المجاعة في غزة.. السعودية تدعو إلى إيقاف التعنت الإسرائيلي و"غوتيرش" يقول إنها "لا مثيل لها في التاريخ"
برّان برس: وكالات
رحبت السعودية، الثلاثاء 22 يوليو/ تموز، ببيان صادر عن 26 دولة، يطالب بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل فوري، في الوقت الذي وصف فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأهوال التي يعيشها القطاع بأنها "لا مثيل لها في التاريخ الحديث".
ووفق بيان لوزارة الخارجية السعودية، رحبت المملكة، بالبيان الصادر عن 26 من الشركاء الدوليين طالبوا بإنهاء الحرب على قطاع غزة بشكل فوري، ورفع جميع القيود عن المساعدات الإنسانية.
ودعا البيان إلى سرعة إيصال المساعدات بشكل آمن لسكان القطاع، كما عبر عن رفض المملكة لتغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة، وتوسيع الاستيطان.
وجددت المملكة في البيان، رفضها "القاطع مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلية منهجيتها غير الإنسانية في منع المساعدات، واستهداف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على أبسط احتياجات البقاء على قيد الحياة من الغذاء، والدواء، والماء".
ودعت المجتمع الدولي إلى سرعة اتخاذ القرارات والخطوات العملية أمام التعنت الإسرائيلي الذي يتعمد إطالة أمد الأزمة، ويقوض جميع جهود السلام الإقليمية، والدولية.
وأمس الإثنين، أصدرت 28 دولة، من بينها بريطانيا واليابان وعدد من الدول الأوروبية، بياناً مشتركاً، قالت فيه إن الحرب في غزة "يجب أن تنتهي الآن". في أحدث مؤشر لتصاعد لهجة حلفاء إسرائيل في ظل ازدياد عزلتها الدولية.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فقد قال وزراء خارجية الدول، التي شملت أيضاً أستراليا وكندا، إن "معاناة المدنيين في غزة بلغت مستويات جديدة من العمق".
وفي الوقت نفسه، أدانوا "التقطير المتواصل للمساعدات والقتل غير الإنساني للمدنيين، بمن فيهم الأطفال، أثناء محاولتهم تلبية احتياجاتهم الأساسية من الماء والغذاء".
ووصف البيان الوفيات الأخيرة لأكثر من 800 فلسطيني أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بأنها "مروعة"، وأشار إلى أن "نموذج الحكومة الإسرائيلية في إيصال المساعدات خطير، ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار، ويحرم سكان غزة من الكرامة الإنسانية".
وأوضح أن "رفض الحكومة الإسرائيلية السماح بالمساعدات الإنسانية الأساسية للسكان المدنيين أمر غير مقبول"، مضيفاً "يجب على إسرائيل الالتزام بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".
في السياق، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة، خصوصاً على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، "لا مثيل لها في التاريخ الحديث".
وقال "غوتيريتش" خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب".
وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الصحة في غزة، "إن عدد الوفيات جراء المجاعة في القطاع وصل إلى 101، بينهم 80 طفلاً، مشيرة إلى وفاة 15 شخصاً، بينهم 4 أطفال جرّاء المجاعة في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية".
ووفق مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، فإن 21 طفلاً تُوفوا اليوم بسبب سوء التغذية والمجاعة في مختلف مناطق قطاع غزة، وذلك مع وصول الكارثة الإنسانية التي تطول سكان القطاع إلى مستويات غير مسبوقة من الجوع.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت مصادر طبية فلسطينية، وفاة أربعة فلسطينيين؛ هم: المواطن أحمد الحسنات، نتيجة سوء التغذية وسط القطاع، والمواطنة رحيل رصرص (32 عاماً) من مدينة خان يونس جنوب القطاع، جراء سوء التغذية، والطفلان يوسف الصفدي من شمال قطاع غزة، وعبد الحميد الغلبان من مدينة خان يونس جنوباً، نتيجة سوء التغذية والمجاعة.
إلى ذلك أكدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، أن المستشفيات في قطاع غزة تتعامل مع مئات من مختلف الأعمار ممن أصابهم الجوع الحاد وسوء التغذية، إذ إنهم في حالات إجهاد حادة». وأفادت مصادر في مستشفيات غزة بوفاة 23 فلسطينياً، بسبب سوء التغذية في مناطق عدة بالقطاع خلال يومَيْن.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "إن صور المدنيين الذين يُقتلون في غزة أثناء توزيع المساعدات الإنسانية «لا يمكن تحملها»، وجددت دعوة الاتحاد الأوروبي إلى إيصال المساعدات الإنسانية بأمان وسرعة وإلى احترام القانون الدولي".
وكتبت فون دير لاين في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: «لا يُمكن استهداف المدنيين. أبدا. الصور الواردة من غزة لا يمكن تحملها. يُجدد الاتحاد الأوروبي دعوته إلى تدفق المساعدات الإنسانية بحرية وأمان وسرعة، وإلى الاحترام الكامل للقانون الدولي والإنساني».
وحذَّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم (الثلاثاء)، من أن الناس في غزة يُصابون بالإغماء حالياً بسبب الجوع الشديد، في حين تعج المتاجر بالأطعمة والسلع الأخرى على بُعد بضعة كيلومترات من غزة. ودعت إلى إدخال الطعام والدواء إلى القطاع.
وأضافت، في حسابها الرسمي على منصة "إكس": "يستمر النزوح في أنحاء غزة، حيث لم يعد الوصول ممكناً إلا إلى أقل من عُشر مساحتها، مما فاقم من العزلة بين الشمال والجنوب".
وقالت إن "الناس يُجبرون على الفرار مجدداً، دون أي مكان آمن يلجأون إليه، بعد نزوح الكثيرين بالفعل عدة مرات"، مشددة "على أن وقف إطلاق النار بات ضرورة ملحة".
وحذّر مسؤولو الصحة في غزة من "وفيات جماعية" محتملة في الأيام المقبلة، بسبب زيادة الجوع الذي قالت وزارة الصحة في القطاع إنه أودى بحياة 23 شخصاً على الأقل منذ السبت الماضي. ووفقاً للوزارة، تُوفي 86 شخصاً بسبب الجوع أو سوء التغذية منذ بداية الحرب، من بينهم 76 طفلاً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news