صنعاء (الجمهورية اليمنية)-
شنت إسرائيل الإثنين 21 يوليو 2025، ضربات عنيفة على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة أنصار الله الحوثيين، في ثاني هجوم من نوعه خلال شهر، وحذرت من أن اليمن سيلقى "مصير طهران"، مثيرة مخاوف من مزيد من التصعيد.
قبل أسبوعين، شنت إسرائيل عدة غارات على مناطق سيطرة أنصار الله الحوثيين في اليمن، بما فيها الحديدة، ردا على الهجمات المتكررة التي ينفذونها بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بدء حرب غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "قام جيش الدفاع الإسرائيلي للتو بقصف ميناء الحديدة التي يتمركز فيها أنصار الله الحوثيين، ويفرض بالقوة منع أي محاولة لإعادة تأهيل البنية التحتية التي تم استهدافها في السابق".
وأضاف أنه "كما سبق وقلت بوضوح، سيلقى اليمن مصير طهران. سيدفع أنصار الله الحوثيون ثمنا باهظا لإطلاق صواريخ باتجاه دولة إسرائيل".
وتندرج هذه الهجمات ضمن حملة قصف بدأتها إسرائيل قبل نحو عام، ردا على هجمات المتمردين، لكن تهديداتها تثير المخاوف من تصعيد عسكري أوسع نطاقا في البلد الفقير.
وأفاد مسؤول خليجي وكالة فرانس برس بوجود "مخاوف جدية في الرياض" من أن تتحول الضربات الإسرائيلية إلى حملة كبيرة ومستمرة للقضاء على قيادات أنصار الله الحوثيين.
يشهد اليمن نزاعا داميا منذ 2014 بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، وأنصار الله الحوثيين والذين سيطروا على مساحات شاسعة من البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وأضاف المسؤول الخليجي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن أي تصعيد إسرائيلي "سيدفع المنطقة لفوضى عارمة لا يمكن السيطرة عليها أو تقدير نتائجها".
ومن جهته، أكّد مسؤول أمني بصنعاء لفرانس برس الإثنين أن الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة أدّت إلى تدمير رصيف أعيد بناؤه بعدما تضرر جراء قصف سابق.
وقالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري إن أربع سفن تجارية على الأقل كانت راسية في الميناء، لكنها لم تُبلغ عن أي أضرار حتى الآن.
- آليات ثقيلة -
في 7 تموز/يوليو، استهدفت غارات إسرائيلية محافظة الحديدة الساحلية، وشملت الأهداف سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" التي استولى عليها أنصار الله الحوثيون في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 ويقول الإسرائيليون إنها زُودت بنظام رادار لتتبع الشحن في البحر الأحمر.
وقال موظف في ميناء الحديدة الإثنين لفرانس برس إن "القصف استهدف الإثنين آليات ثقيلة تم جلبها لأعمال انشائية وترميم ما دمرته إسرائيل في غارات 7 تموز/يوليو. كما قصفت (إسرائيل) محيط الميناء واستهدفت قوارب صيد".
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن البنية التحتية المستهدفة شملت "معدات بناء تُستخدم لإعادة بناء مرافق الميناء"، والتي سبق أن استهدفها عدة مرات، و"حاويات وقود، وسفنا تُستخدم في أنشطة عسكرية وأعمال عدائية ضد دولة إسرائيل".
وأضاف البيان الإسرائيلي أن الميناء استُخدم لنقل أسلحة من إيران، استعملها أنصار الله الحوثيون لاحقا ضد إسرائيل، مضيفا أن الدولة العبرية رصدت جهودا "لإعادة بناء البنية التحتية الإرهابية في الميناء".
في 10 حزيران/يونيو كذلك تعرّض ميناء الحديدة لغارات إسرائيلية، كما تعرض وميناء الصليف في 16 أيار/مايو لغارات إسرائيلية أوقعت قتيلا وتسعة جرحى، وفق وزارة الصحة التابعة لأنصار الله الحوثيين.
واستأنف أنصار الله الحوثيون مؤخرا هجماتهم في البحر الأحمر، مستهدفين سفنا تجارية يتهمونها بالارتباط بإسرائيل.
منذ نهاية 2023، يشن الحوثيون هجمات ضدّ إسرائيل وضدّ سفن في البحر الأحمر، في خطوة يقولون إنها تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في قطاع غزة. وتردّ إسرائيل على تلك الهجمات بشنّ ضربات على مواقع سيطرتهم في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news