لماذا يحنّ المقهورون إلى الدكتاتور ويرفضون كلّ من سواه؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 82 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لماذا يحنّ المقهورون إلى الدكتاتور ويرفضون كلّ من سواه؟

بين معارضٍ ومعترض، مخالفٍ ومختلف، ناكرٍ ومستنكر، تتقلّب آراء بعض الناس؛ إن رأى فئة لا تتفق معه في أمرٍ ما أو شأنٍ ما، أقام عليها الدنيا ولم يقعد، ولا يُبالي: أَهُم أصحابُ حقٍّ أم مظلومون، أحرارٌ أم ثائرون؟ يستنكر فعلهم، وينكر حقوقهم، يُخالف توجههم، ويختلف معهم وعنهم، إن فعلوا صوابًا اقترف الخطأ، وإن سلكوا الهدى مشى الضلال، إن اعتدلوا تشدّد، وإن آمنوا كفر، لا يذكر لهم حسنة، ولا يعترف لهم بإحسان، كل القصد: تجريم الآخرين.

وإن وصل به الأمر، أباح دماءهم وأعراضهم وأموالهم وأرضهم، يحرّم عنهم الدفاع عن النفس والذود عن الأرض، ويسخر من تمسكهم بالشرف. خطيئتهم: غيرتهم، ذنبهم: عزّتهم، جرائمهم: حريّتهم ونخوتهم. استحقوا العقاب حين صدعوا بالحق، وفعلوا الصواب، وتشبّثوا بيقين النصر ونهاية الظالمين بفعل الأبطال ودعاء المظلومين، ينادون ربهم أن يُحقّ وعده ويحين وعيده، بكسر الجبابرة وهلاك الجبّارين.

وفعلًا، حَقّ وعد الله، وفرّ الطغاة، وهتف الجند: “الله أكبر”، دهش أهل الاعتراض، ذُهل المخالفون، وعجب المُنكرون، تشتّت جمعهم، وتفرّق شملهم، وقلّ عددهم وتعدادهم، وذلّ باغيهم، وخاب داعيهم، وخاف راعيهم، خاضعين غير راغبين، خانعين غير قانعين، انتصبت هاماتهم بعد أن كانوا راكعين.

عذرهم أقبح من ذنبهم: إنهم كانوا مُجبرين، ويأبى الصغار إلا أن يعيشوا صاغرين.

تبرز شجاعتهم وتظهر بطولاتهم إن أحسّوا لينًا، أو أيقنوا أمنًا، ورأوا عدالةً وحكم مساواة؛ ثاروا وداروا، هجموا وأغاروا، منتقدين ومنظّرين، مطالبين وطالبين، معارضين معترضين، رافضين كل أمر، مستنكرين الحق، متجاهلين الحقيقة، ناسين الماضي، معارضين الواقع، يهاجمونه بكل دعوة، يُخطّئونه بكل حُجّة، وكأن العبد اشتاق لسوط سيّده، وحنّ الذليل إلى عنف جلّاديه، ويخشى الجبان أن تتهور شجاعته وتنبري بطولته حين غاب الطغاة وفرّ الدكتاتور.

الذي عاش في ظلّه، كان الجُبن طوق نجاته، والصمت سُقياه وقوته.

وهكذا عرفنا لماذا حتى الحق يُوجد من يعارضه، والحرّ هناك من يعاديه. لن يُحارب الثائرون إلا فرد من هذه الشلّة، ولن يُعاكس طريق النصر إلا فرد عاش الهزيمة نصف قرنٍ ونيف، فيها ترعرع، وعليها كبر أولاده، وذاق من مقدّمتها أجداده، وعلى جدرانها رسم زيف أمجاده، التي تقلّد القيادة معاركة، وتوشّح أوسمتها، واعتلى سُلّمها، وعلى وقع أهازيج المحافل، تشرب الشعب حبّه، وتودد الجند بها قربه، وسطّر المنافقون جبروت حربه، وقلب الهزيمة نصرًا، والخسارة فخرًا.

ودونها، معكوسة، ترفرف الراية المنكوسة، ويمجّد الأسياد مقالات وشِعر، وخُطَب ونثر، تُعجّل الطاهرة عهرًا، وتُعطي الوضيع قدرًا، وتُسلّمه الوطن مهرًا.

فمن أين العزّة لمن حفر للشرف قبرًا؟

وارتضى من الكرامة صفرًا؟

وباع حرّيته بلا سعر؟

ولم يبقَ عنده من صفاته سوى مُرّ الصبر، وقبول القهر، يقتاته باقي الدهر

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مليشيا الحوثي تنقل الدكتور حمود العودي والمهندس عبدالرحمن العلفي إلى سجن سري

حشد نت | 584 قراءة 

الانكشاف الكبير.. عبدالملك الحوثي يواجه مصيره وحده بلا خيارات

نافذة اليمن | 428 قراءة 

بتفويض سعودي… العليمي يتحرك لحسم الجدل وإبطال تعيينات الزبيدي

موقع الجنوب اليمني | 284 قراءة 

انتحار أحد المتهمين باغتيال مدير أمن التعزية داخل سجن الأمن السياسي بتعز

وكالة 2 ديسمبر | 273 قراءة 

اعلان اممي بمسار جديد باليمن

نيوز لاين | 247 قراءة 

تعميم مفاجئ من البنك المركزي يقيد الحوالات ويمنع أي معاملات مالية!

موقع الأول | 230 قراءة 

سقوط (أسطورة) سلاح الجو الروسية!.. وزارة الدفاع تعلن مقتل طاقم طائرة (سو&30)

موقع الأول | 223 قراءة 

بشرى سارة… ابتداءً من اليوم بدء صرف رواتب أربعة أشهر لهؤلاء

كريتر سكاي | 217 قراءة 

تدخل تركي لإطلاق سراح الارهابي عادل الحسني والعودة به إلى اسطنبول

عدن تايم | 215 قراءة 

الجماعة تصفي مشرفها الأمني في هذه المحافظة وتصيب ابن مسيح

نافذة اليمن | 188 قراءة