شهدت جبهات القتال شمالي اليمن، وتحديدًا في محور علب بمحافظة صعدة الحدودية، تصعيدًا خطيرًا عقب هجوم واسع شنته ميليشيا الحوثي على مواقع القوات الحكومية، ما أسفر عن مقتل 27 من عناصر الجماعة و11 من الجنود الحكوميين، وفقًا لمصادر عسكرية.
ووصفت المصادر الهجوم بأنه من بين أكبر الخروقات للهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة منذ سريانها في أبريل 2022، مشيرة إلى أن القوات الحكومية تمكّنت من صد الهجوم الذي استهدف مواقعها في محور علب.
وبالتوازي مع هذا التصعيد، رُصدت تحركات حوثية واسعة في ثلاث جبهات رئيسية، شملت مأرب شرقًا، الساحل الغربي التابع لمحافظة الحديدة، ومحافظة لحج جنوبًا، في مؤشر واضح على نوايا الجماعة لتوسيع رقعة المواجهات ونسف جهود التهدئة.
وكشفت المصادر أن ميليشيا الحوثي تسعى لتطويق مدينة مأرب من عدة محاور وقطع خطوط الإمداد القادمة من منفذ الوديعة ومنطقة العبر، تحت ذريعة الضغط للإفراج عن الزعيم القبلي محمد الزايدي، المعتقل في محافظة المهرة، والذي قام أنصاره بمهاجمة قوات حكومية وقتل اثنين من ضباطها.
وفي السياق، دعت وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان العامة، المواطنين إلى تجنُّب الطرق الصحراوية بين محافظات الجوف، مأرب، وحضرموت، محذرة من أنها أصبحت مناطق عمليات عسكرية.
خطط هجومية وتجنيد واسع
وتؤكد المصادر أن الحوثيين يخططون لشن هجوم من الجهة الجنوبية لمأرب، عبر جبهة البلق الشرقي، بهدف الوصول إلى حقول النفط والغاز في منطقة صافر. وفي هذا الإطار، تواصل الجماعة حشد مقاتليها في مديرية الجوبة بذريعة الاحتفال بتخرج دفعات تدريبية، مع إزالة الألغام من مواقعهم في جبهة البلق، تمهيدًا للهجوم.
بالتزامن، تستمر الجماعة في تجنيد مقاتلين من قبائل خولان، ودفعهم نحو المهرة بدعوى تحرير الزايدي، بينما تشهد جبهة كرش - حيفان بمحافظة لحج تحركات وتعزيزات حوثية، خاصة في مديرية خدير شمال الشريجة، حيث تسعى الجماعة لقطع خطوط الإمداد عن القوات الحكومية في محافظتي الضالع وتعز.
وفي الجبهة الغربية، تشير المعلومات إلى أن الحوثيين يخططون لمهاجمة مواقع القوات الحكومية في قطاع حيس بالساحل الغربي، مع تعزيز تمركزهم في خطوط التماس جنوب محافظة الحديدة، وتحديدًا في منطقة العساكرة بمديرية جبل رأس، حيث نُقلت شحنات من الأسلحة الحديثة.
خلايا نائمة وتخابر
وبحسب مصادر أمنية في العاصمة المؤقتة عدن، ألقت الشرطة القبض على شبكة تعمل لصالح الحوثيين، متهمة بالتخابر وتجند الشباب لصالح الجماعة مقابل مبالغ مالية. وأقر أفراد الخلية خلال التحقيقات باستقطاب نحو 20 شابًا وإرسالهم إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
دعم إيراني وتحذيرات أممية
وأشارت المصادر إلى وجود ارتباط مباشر بين تعزيزات الحوثيين في الساحل الغربي وزيادة تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الجماعة، حيث تم اعتراض عدة شحنات قرب باب المندب خلال الأسابيع الماضية، ما يعزز المخاوف من تصعيد وشيك.
في هذا السياق، عبّر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، عن قلقه من مؤشرات التصعيد العسكري، لا سيما في مأرب وتعز والضالع، محذرًا من هشاشة الوضع وصعوبة التنبؤ بمآلاته.
وقال غروندبرغ إن التعويل على الخيار العسكري "وهم خطير" لن يؤدي إلا إلى تعميق الانقسام والمعاناة، داعيًا الأطراف اليمنية إلى الامتناع عن أي إجراءات أحادية تعرقل فرص السلام.
تعبئة مليون مقاتل
وفي تطور لافت، أقر زعيم الجماعة الحوثية، عبد الملك الحوثي، خلال خطبة حديثة، بأن جماعته جنّدت أكثر من مليون مقاتل منذ اندلاع الحرب في غزة في نوفمبر 2023، مستغلة تلك الأحداث في تعبئة وتحشيد أنصارها، وسط مخاوف متصاعدة من تفجر الأوضاع مجددًا على نطاق واسع في البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news