‏بين السيف والموقف حين كانت حضرموت تقود الجنوب وتدافع عنه

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 130 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
‏بين السيف والموقف حين كانت حضرموت تقود الجنوب وتدافع عنه

في خضم السرديات المفبركة التي تحاول حصر تاريخ حضرموت في رقعة جغرافية أو حقبة استعمارية، يغيب عن المشهد دورها الحقيقي كدولة راسخة، ومظلة جامعة، ودرع متقدم لسلطنات الجنوب العربي في مواجهة الغزوات المذهبية والسياسية قبل العبث الذي قام به المستعمر البريطاني بخارطتنا السياسية . فحضرموت لم تكن يومًا هامشًا يُلحق، بل كانت مركزًا يُحتكم إليه… صوتًا يُسمع، وسيفًا يُشهر.

‏إن استحضار هذا التاريخ اليوم، ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة سياسية وأخلاقية في لحظة يتجرأ فيها البعض على إعادة كتابة هوية الجنوب بعيون الآخرين… بينما كانت حضرموت، وما زالت، تكتبها بدمها ووعيها وموقفها.

‏الدولة الكثيرية: درع حضرموت ومظلة الجنوب قبل الاحتلال البريطاني

‏في قلب صراعات القرون الماضية، وبين تقاطعات الدين والسياسة والجغرافيا، برزت الدولة الكثيرية الحضرمية لا ككيان معزول، بل كقوة إقليمية وازنة أدّت أدوارًا استراتيجية في حماية حضرموت ومخاليف الجنوب العربي من أطماع الغزاة، خصوصًا من الشمال الزيدي، والشرق الإباضي، والشمال الغربي الإسماعيلي.

‏لقد تميزت السلطنة الكثيرية بنشأتها العريقة التي امتدت لقرون، وظلّت رغم مراحل الضعف والازدهار، واحدة من أهم قلاع الدفاع عن حضرموت. لكن ما لم يُسلط عليه الضوء كثيرًا، هو دورها العسكري والسياسي في الدفاع عن عدن ولحج ويافع والعوالق وغيرها من السلطنات المتصلة تاريخيًا بمجال حضرموت الحيوي.

‏مواجهة الزيدية: الجنوب في قلب العقيدة والسياسة

‏منذ القرن السابع الهجري، كانت الأطماع الزيدية القادمة من صنعاء وصعدة تتمدد نحو الجنوب. وقد وثّقت المصادر حملات زيدية متكررة على المخاليف الجنوبية، كان أبرزها على عدن، ولحج، ويافع. وفي كل مرة، كانت حضرموت الكثيرية تنظر إلى تلك الحملات كخطر لا يهدد فقط جوارها، بل مشروعها الديني والسياسي ومصالحها التجارية.

‏ومن هنا، برزت حملة أبي دجانة الكثيري، الذي قاد جيشًا حضرميًا للوقوف إلى جانب عدن في وجه غزو زيدي أراد أن يسقط المدينة الساحلية. كما شارك بدر بوطريرق الكثيري في تحركات عسكرية لحماية لحج، في تنسيق محكم مع قادة يافع والعوالق وآل فضل والعواذل والرصاص.

‏التنسيق الجنوبي قبل نشوء الدولة الحديثة

‏العلاقة بين حضرموت ويافع لم تُبنَ على المجاملة، بل على الدم والسيف.فمنذ قرون، قاتلت الكتلتان الصلبه جنبًا إلى جنب في مواجهة الغزوات الزيدية التي كانت تستهدف سلطنات الجنوب العربي، خصوصًا مناطقه الغربية. ومع كل مرحلة من تلك الحروب، كانت الثقة تُبنى، حتى أصبحت الدولة الكثيرية تستعين بمقاتلي يافع في صراعاتها المتعددة، دفاعًا عن السيادة والاستقرار.

‏لكن تلك التحالفات لم تكن طارئة أو ظرفية، بل امتدادًا لتقاليد سياسية راسخة بين حضرموت ومحيطها الجنوبي. فقد ربطت الكثيريين علاقات دينية وتجارية وقبلية بيافع، والمهره والعبادل، والأميري والعواذل، وآل فضل، والحواشب وبيحان، والعوالق، والرصاص.

‏وكانت هذه الروابط تؤسس فعليًا لنمط من “الكونفدرالية التقليدية” التي جعلت من حضرموت مظلة مرجعية للقرار السياسي الجنوبي قبل نشوء الدولة الحديثة وقبل مجيء الاستعمار البريطاني بقرون

‏جبهات متعددة: الإباضية والإسماعيلية أيضًا

‏لم تقتصر معارك السلطنة الكثيرية على صد الزيدية فقط، بل تصدّت أيضًا لمحاولات التوغل الإباضي من عُمان، لا سيما في المناطق الحدودية الشرقية. كما خاضت مواجهات مع تسللات إسماعيلية من نجران، وكانت ترى في هذه الاختراقات خطرًا على وحدة المذهب والدين والعقيدة.

‏التاريخ المسكوت عنه: إعادة الاعتبار للدور الحضرمي الجنوبي

‏للأسف، فإن هذا التاريخ تم تهميشه عمدًا خلال فترات التبعية للجمهوريات اليمنية، وقبلها مرحلتي اليمننة والاستعمار ، التي حاولت حصر حضرموت في جغرافيا محلية، وتجاهلت دورها الإقليمي في الجنوب وتقزيمها. لكن الحقيقة أن السلطنة الكثيرية لم تكن حامية حضرموت فحسب، بل كانت صانعة تاريخنا الحديث وتوازن وردع لكل من يهدد مخاليف الجنوب العربي.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

موقع إسرائيلي يكشف تفاصيل عن واقعة اكتشاف خزنة تاريخية في عدن

الوطن العدنية | 550 قراءة 

مراقبون: حضرموت تقطع الطريق أمام العصابة التي دمرت عدن

موقع الجنوب اليمني | 385 قراءة 

حسم الجدل..كشف هوية المالك الحقيقي لفيلا جزيرة العمال بعدن

نيوز لاين | 367 قراءة 

اللواء بن بريك يعلن موقفه من فعالية الانتقالي لإحياء ثورة ١٤ اكتوبر بشبام حضرموت

مراقبون برس | 334 قراءة 

مفاجأة في عدن: بنك شهير لا يحتوي سوى على 40ألف ريال و200 دولار!

نيوز لاين | 298 قراءة 

تعرف على حفتر حضرموت الذي يقودها الى الحكم الذاتي

كريتر سكاي | 282 قراءة 

بعد وصوله عدن.. تحديد موعد ومكان صلاة ودفن الفنان الراحل علي عنبة

كريتر سكاي | 249 قراءة 

حادث مؤسف يودي بحياة مغترب يمني في السعودية.. الاسم والصورة

نيوز لاين | 213 قراءة 

عراقجي يكشف سبب رفض إيران المشاركة في "قمة شرم الشيخ للسلام"

العين الثالثة | 212 قراءة 

عمرو البيض: حضرموت أقرب إلى السعودية منها إلى اليمن

الوطن العدنية | 200 قراءة