لماذا يحنّ المقهورون إلى الدكتاتور ويرفضون كلّ من سواه؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 86 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لماذا يحنّ المقهورون إلى الدكتاتور ويرفضون كلّ من سواه؟

بين معارضٍ ومعترض، مخالفٍ ومختلف، ناكرٍ ومستنكر، تتقلّب آراء بعض الناس؛ إن رأى فئة لا تتفق معه في أمرٍ ما أو شأنٍ ما، أقام عليها الدنيا ولم يقعد، ولا يُبالي: أَهُم أصحابُ حقٍّ أم مظلومون، أحرارٌ أم ثائرون؟ يستنكر فعلهم، وينكر حقوقهم، يُخالف توجههم، ويختلف معهم وعنهم، إن فعلوا صوابًا اقترف الخطأ، وإن سلكوا الهدى مشى الضلال، إن اعتدلوا تشدّد، وإن آمنوا كفر، لا يذكر لهم حسنة، ولا يعترف لهم بإحسان، كل القصد: تجريم الآخرين.

وإن وصل به الأمر، أباح دماءهم وأعراضهم وأموالهم وأرضهم، يحرّم عنهم الدفاع عن النفس والذود عن الأرض، ويسخر من تمسكهم بالشرف. خطيئتهم: غيرتهم، ذنبهم: عزّتهم، جرائمهم: حريّتهم ونخوتهم. استحقوا العقاب حين صدعوا بالحق، وفعلوا الصواب، وتشبّثوا بيقين النصر ونهاية الظالمين بفعل الأبطال ودعاء المظلومين، ينادون ربهم أن يُحقّ وعده ويحين وعيده، بكسر الجبابرة وهلاك الجبّارين.

وفعلًا، حَقّ وعد الله، وفرّ الطغاة، وهتف الجند: “الله أكبر”، دهش أهل الاعتراض، ذُهل المخالفون، وعجب المُنكرون، تشتّت جمعهم، وتفرّق شملهم، وقلّ عددهم وتعدادهم، وذلّ باغيهم، وخاب داعيهم، وخاف راعيهم، خاضعين غير راغبين، خانعين غير قانعين، انتصبت هاماتهم بعد أن كانوا راكعين.

عذرهم أقبح من ذنبهم: إنهم كانوا مُجبرين، ويأبى الصغار إلا أن يعيشوا صاغرين.

تبرز شجاعتهم وتظهر بطولاتهم إن أحسّوا لينًا، أو أيقنوا أمنًا، ورأوا عدالةً وحكم مساواة؛ ثاروا وداروا، هجموا وأغاروا، منتقدين ومنظّرين، مطالبين وطالبين، معارضين معترضين، رافضين كل أمر، مستنكرين الحق، متجاهلين الحقيقة، ناسين الماضي، معارضين الواقع، يهاجمونه بكل دعوة، يُخطّئونه بكل حُجّة، وكأن العبد اشتاق لسوط سيّده، وحنّ الذليل إلى عنف جلّاديه، ويخشى الجبان أن تتهور شجاعته وتنبري بطولته حين غاب الطغاة وفرّ الدكتاتور.

الذي عاش في ظلّه، كان الجُبن طوق نجاته، والصمت سُقياه وقوته.

وهكذا عرفنا لماذا حتى الحق يُوجد من يعارضه، والحرّ هناك من يعاديه. لن يُحارب الثائرون إلا فرد من هذه الشلّة، ولن يُعاكس طريق النصر إلا فرد عاش الهزيمة نصف قرنٍ ونيف، فيها ترعرع، وعليها كبر أولاده، وذاق من مقدّمتها أجداده، وعلى جدرانها رسم زيف أمجاده، التي تقلّد القيادة معاركة، وتوشّح أوسمتها، واعتلى سُلّمها، وعلى وقع أهازيج المحافل، تشرب الشعب حبّه، وتودد الجند بها قربه، وسطّر المنافقون جبروت حربه، وقلب الهزيمة نصرًا، والخسارة فخرًا.

ودونها، معكوسة، ترفرف الراية المنكوسة، ويمجّد الأسياد مقالات وشِعر، وخُطَب ونثر، تُعجّل الطاهرة عهرًا، وتُعطي الوضيع قدرًا، وتُسلّمه الوطن مهرًا.

فمن أين العزّة لمن حفر للشرف قبرًا؟

وارتضى من الكرامة صفرًا؟

وباع حرّيته بلا سعر؟

ولم يبقَ عنده من صفاته سوى مُرّ الصبر، وقبول القهر، يقتاته باقي الدهر

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 940 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 532 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 532 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 521 قراءة 

ضجة في اليمن بسبب تصريح حسين الجسمي.. ما الذي حدث؟

المرصد برس | 480 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 403 قراءة 

عاجل:عمرو بن حبريش يتحدث عن خروج قوات الانتقالي من حضرموت

كريتر سكاي | 384 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 378 قراءة 

مشاورات سعودية- إماراتية خلف الكواليس بشأن تطورات الجنوب وبيان مرتقب لاحتواء الموقف

عدن حرة | 356 قراءة 

انفصال جنوب اليمن وشيكاً

الوطن العدنية | 352 قراءة