أحلتم الشرعية لغنيمة تقتسم بينكم حصرا، وأنصرفتم للنزاع على المستحقات الدولارية واقتسام موارد النفط وهبات الجيران الأعداء. ما الذي تتوقعونه ونحن هنا لا حيلة لنا وقد وصلنا للمرحلة التي اقتنعنا فيها بكل أسى أن امكانية اصلاح سلطة صنعاء أقرب من إمكانية اصلاحكم وأنتم جماعات وشطحات وثاريات والكثير من الأنانية والجشع؟.
ماذا تنتظرون؟ أن تأتي إليكم الدولة والجمهورية للفنادق وتتسكع رفقتكم في منافي الأرض؟.
جعلتمونا حالة من رضى المضطر بصواب قليل يقدم عليه الحوثي لستمر حياتنا هنا وقد أخترنا هنا، مقابل أخطائكم الكارثية وتشظيكم وافتقاركم للجدوى، أتظنون أحدنا سيلحق بكم وقد أدرك انكم تعملون وفقا ليقين اللاعودة وقد أخترتم عواصم العدو وعواصم العرب والغرب أوطانا بديلة تتجشؤون من منتجعاتها تخمة نعمة خراب وطن وانتم باقون رفقة هذه النعمة واستباحة المال والفرص اللامتناهية على شرط بقاء هذا الخراب، الخراب بوصفه ضمانتكم الوحيدة لتظلوا عامرين بالمكاسب وثروات الانهيار الوطني. لستم وحدة وطنية ولا أنتم شمال ولا جنوب، لستم خميرة فيدرالية ولا حتى سواطير انفصال. أنتم الفوضى المحظوظة بالفوضى والباقية على حسابها، فماذا نفعل؟.
نردف صدورنا لأسنة القربى وقد وضعتم أعناقكم بتصرف سلاسل وحبال الغرباء؟.
نحن هنا نحاول ونحاول، نمضي في حماية الناس وحماية ذواتنا، نستدين ونتماسك ونتذكر ونموت ونحيا ونمرض ونتماثل وقد نقترف الأخطاء الحزينة ونقتفي أصوات قلوبنا ونخطئ مجددا ونحاول ونصادم بالكلمات ونتحداهم بالقدر الذي لا يفقدهم السيطرة، ونقترح ونحلم وننظر لسياسات وحلول لكننا لن نعمل في طريق الفوضى الثأرية ولن نتخلى عن معادلة وضبطية شبه دولة في صنعاء لنقايضها بوعود دولة الفنادق والاقاليم والهراء الذي ندرك جميعا أنه هراء وليس دولة ولا خميرة دولة ولا حس لديكم أو اهتمام صميم لبناء دولة، ولقد أخترتم كل ما اقترحه الجيران الأعداء واقتفيتم خطوط واحداثيات تصوراتهم وأطماعهم العاملة في جغرافيا اليمن تمزيقا وصناعة كانتونات سيجوها وحددوها وتركوا لكم أمر حراستها كماهي.
لم تمنحوننا أملا ولو بتنظيرات، لم تصعد أصوات ذكية ومدركة من المنفى ولم تتكون شخصيات تمتلك رؤى وحلولا خارج هذا العك واعادة تعريف المعرف، فقط تغريدات من المنتجعات “مجوس، سلالة، أدوات”. وهذا هو المشروع والانجاز بالنسبة لكم، لا صوت مسيس مدرك وعقلاني وقادر على تمثيل إرادة الناس وحاجتهم لدولة ولو في مناطق سيطرتكم، لا دولة ولو في قسم شرطة، لا مثال ملهم انجزتموه لنتخلى عن هنا ونغادر إليكم سعيا وراء هذا المثال أو ننتظره حتى ياتي إلى صنعاء، ماالمثال الذي يسعكم المباهاة به كإنجاز أو التبشير به ولو برؤى واطروحات متسقة متماسكة ومقنعة والأهم: ممكنة وقابلة للتطبيق.
فقط مخصصات ومنح وسفراء يبيعوا سفارات ونساء يتضاربين على منح لأولادهن ورجال في المنافي يلوكون الدولارات ويبصقون بقاياها وطنا على أرصفة منافي الله ونحن هنا، هنا نحاول.
ندعي أي شيء ونتشجع ونسكن ونحاول ونخفق وننقذ سجناء ونسمع عن غيرهم وينصتون لنا مرة ويحتدمون بوجهنا عشر مرات، ننظر ونقترح ونبحث ونتورط وننجو، نخاف ونقدم، ونقتفي كل إيماءة حل وطني لكننا لن نقتفي طريقكم.
لكم مجدكم، ولنا مجدنا..
لنا المجد عرش على أرجل قطعتها الدروب التي أوصلتنا إلى كل بيت سوى بيتنا.
على الروح أن تجد الروح في روحها، أو تموت هنا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news