجانبين، وسط ردود فعل متباينة من قبل أعضاء الاتحاد.
وذكرت وكالة رويترز، مساء أمس الأحد، أنه بعد اجتماع دام ساعة كاملة بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير في اسكتلندا، أعلن الاثنان عن الاتفاق الذي يفرض تعرفة جمركية بنسبة 15% على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، وهو نصف المعدل الذي هدد به ترامب.
ونقلت رويترز عن ترامب قوله: “أعتقد أن هذا هو أكبر اتفاق على الإطلاق”.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سيستثمر نحو 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن الاتفاق يشمل مشتريات بقيمة 750 مليار دولار من الطاقة الأمريكية خلال السنوات القادمة، ومئات المليارات من الدولارات من مشتريات الأسلحة.
وقالت فون دير لاين، إن الرسوم الجمركية البالغة 15% سيتم تطبيقها على نطاق واسع.
وأضافت: “هذا أفضل ما يمكننا الحصول عليه”.
ردود فعل أوروبية متباينة:
تباينت ردود فعل الدول الأوروبية حيال الاتفاق، حيث رحّب المستشار الألماني فريدريش ميرز بالاتفاق، قائلاً إنه يُجنّب صراعاً تجارياً كان سيُلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد الألماني المعتمد على التصدير وقطاع السيارات الكبير، ولكن فرنسا انتقدت الاتفاق، وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو:”إنه يوم كئيب، عندما يخضع تحالف من الشعوب الحرة، الذي اجتمع لتأكيد قيمه المشتركة والدفاع عن مصالحه المشتركة”.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز: “أُقدّر جهود المفوضية الأوروبية، وأُقدّر الموقف البنّاء والتفاوضي لرئيس المفوضية. على أي حال، أدعم هذه الاتفاقية التجارية، ولكن بدون حماس”.
وقالت وزيرة التجارة الخارجية الهولندية، هانيكي بورما، إن الاتفاق “ليس مثالياً” ودعت المفوضية إلى مواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان: “هذا ليس اتفاقاً… دونالد ترامب تناول الفطور مع فون دير لاين، هذا ما حدث وكنا نشك في حدوثه لأن الرئيس الأمريكي يتمتع بوزن ثقيل عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات بينما السيدة الرئيسة تتمتع بوزن خفيف”.
أما رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني فقالت: “أعتبر أن وجود اتفاق أمر إيجابي، ولكن إذا لم أطلع على التفاصيل فلن أتمكن من الحكم عليه بالطريقة الأفضل”.
ورحبت رومانيا وفنلندا بالاتفاق، وقال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن: “إن ظروف التجارة لن تكون جيدة كما كانت من قبل، وهذا ليس من اختيارنا، ولكن يجب إيجاد توازن يعمل على استقرار الوضع ويستطيع الجانبان التعايش معه”.
وقالت السويد وإيرلندا إنه برغم التعريفات البالغة 15% فإن الاتفاق ينهي حالة عدم اليقين.
وقال بيرند لانج، رئيس لجنة التجارة في البرلمان الأوروبي، قوله إن “الرسوم الجمركية غير متوازنة، والاستثمار الضخم الذي سيخصصه الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة من المرجح أن يأتي على حساب الاتحاد نفسه”.
لا يوجد اتفاق نهائي بعد:
قالت رويترز إن من المقرر إجراء مفاوضات أخرى خلال الأسابيع المقبلة للتوصل إلى اتفاق كامل، مشيرة إلى أنه من المرجح أن يحتاج أي اتفاق نهائي إلى موافقة عواصم الاتحاد الأوروبي.
وقالت وكالة “بلومبرغ” إنه عادةً ما تستغرق اتفاقيات التجارة سنوات من المفاوضات، وقد تمتد لآلاف الصفحات، مشيرة إلى أن الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يزال يفتقر إلى التفاصيل.
ونقلت الوكالة عن كارستن نيكل، نائب مدير الأبحاث في شركة تينيو، قوله: “سيتحول التركيز الآن إلى مخاطر التفسير والتنفيذ، مما يطرح مزيجاً من التساؤلات السياسية والفنية”.
وبحسب رويترز فإن الولايات المتحدة ستبقي على رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الصلب والألومنيوم، وبينما اقترحت فون دير لاين، استبدال الرسوم بنظام الحصص، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن قادة الاتحاد الأوروبي طلبوا من الجانبين مواصلة النقاش حول هذه القضية.
وقالت فون دير لاين إنه لن تكون هناك رسوم جمركية من أي من الجانبين على الطائرات وأجزاء الطائرات، وبعض المواد الكيميائية، وبعض الأدوية العامة، ومعدات أشباه الموصلات، وبعض المنتجات الزراعية، والموارد الطبيعية والمواد الخام الحيوية.
وأضافت: “سنواصل العمل على إضافة المزيد من المنتجات إلى هذه القائمة”، مشيرة إلى أن المشروبات الروحية لا تزال قيد المناقشة.
ونقلت رويترز عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن “ترامب يحتفظ بالقدرة على زيادة الرسوم الجمركية في المستقبل إذا لم تفِ الدول الأوروبية بالتزاماتها الاستثمارية”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news