البنك المركزي بين مطرقة الانهيار وسندان الفساد..

     
صحيفة شمسان نت             عدد المشاهدات : 73 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
البنك المركزي بين مطرقة الانهيار وسندان الفساد..

الزيارة التي قام بها الزميل الصحفي فتحي بن لزرق للبنك المركزي اليمني ولقاؤه بمحافظ البنك لم تكن مجرد لقطة إعلامية عابرة بل جاءت في لحظة حرجة تمر بها البلاد حيث الاقتصاد على شفير الانهيار والعملة المحلية تفقد قيمتها بوتيرة متسارعة والأسعار تشتعل والخدمات تتساقط فيما يقف المواطن اليمني وحيدا. مهدودا من الداخل وصابرا من الخارج.

لقد نقل فتحي صوت الشارع الجائع والغاضب وطرح على طاولة المسؤول أسئلة الناس الذين خذلتهم الدولة وغابت عنهم الحكومة وتنصلت من معاناتهم مؤسسات لا تجيد سوى إطلاق التصريحات ورفع الشعارات.

حديث محافظ البنك المركزي كان لافتا في صراحته وشفافيته وقد نال احترام الكثيرين لتشخيصه الصادق لحالة الانهيار الاقتصادي. لكنه وعلى أهميته لا يكفي. فالناس لا يقتاتون على التشخيص ولا ينتظرون وصفا دقيقا للكارثة بقدر ما ينتظرون حلولا حقيقية وإجراءات ملموسة توقف التدهور وتعيد شيئا من الثقة المفقودة.

لقد تجاوز الموطن مرحلة الصبر الطويل وملوا من الخطابات التبريرية التي لا تغني من جوع. ولم يعد مقبولا التذرع بتعقيد الأزمة أو تحميل المسؤولية للغير. المطلوب اليوم هو الانتقال من مرحلة التحليل إلى مرحلة القرار ومن لغة العجز إلى أدوات الإنقاذ.

الحقيقة التي يجب أن تقال بوضوح إنقاذ الاقتصاد اليمني لم يعد مهمة حصرية على البنك المركزي بل هو تحد وطني شامل يبدأ من مجلس القيادة الرئاسي ويشمل الحكومة بكل وزاراتها مرورا بالسلطات المحلية ولا يعفى منه أي طرف محليا كان أو دوليا.

أين الحكومة؟ أين وزارات المالية والتخطيط والنفط؟ أين الهيئات الرقابية؟ أين المحافظون الذين يتصرف بعضهم بالإيرادات وكأنها ملكيات خاصة خارج سلطة الدولة؟ كيف يمكن إقناع المواطن بأهمية الانضباط المالي بينما تعيش بعض المحافظات في فوضى مالية وإدارية وتدار الموارد وفق مزاج سياسي ضيق لا يخدم إلا مصالح ضيقة؟

نقدر الدعم السعودي ونثمنه عاليا ونؤكد أنه كان ولا يزال سندا مهما للشعب اليمني. لكننا نقول بصدق الوديعة لا تصلح اقتصادا منهارا بمفردها ولا تصنع معجزة في ظل فساد ممنهج وتسيب مالي وإداري. ما تبقى من الوديعة سينفد لكن الأهم هو ما يبنى بعدها.

المعالجة الحقيقية تبدأ بإجراءات إصلاحية جذرية في مقدمتها إعادة تشغيل قطاع النفط والغاز بشكل عاجل توحيد الإيرادات السيادية وتحويلها إلى البنك المركزي وضبط قطاع الصرافة ومكافحة السوق السوداء وتفكيك المنظومات الموازية التي تعبث بسوق العملة وخاصة تلك المحمية بالسلاح أو النفوذ السياسي وفرض رقابة فعالة على مؤسسات الدولة وربط الموازنة العامة بالرقابة والمساءلة ومكافحة الفساد في كافة المؤسسات الإيرادية دون استثناء أو حماية سياسية.

الناس اليوم لا يطلبون المستحيل هم فقط يريدون الحد الأدنى من الحياة الكريمة رغيف خبز بسعر معقول دواء لا يتضاعف سعره كل أسبوع كهرباء لا تعاملهم كزائر موسمي يريدون دولة تنصفهم لا تعاقبهم وتخاطبهم بالأفعال لا بالوعود المؤجلة.

ما لم يكن هناك قرار وطني شجاع يعيد ضبط بوصلة الأولويات ويكسر منظومة الفساد ويمكن البنك المركزي من فرض سلطته الكاملة على كل شبر من البلاد فإن القادم سيكون أسوأ والانهيار سيتسارع والثقة ستتبخر تماما.

لقد سئم اليمنيون من التبريرات وملوا الانتظار ولم يعودوا يثقون في الخطابات هم اليوم يسألون أين الدولة؟ وأين القيادة؟ وأين المستقبل؟

وإذا استمر هذا الصمت الرسمي المخيف فان السؤال القادم لن يكون عن قيمة الريال بل عن قيمة الدولة نفسها.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

توقعات سارة ينتظره كل اليمنيين وتبدأ خلال أيام الأسبوع الحالي ..

نيوز لاين | 803 قراءة 

وسائل اعلام تركية تكشف هوية زوجة أحمد الشـرع ومن أي محافظة يمنية تكون ؟؟ تفاصيل تفاجك

نيوز لاين | 688 قراءة 

من الحزن إلى الذهول سعودية تفجع بوفاة زوجها وتفاجأ بسر مدو بعد الزواج من آخر

المرصد برس | 349 قراءة 

بكم أصبح صرف الدولار والريال السعودي اليوم في عدن وحضرموت ؟

يني يمن | 309 قراءة 

إجراءات جديدة بشأن حضور العريس في صالة النساء أثناء مراسم الزفاف

نيوز لاين | 284 قراءة 

تحذيرات دولية لمأرب من عقوبات مرتقبة بسبب أمر خطير

كريتر سكاي | 274 قراءة 

"مصافي عدن".. إلى عبد الناصر الوالي: مطلوب شهادتك لكشف الحقيقة

عدن حرة | 249 قراءة 

نشرة أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 18 أغسطس 2025

عدن تايم | 201 قراءة 

بركان عدن ومبادرة الرئيس الأمريكي

العاصفة نيوز | 184 قراءة 

انتبه.. السعال بهذه الطريقة يشير إلى وجود هذا المرض الخطير

صوت العاصمة | 166 قراءة