حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تفشي وباء الحصبة في محافظة ذمار، الواقعة جنوب العاصمة صنعاء.
وقالت المنظمة -في بيان لها- إن
الكثير من اليمنيين يعيشون في قلق بالغ مع إصابة أطفالهم بالحصبة وتدهور صحتهم، حيث يُكافح الكثيرون للحصول على الرعاية الصحية.
وأضافت "في قلب البلاد، شهدت محافظة ذمار تفشيًا حادًا للحصبة في الأشهر الأخيرة. بعد أكثر من عقد من الصراعات المستمرة التي أنهكت البلاد وقيدت بشكل كبير الوصول إلى الرعاية الصحية".
وتابعت "أصبح الناس عرضة لأمراض يمكن الوقاية منها. تشاهد العائلات أطفالها يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة وطفح جلدي ومضاعفات كان من الممكن تجنبها بالتدخل الطبي في الوقت المناسب".
وطبقا للمنظمة فإنالحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، ينتشر بسهولة في الأماكن المزدحمة ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، خاصة لدى الأطفال دون سن الخامسة. وهو خطير بشكل خاص على أولئك الذين يعانون بالفعل من حالات صحية أو مضاعفات أخرى.
نظرًا للزيادة المستمرة في حالات الحصبة في اليمن خلال الأشهر القليلة الماضية، تُقدم منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الطبية المُلحة للأطفال المُصابين بالمرض في ذمار منذ أوائل أبريل 2025.
يُعالج الفريق حاليًا المرضى في جناح العزل بمستشفى الوحدة، في معبر الذي تبلغ سعته 40 سريرًا. كما يُقدم الفريق استشارات طبية مجانية من خلال ثلاث عيادات مُتنقلة تجوب ست مديريات في المحافظة. نظراً للصعوبات التي يواجهها هؤلاء المرضى في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، يُقدم الفريق أيضاً خدمات الإحالة ونقل المرضى من العيادات المتنقلة إلى مركز العزل، وينقل الحالات الشديدة من مركز العزل إلى مراكز طبية أكثر تقدماً.
وقالت أطباء بلا حدود إنه بين أبريل ويوليو 2025، عالج فريق أطباء بلا حدود أكثر من 1400 مريض مصاب بالحصبة في ذمار من خلال أنشطتنا في مستشفى الوحدة والعيادات المتنقلة، وكان أكثر من 56% من المرضى أطفالاً دون سن الخامسة. وبينما يصعب تحديد جميع العوامل التي تزيد من تحديات مكافحة الحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، فإن الفجوات الكبيرة في التطعيم الروتيني ومحدودية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الأساسية تلعب دوراً رئيسياً في الزيادة الكبيرة في عدد مرضى الحصبة.
وقالت ديسما ماينا، المديرة القطرية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن: "شهد اليمن مؤخراً زيادة مقلقة في حالات الحصبة". يأتي هذا في ظل تزايد الاحتياجات للرعاية الصحية وصعوبة حصول المواطنين عليها - فقد أدت أكثر من عشر سنوات من الحرب وعدم الاستقرار إلى تدهور الخدمات الصحية في البلاد. ومع الانخفاض الأخير في الدعم الإنساني والتمويل الدولي لنظام الرعاية الصحية في اليمن، نشعر بقلق بالغ ونحن نشهد تزايد الاحتياجات الطبية للمجتمعات المحلية.
يُعدّ تفشي مرض الحصبة في المحافظات اليمنية، بما فيها ذمار، تذكيرًا واضحًا بأهمية التطعيم وضرورة الاستعداد للتدخل الطبي السريع في أوقات الأزمات. كما يُؤكد على ضرورة تعزيز التدابير الوقائية والمشاركة المجتمعية وعلاج الحالات.
على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق منظمة أطباء بلا حدود، إلا أن حجم الاحتياجات يتطلب مزيدًا من الجهود المتضافرة واستجابة شاملة ومنسقة من جميع الجهات الفاعلة في القطاع الصحي لمنع تدهور الوضع الراهن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news