‏بين السيف والموقف حين كانت حضرموت تقود الجنوب وتدافع عنه

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 134 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
‏بين السيف والموقف حين كانت حضرموت تقود الجنوب وتدافع عنه

في خضم السرديات المفبركة التي تحاول حصر تاريخ حضرموت في رقعة جغرافية أو حقبة استعمارية، يغيب عن المشهد دورها الحقيقي كدولة راسخة، ومظلة جامعة، ودرع متقدم لسلطنات الجنوب العربي في مواجهة الغزوات المذهبية والسياسية قبل العبث الذي قام به المستعمر البريطاني بخارطتنا السياسية . فحضرموت لم تكن يومًا هامشًا يُلحق، بل كانت مركزًا يُحتكم إليه… صوتًا يُسمع، وسيفًا يُشهر.

‏إن استحضار هذا التاريخ اليوم، ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة سياسية وأخلاقية في لحظة يتجرأ فيها البعض على إعادة كتابة هوية الجنوب بعيون الآخرين… بينما كانت حضرموت، وما زالت، تكتبها بدمها ووعيها وموقفها.

‏الدولة الكثيرية: درع حضرموت ومظلة الجنوب قبل الاحتلال البريطاني

‏في قلب صراعات القرون الماضية، وبين تقاطعات الدين والسياسة والجغرافيا، برزت الدولة الكثيرية الحضرمية لا ككيان معزول، بل كقوة إقليمية وازنة أدّت أدوارًا استراتيجية في حماية حضرموت ومخاليف الجنوب العربي من أطماع الغزاة، خصوصًا من الشمال الزيدي، والشرق الإباضي، والشمال الغربي الإسماعيلي.

‏لقد تميزت السلطنة الكثيرية بنشأتها العريقة التي امتدت لقرون، وظلّت رغم مراحل الضعف والازدهار، واحدة من أهم قلاع الدفاع عن حضرموت. لكن ما لم يُسلط عليه الضوء كثيرًا، هو دورها العسكري والسياسي في الدفاع عن عدن ولحج ويافع والعوالق وغيرها من السلطنات المتصلة تاريخيًا بمجال حضرموت الحيوي.

‏مواجهة الزيدية: الجنوب في قلب العقيدة والسياسة

‏منذ القرن السابع الهجري، كانت الأطماع الزيدية القادمة من صنعاء وصعدة تتمدد نحو الجنوب. وقد وثّقت المصادر حملات زيدية متكررة على المخاليف الجنوبية، كان أبرزها على عدن، ولحج، ويافع. وفي كل مرة، كانت حضرموت الكثيرية تنظر إلى تلك الحملات كخطر لا يهدد فقط جوارها، بل مشروعها الديني والسياسي ومصالحها التجارية.

‏ومن هنا، برزت حملة أبي دجانة الكثيري، الذي قاد جيشًا حضرميًا للوقوف إلى جانب عدن في وجه غزو زيدي أراد أن يسقط المدينة الساحلية. كما شارك بدر بوطريرق الكثيري في تحركات عسكرية لحماية لحج، في تنسيق محكم مع قادة يافع والعوالق وآل فضل والعواذل والرصاص.

‏التنسيق الجنوبي قبل نشوء الدولة الحديثة

‏العلاقة بين حضرموت ويافع لم تُبنَ على المجاملة، بل على الدم والسيف.فمنذ قرون، قاتلت الكتلتان الصلبه جنبًا إلى جنب في مواجهة الغزوات الزيدية التي كانت تستهدف سلطنات الجنوب العربي، خصوصًا مناطقه الغربية. ومع كل مرحلة من تلك الحروب، كانت الثقة تُبنى، حتى أصبحت الدولة الكثيرية تستعين بمقاتلي يافع في صراعاتها المتعددة، دفاعًا عن السيادة والاستقرار.

‏لكن تلك التحالفات لم تكن طارئة أو ظرفية، بل امتدادًا لتقاليد سياسية راسخة بين حضرموت ومحيطها الجنوبي. فقد ربطت الكثيريين علاقات دينية وتجارية وقبلية بيافع، والمهره والعبادل، والأميري والعواذل، وآل فضل، والحواشب وبيحان، والعوالق، والرصاص.

‏وكانت هذه الروابط تؤسس فعليًا لنمط من “الكونفدرالية التقليدية” التي جعلت من حضرموت مظلة مرجعية للقرار السياسي الجنوبي قبل نشوء الدولة الحديثة وقبل مجيء الاستعمار البريطاني بقرون

‏جبهات متعددة: الإباضية والإسماعيلية أيضًا

‏لم تقتصر معارك السلطنة الكثيرية على صد الزيدية فقط، بل تصدّت أيضًا لمحاولات التوغل الإباضي من عُمان، لا سيما في المناطق الحدودية الشرقية. كما خاضت مواجهات مع تسللات إسماعيلية من نجران، وكانت ترى في هذه الاختراقات خطرًا على وحدة المذهب والدين والعقيدة.

‏التاريخ المسكوت عنه: إعادة الاعتبار للدور الحضرمي الجنوبي

‏للأسف، فإن هذا التاريخ تم تهميشه عمدًا خلال فترات التبعية للجمهوريات اليمنية، وقبلها مرحلتي اليمننة والاستعمار ، التي حاولت حصر حضرموت في جغرافيا محلية، وتجاهلت دورها الإقليمي في الجنوب وتقزيمها. لكن الحقيقة أن السلطنة الكثيرية لم تكن حامية حضرموت فحسب، بل كانت صانعة تاريخنا الحديث وتوازن وردع لكل من يهدد مخاليف الجنوب العربي.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل: مسلحون يهاجمون المصلّين داخل المسجد

كريتر سكاي | 683 قراءة 

أمن الساحل الغربي يكشف سجلّ جرائم خطير لعصابة أحمد سالم حيدر

حشد نت | 615 قراءة 

استعداد لمنع استيراد الملابس الجاهزة وتوفيرها محليا بجودة افضل

نيوز لاين | 434 قراءة 

اول رد على اعتقال مدير امن عدن الاسبق في صنعاء

كريتر سكاي | 399 قراءة 

اغتصاب طفل يثير عاصفة غضب في الشارع اليمني

نيوز لاين | 372 قراءة 

لماذا محمد بن سلمان لا يفكر في وقف الحرب في اليمن؟

موقع الأول | 372 قراءة 

سلطة صنعاء توجه رسائل تحذير جديدة للنظام السعودي لهذا السبب !

نافذة اليمن | 367 قراءة 

عاجل: بعد محاولة الاعتداء على المصلّين…الأهالي يعودون لأداء صلاة الجمعة (صور)

كريتر سكاي | 354 قراءة 

الحوثيون من خبراء (إيرانيين) إلى خبراء (جزائريين).. تفاصيل الحرب الجديدة الخطيرة!

موقع الأول | 276 قراءة 

حلقة جديدة من ميكرفون بران | ارتياح شعبي واسع للنجاحات التي يحققها أمن مأرب (فيديو)

بران برس | 272 قراءة