‏بين السيف والموقف حين كانت حضرموت تقود الجنوب وتدافع عنه

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 124 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
‏بين السيف والموقف حين كانت حضرموت تقود الجنوب وتدافع عنه

في خضم السرديات المفبركة التي تحاول حصر تاريخ حضرموت في رقعة جغرافية أو حقبة استعمارية، يغيب عن المشهد دورها الحقيقي كدولة راسخة، ومظلة جامعة، ودرع متقدم لسلطنات الجنوب العربي في مواجهة الغزوات المذهبية والسياسية قبل العبث الذي قام به المستعمر البريطاني بخارطتنا السياسية . فحضرموت لم تكن يومًا هامشًا يُلحق، بل كانت مركزًا يُحتكم إليه… صوتًا يُسمع، وسيفًا يُشهر.

‏إن استحضار هذا التاريخ اليوم، ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة سياسية وأخلاقية في لحظة يتجرأ فيها البعض على إعادة كتابة هوية الجنوب بعيون الآخرين… بينما كانت حضرموت، وما زالت، تكتبها بدمها ووعيها وموقفها.

‏الدولة الكثيرية: درع حضرموت ومظلة الجنوب قبل الاحتلال البريطاني

‏في قلب صراعات القرون الماضية، وبين تقاطعات الدين والسياسة والجغرافيا، برزت الدولة الكثيرية الحضرمية لا ككيان معزول، بل كقوة إقليمية وازنة أدّت أدوارًا استراتيجية في حماية حضرموت ومخاليف الجنوب العربي من أطماع الغزاة، خصوصًا من الشمال الزيدي، والشرق الإباضي، والشمال الغربي الإسماعيلي.

‏لقد تميزت السلطنة الكثيرية بنشأتها العريقة التي امتدت لقرون، وظلّت رغم مراحل الضعف والازدهار، واحدة من أهم قلاع الدفاع عن حضرموت. لكن ما لم يُسلط عليه الضوء كثيرًا، هو دورها العسكري والسياسي في الدفاع عن عدن ولحج ويافع والعوالق وغيرها من السلطنات المتصلة تاريخيًا بمجال حضرموت الحيوي.

‏مواجهة الزيدية: الجنوب في قلب العقيدة والسياسة

‏منذ القرن السابع الهجري، كانت الأطماع الزيدية القادمة من صنعاء وصعدة تتمدد نحو الجنوب. وقد وثّقت المصادر حملات زيدية متكررة على المخاليف الجنوبية، كان أبرزها على عدن، ولحج، ويافع. وفي كل مرة، كانت حضرموت الكثيرية تنظر إلى تلك الحملات كخطر لا يهدد فقط جوارها، بل مشروعها الديني والسياسي ومصالحها التجارية.

‏ومن هنا، برزت حملة أبي دجانة الكثيري، الذي قاد جيشًا حضرميًا للوقوف إلى جانب عدن في وجه غزو زيدي أراد أن يسقط المدينة الساحلية. كما شارك بدر بوطريرق الكثيري في تحركات عسكرية لحماية لحج، في تنسيق محكم مع قادة يافع والعوالق وآل فضل والعواذل والرصاص.

‏التنسيق الجنوبي قبل نشوء الدولة الحديثة

‏العلاقة بين حضرموت ويافع لم تُبنَ على المجاملة، بل على الدم والسيف.فمنذ قرون، قاتلت الكتلتان الصلبه جنبًا إلى جنب في مواجهة الغزوات الزيدية التي كانت تستهدف سلطنات الجنوب العربي، خصوصًا مناطقه الغربية. ومع كل مرحلة من تلك الحروب، كانت الثقة تُبنى، حتى أصبحت الدولة الكثيرية تستعين بمقاتلي يافع في صراعاتها المتعددة، دفاعًا عن السيادة والاستقرار.

‏لكن تلك التحالفات لم تكن طارئة أو ظرفية، بل امتدادًا لتقاليد سياسية راسخة بين حضرموت ومحيطها الجنوبي. فقد ربطت الكثيريين علاقات دينية وتجارية وقبلية بيافع، والمهره والعبادل، والأميري والعواذل، وآل فضل، والحواشب وبيحان، والعوالق، والرصاص.

‏وكانت هذه الروابط تؤسس فعليًا لنمط من “الكونفدرالية التقليدية” التي جعلت من حضرموت مظلة مرجعية للقرار السياسي الجنوبي قبل نشوء الدولة الحديثة وقبل مجيء الاستعمار البريطاني بقرون

‏جبهات متعددة: الإباضية والإسماعيلية أيضًا

‏لم تقتصر معارك السلطنة الكثيرية على صد الزيدية فقط، بل تصدّت أيضًا لمحاولات التوغل الإباضي من عُمان، لا سيما في المناطق الحدودية الشرقية. كما خاضت مواجهات مع تسللات إسماعيلية من نجران، وكانت ترى في هذه الاختراقات خطرًا على وحدة المذهب والدين والعقيدة.

‏التاريخ المسكوت عنه: إعادة الاعتبار للدور الحضرمي الجنوبي

‏للأسف، فإن هذا التاريخ تم تهميشه عمدًا خلال فترات التبعية للجمهوريات اليمنية، وقبلها مرحلتي اليمننة والاستعمار ، التي حاولت حصر حضرموت في جغرافيا محلية، وتجاهلت دورها الإقليمي في الجنوب وتقزيمها. لكن الحقيقة أن السلطنة الكثيرية لم تكن حامية حضرموت فحسب، بل كانت صانعة تاريخنا الحديث وتوازن وردع لكل من يهدد مخاليف الجنوب العربي.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

”الحوثيون يُخفون جثة قيادي كبير ويُطبّقون الحصار الإعلامي.. من هو الضحية الكبرى هذه المرة؟”

المشهد اليمني | 660 قراءة 

عائلة يمنية تصل كندا... ورئيس الوزراء يتصل بنفسه للترحيب!

نيوز لاين | 597 قراءة 

الخميس الأسود..أنباء عن مقتل "أبو علي الحاكم".. الحوثيون يفرضون تعتيماً مطبقاً وصنعاء تغلي بالشكوك

يني يمن | 438 قراءة 

أنباء عن تعيين محافظا جديد لحضرموت (الاسم والصورة)

جهينة يمن | 420 قراءة 

انفجار يهز حي الممدارة في العاصمة المؤقتة عدن

المنتصف نت | 419 قراءة 

تصعيد أمريكي حاسم ضد الحوثي.. والشرعية تدعو لطرد الأمم المتحدة من صنعاء

جهينة يمن | 363 قراءة 

من هو أبو راغب.؟. العقل الأمني الخفي لحكومة الحوثيين في صنعاء و"الشاهد الغائب" عن الضربة الإسرائيلية ( الخميس الدامي )

جهينة يمن | 351 قراءة 

محامي صالح يفجرها : الطائرات تهبط بمطار صنعاء

كريتر سكاي | 311 قراءة 

من هو أبو راغب.؟. العقل الأمني الخفي لحكومة الحوثيين في صنعاء و"الشاهد الغائب" عن الضربة الإسرائيلية ( الخميس الدامي )

يني يمن | 287 قراءة 

الكشف عن المرافق التي سيتم صرف مرتباتها في عدن

كريتر سكاي | 271 قراءة