في جريمة صادمة تكشف جانباً خطيراً من العبث الحوثي في قطاع التعليم العالي، لقي الطالب عقبة وائل حسن أبوراس، أحد طلاب المستوى الخامس في كلية الطب البشري بجامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، مصرعه في أحد معسكرات التدريب التابعة لمليشيا الحوثي على أطراف محافظة الحديدة، بعد أن تم تجنيده قسراً ضمن دورات طائفية وعسكرية تنظمها الجماعة داخل الحرم الجامعي.
ووفقاً لمصادر طلابية تحدثت لموقع “مأرب برس”، فإن الطالب أبوراس، وهو من محافظة إب ويُعرف بتفوقه الأكاديمي، خضع لدورات تعبئة فكرية مكثفة نُفّذت داخل الجامعة، قبل أن يُنقل إلى معسكر تدريبي في الحديدة حيث لقي حتفه في ظروف غامضة. وقد أعلنت المليشيا لاحقاً مقتله في ما أسمته “معركة الفتح الموعود” و”الجهاد المقدس”، ضمن حملتها التعبوية التي تتخذ من شعارات مثل “طوفان الأقصى” و”الفتح المقدس” ستاراً لتجنيد الطلاب.
الحادثة هزت الوسط الطلابي والأكاديمي في الجامعة، وأثارت موجة من الغضب والحزن، خصوصاً أنها لم تكن الأولى. فقد تحولت جامعة العلوم والتكنولوجيا – التي كانت تُعد من أعرق الجامعات الأهلية في اليمن – منذ سيطرة الحوثيين عليها مطلع عام 2020، إلى مركز تعبئة فكرية وتحشيد عسكري، بحسب شهادات طلاب وأكاديميين.
وكشفت وثائق مسرّبة صادرة عن ما يسمى بـ”ملتقى الطالب الجامعي”، الذراع التعبوي للحوثيين داخل الجامعة، عن أرقام صادمة، إذ تشير إلى إخضاع نحو 794 طالباً لدورات طائفية خلال أول عامين فقط من سيطرة الجماعة، في حين تم تجنيد أكثر من 200 طالب للقتال في الجبهات، معظمهم من طلاب السنوات الأولى في الكليات الطبية والهندسية.
وتحذر منظمات حقوقية وأكاديمية من خطورة استمرار عسكرة التعليم العالي في مناطق سيطرة الحوثيين، وتحويل الجامعات إلى بؤر لتجنيد الشباب والزج بهم في معارك طائفية لا تمتّ للتعليم ولا للوطن بصلة، ما يشكل تهديداً حقيقياً لمستقبل التعليم والأمن المجتمعي في اليمن.
يُذكر أن الطالب الراحل عقبة أبوراس كان يحلم بأن يصبح طبيباً يعالج الناس، لكنه وقع ضحية آلة التجنيد الحوثية التي لا تفرّق بين طلاب الطب وجبهات القتال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news