من قلب حرب فيتنام خرجت الفكرة، ومن مصانع القوة الجوية الأمريكية ولدت «الأسطورة»، إنها المقاتلة «إف-15»، التي لم تَخسر قتالًا واحدًا في السماء طوال خمسة عقود من الخدمة.
ففي زمن تغيرت فيه ملامح الحروب وتبدلت فيه ساحات الاشتباك، بقيت «إف-15» ثابتةً في سماء الهيمنة، مسجلةً أكثر من 100 عملية قتل جوي مؤكدة دون خسارة واحدة.
وبينما تتساقط أجيال الطائرات مع تقادم الزمن، تواصل «إف-15» التحليق بثبات في عصر الطائرات الشبحية والذكاء الاصطناعي، كأنها تقول: الأسطورة لا تتقاعد.
سجل حافل
تُعد طائرة «إف-15» واحدة من أنجح مقاتلات التفوق الجوي في العالم
تتمتع بسجل قتال جوي حافل مع تحقيقها أكثر من 100 عملية قتل مؤكدة مقابل صفر خسائر.
طورت "إف-15" استجابةً للتحديات التي واجهتها الولايات المتحدة في حرب فيتنام
حلقت لأول مرة عام 1972
ويقول موقع "ناشيونال إنترست" إن الطائرة صممت لتكون مقاتلة هيمنة جوية، مع التركيز على السرعة والقدرة على المناورة والوعي الظرفي.
سر النجاح
ويرجع نجاح طائرة إف-15 في القتال الجوي بشكل رئيسي إلى محركيها التوأميين القويين، ونسبة الدفع إلى الوزن الممتازة، وأنظمة الرادار المتطورة مما يجعلها طائرة قادرة على الهيمنة، في معارك ما وراء مدى الرؤية، مع الحفاظ على تفوقها في القتال القريب ضمن مدى الرؤية المعروف أيضًا باسم القتال الجوي.
ومن العوامل الرئيسية -كذلك- في نجاح طائرة "إف- 15" في القتال الجوي هو رادار سلسلة " AN/APG" القوي، والذي تم تطويره باستمرار على مر العقود لزيادة المدى والدقة وقدرات التدابير الإلكترونية المضادة وهو ما يمكن الطيارين من اكتشاف وتتبع أهداف متعددة على مسافات بعيدة، حتى في البيئات المزدحمة والمتغيرة.
والطائرة مُجهزة بمجموعة من الأسلحة بما في ذلك صاروخ "ايه اي ام-7" ولاحقًا صاروخ "ايه اي ام-120 امرام" وصاروخ "ايه اي ام-9 سايدويندر" ومدفع "إم61 فولكان" عيار 20 ملم مُثبت داخليًا.
وبفضل أسلحتها المتطورة وخصائصها في الأداء، بما في ذلك التسارع العالي، ونصف قطر الدوران الضيق، ومعدل الصعود الذي لا يُضاهى، تُعتبر "إف-15" طائرة فتاكة.
ويتلقى طيارو "إف-15" تدريبًا صارمًا، وهو أمر أساسي لتحقيق هيمنة جوية مستدامة وفي الولايات المتحدة، توفر برامج مثل "العلم الأحمر" بيئات تدريب واقعية وعالية الخطورة.
وخلال عملية عاصفة الصحراء، حققت "إف-15" 36 انتصارًا من أصل 39 انتصارًا جو-جو للولايات المتحدة، بما في ذلك عمليات تدمير ضد طائرات "ميغ-29" و"ميغ-25" و"ميراج".
كما استخدمت الولايات المتحدة أسطولها من طائرات "إف-15" بفعالية كبيرة، في صراعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين.
المشغلون الرئيسيون:
ومع ذلك، لا تعد الولايات المتحدة المشغل الوحيد لطائرة إف-15 حيث استخدمتها إسرائيل منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، كما تُشغّلها المملكة العربية السعودية واليابان.
وبجانب سجلها الحافل، نجحت إف-15 في الاستمرار حتى مع تغير التهديدات الخارجية من عقد لآخر، بفضل قدرتها على التكيف والتي تُمكّنها من التطور من خلال الترقيات المستمرة.
ومع 5 عقود من الخدمة وعدم وجود أي احتمال للتقاعد في الأفق، أثبتت "إف-15" نفسها كمنصة جو-جو أسطورية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news