تعيش محافظة ذمار وسط اليمن، الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، تصاعداً خطيراً في تفشي مرض الحصبة، مع تزايد الحالات بشكل لافت خلال الأسابيع الماضية، في ظل ضعف التغطية الصحية وشح خدمات التطعيم.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن فرقها العاملة في المحافظة عالجت أكثر من 1,400 حالة إصابة بالحصبة بين شهري أبريل ويوليو 2025، من خلال مستشفى الوحدة التعليمي وعدد من العيادات المتنقلة التي تغطي المديريات الأكثر تضرراً.
ويشكل الأطفال دون سن الخامسة أكثر من نصف الحالات المسجلة، بنسبة تجاوزت 56%.
وخلال أقل من ثلاثة أسابيع فقط، ارتفعت أعداد المصابين من 800 إلى ما يزيد عن 1,400 حالة، أي بزيادة تفوق 600 إصابة جديدة بين الثاني والحادي والعشرين من يوليو الجاري، بحسب بيان صادر عن المنظمة.
وأشارت المنظمة إلى أن تصاعد أعداد الإصابات يعود بشكل رئيسي إلى الثغرات الكبيرة في برامج التطعيم الروتيني، فضلاً عن ضعف الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية، ما يجعل كثيراً من الأطفال المصابين غير محصنين ضد المرض.
ومنذ مطلع أبريل الماضي، وسعت المنظمة تدخلاتها في ذمار عبر فرق طوارئ متنقلة تقدم الرعاية الطبية المجانية في ست مديريات من خلال ثلاث عيادات متنقلة، إلى جانب إدارة جناح عزل مخصص للحصبة في مستشفى الوحدة بسعة 40 سريراً.
وفي هذا السياق، عبرت ديسما ماينا، المديرة القطرية لأطباء بلا حدود في اليمن، عن قلقها من تصاعد الإصابات في وقت تتدهور فيه إمكانيات الرعاية الصحية نتيجة أكثر من عقد من الحرب وانخفاض الدعم الدولي للقطاع الطبي، محذرة من أن هذا التدهور يفاقم معاناة السكان ويقوّض قدرتهم على تلقي العلاج.
وشددت المنظمة على التزامها بمواصلة تقديم خدماتها الطبية في اليمن، لكنها دعت إلى استجابة صحية شاملة وتنسيق أكبر بين كافة الجهات المعنية، لمواجهة التحديات المتزايدة واحتواء تفشي الحصبة في ذمار ومناطق أخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news