مشاهدات
أثار الفيلم الوثائقي للرئيس الراحل "علي عبدالله صالح.. المعركة الأخيرة" الذي بثّته قناة العربية مساء السبت، عاصفة من الجدل والتفاعل الشعبي والسياسي في اليمن، بعد أن كشف نجل الرئيس اليمني الراحل، مدين علي عبدالله صالح، تفاصيل صادمة تنسف الرواية الحوثية حول مقتل والده في ديسمبر 2017، وكذلك نسفت رواية بعض انصار صالح الذين أصروا بأن مقتل صالح كان في منزله .
وفي شهادة نادرة، قال مدين إن والده لم يُقتل داخل منزله في صنعاء كما زعم الحوثيين ، بل في كمين مسلح بقرية الجحشي على الطريق إلى سنحان، بينما كان يحاول مغادرة العاصمة لاستكمال المواجهة مع الحوثيين من موقع آخر. هذه الرواية أعادت إلى الواجهة تساؤلات مؤجلة حول "اللحظة الفاصلة" و"الخيانة" ومن سهّل للجماعة تنفيذ الفخ الدموي.
الفيلم، الذي اعتُبر بمثابة "زلزال سياسي"، أعاد للأذهان مشهد انتفاضة ديسمبر، عندما تمرد الرئيس الراحل ضد شريكه في الانقلاب، ودفع حياته ثمنًا لخياره الأخير. وقد تباينت ردود الفعل بين من رأى في شهادة مدين توثيقًا بطوليًا لوقائع تلك الليلة الغامضة، وبين من اعتبرها محاولة لإعادة رسم المشهد بما يخدم حسابات سياسية راهنة.
تفاعل اليمنيون بقوة على منصات التواصل، حيث تصدّر الفيلم واسم صالح قائمة المواضيع الأكثر تداولًا، وسط جدل واسع بشأن الجهة التي خانت صالح، وكيف تم رصد حركته، ولماذا فشل مخطط الانقلاب المضاد رغم المؤشرات التي سبقت اللحظة الأخيرة.
وتضاربت الآراء فالبعض ذهب إلى أن صالح كان السبب الرئيسي في تمكين الحوثيين من دخول صنعاء والإستيلاء وتسليم القبائل والحرس الجمهوري للحوثيين ، وتصريحاته وتوقيعه معهم تشهد على ذلك ، بينما يرى البعض بأن التحالف كان للضرورة .
ويأتي هذا الكشف بعد نحو 8 سنوات على مقتله، في وقت ما تزال فيه ذاكرة ديسمبر مشتعلة في وجدان اليمنيين، الذين رأوا في الفيلم وثيقة تُعيد فتح ملف لم يُغلق يومًا، وربما تفتح فصولاً جديدة من الحقيقة المغيّبة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news