العاصفة نيوز/ خاص:
كشف الباحث اليمني المتخصص في علم الآثار، عبدالله محسن، عن تفاصيل رحلة تمثال أثري نادر ينتمي للحضارة اليمنية القديمة، جرى تهريبه من اليمن قبل أكثر من خمسين عاماً، متنقلاً بين عدد من الدول، حتى استقر في صالات المزادات والمعارض الدولية.
وأوضح محسن، في منشور على صفحته الشخصية، أن التمثال يُجسّد شخصية نسائية بارزة من مدينة تمنع، عاصمة مملكة قتبان، ويُعد من أندر القطع التي تمزج بين المرمر والبرونز، ويقدّر عمره بأكثر من 2300 عام، أي أنه يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد. وقد حظي هذا التمثال باهتمام عدد من الباحثين البارزين، من بينهم كليفلاند ودي ميغريه.
اقرأ المزيد...
وجهاء أبين يحذرون لجان البرلمان اليمني من مغبة دخول المحافظة
26 يوليو، 2025 ( 9:05 مساءً )
القبض على قاتل طفلته في مأرب
26 يوليو، 2025 ( 8:58 مساءً )
وبحسب محسن، فقد خرج التمثال من اليمن إلى فرنسا قبل عام 1970، ثم نُقل إلى سويسرا، قبل أن يُعرض في معرض الفن السنوي “باد لندن” الذي أقيم بساحة بيركلي خلال الفترة من 2 إلى 8 أكتوبر 2017. ويُنظم المعرض من قبل تاجر التحف الفرنسي الشهير باتريك بيرين، ويعدّ نسخة موازية لمعرض “باد باريس” الذي يُقام سنويًا في أبريل بحديقة التويلري في العاصمة الفرنسية بين متحف اللوفر وساحة الكونكورد.
ووفقًا لمؤسسة فينيكس للفن القديم التي عرضت التمثال، فإنه يُعد “أكمل تمثال مرمر معروف من تلك الحقبة”، ويتميّز بدقة تفاصيله، لا سيما الشعر والمجوهرات المصنوعة من البرونز.
ويصف الباحث محسن التمثال بأنه يصوّر امرأة واقفة بثبات، ترتدي تاجًا وقلادة وأقراطًا وأساور على شكل ثعابين في ذراعيها، مع فستان طويل بأكمام قصيرة، وقدمان عاريتان تشكلان قاعدة التمثال. أما الرأس، فيعلوه تاج وشعر برونزي مصمم بعناية، تتدلى منه ضفيرة طويلة منحوتة بدقة من الخلف، في حين تبدو ملامح الوجه هادئة ومفعمة بالتفاصيل، خصوصًا العينين الغائرتين المطعمتين بمادة داكنة يُعتقد أنها البيتومين، مع أنف مستقيم وشفتين رقيقتين.
ويحمل التمثال في إحدى يديه شيئًا مجهولًا، بينما تمتد الأخرى إلى الأمام، ما يرمز – بحسب الباحث – إلى شخصية ملكية ذات طابع ديني، وربما يُجسّد صورة لامرأة متوفاة، بالنظر إلى أن هذا النمط من التماثيل غالبًا ما عُثر عليه قرب المقابر مرفقًا بنقوش تعريفية.
وأكد محسن أن التمثال يندرج ضمن ظاهرة فنية بارزة في جنوب الجزيرة العربية، حيث عُرفت تلك الحقبة بتنوع التماثيل البشرية والنقوش الجنائزية، والتي تعكس ثراء المعتقدات والممارسات الدينية لدى الشعوب اليمنية القديمة.
وتواجه الآثار اليمنية منذ عقود، ولا سيما خلال سنوات الحرب الأخيرة، عمليات نهب وتهريب ممنهجة، أسفرت عن فقدان عدد كبير من القطع النادرة، التي بيعت لاحقًا في مزادات دولية أو عبر منصات إلكترونية، في ما يشكّل نزيفًا مستمرًا للذاكرة الحضارية لليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news