"نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا"

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 141 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا"

"نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا"

قبل 13 دقيقة

أنا يمنية. امرأة عادية، لا سياسية ولا ناشطة ولا مشهورة. مجرد أم، نزحت مرة، واغتربت مرة، وتحطّمت ألف مرة. تركت بلادي وأنا أحملها في دمي ودمعي، وأقول في قلبي كل صباح:

"نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا."

لكن كيف نرجع والوطن بات ساحة مفتوحة للنار، وسلطة الأمر الواقع فيه تمارس القهر باسم الدين، وباسم الثورة، وباسم الوطن... والوطن منهم براء؟

في الخارج نحن لاجئون في الأسماء، غرباء في التفاصيل. نحمل جوازات لا تُعفي من الذل، ولا أوراقًا تُسعف عند الطوارئ. نتنفس الحنين كل يوم، ونحيا على الهامش. نعيش بقلوب مثقوبة، وأرواح مُعلّقة بين مطارين: مطار الرحيل الذي طردنا، ومطار العودة الذي لا يفتح.

لسنا وحدنا في هذا العذاب. في الداخل أيضًا، مأساة بحجم وطن. ملايين لا يستطيعون الخروج، ولا يملكون ثمن النزوح، ولا حق الصراخ. الجوع في كل بيت، والخوف في كل شارع، والانقطاع في كل خدمة. منازل بلا كهرباء، مستشفيات بلا أدوية، مدارس بلا طلاب، وقلوب بلا أمل.

أطفال اليمن، في الداخل والخارج، يفتحون أعينهم على واقع لا يُشبه الطفولة. في الداخل، بعضهم يُقاتل بدلًا من أن يدرس. في الخارج، بعضهم يكدح بدلًا من أن يلعب. نُربّي أبناءنا على الحنين، ونعلّمهم جغرافيا الوطن قبل أن نعلّمهم اللغة. نُريهم صور تعز وعدن وصنعاء على "يوتيوب"، ونسرد عليهم كيف كانت مدننا قبل الحرب، قبل الخراب، قبل أن تتحوّل الأحلام إلى قائمة نازحين.

الشعب اليمني كله ــ من الداخل والخارج ــ محتاج لبلاده.

محتاج إلى وطن يأويه من البرد والجوع والمذلّة.

محتاج إلى دولة تحميه من السلاح والانقسام والتسلّط.

محتاج إلى مستقبل لا تُقرّره الميليشيات ولا تُشوّهه أجندات الخارج.

اليمني، سواء كان لاجئًا في القاهرة أو مهجّرًا في مأرب، أو محاصرًا في صنعاء، يريد أن يشعر بأن له مكانًا، وأن كرامته ليست رخيصة، وأنه إن قال رأيًا لا يُخطف، وإن كتب منشورًا لا يُعذّب، وإن سعى لرزقه لا يُتهم، وإن سكن بيته لا يُقصف.

نشتّي نروح...

بس نريد نرجع لبلد مش مكسّرة، مش مقسّمة، مش مباعة.

نريد نرجع لبلد ما فيها طفل شايل بندق، ولا أم تبكي ولدها الشهيد، ولا مُعتقلة تُرمى في السجن لأنها قالت "لا".

نريد نرجع لبلد فيها كهرباء في الليل، وماء في الصباح، وخبز بدون طوابير، وأمان في الوجوه.

يا ساسة الحرب... يا من تتفاوضون على طاولات فنادقكم بينما نحن نتشرّد، اسمعونا:

نحن لسنا أرقامًا في تقارير المنظمات. نحن بشر. لنا وجوه وأسماء وذكريات. نريد فقط أن نعود إلى بلادنا، ونعيش بكرامة. لا نطلب المستحيل... نطلب اليمن.

نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا.

لكن بلاد تحضن أبناءها، لا تدفنهم أحياء.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

نبوءة صحفي جريء تكشف هوية رئيس اليمن القادم

نافذة اليمن | 758 قراءة 

المشاط يدعو السعودية إلى إنهاء العدوان وتنفيذ استحقاقات السلام

قناة المهرية | 671 قراءة 

ترامب في شرم الشيخ: العراق لديه نفط كثير لا يعرف ماذا يفعل به وهذه مشكلة كبيرة

عدن نيوز | 555 قراءة 

مهم..إنشقاق قائد اللواء العاشر صماد عن الحوثيين

رأي اليمن | 501 قراءة 

ضبط أكثر من 24 ألف قطعة لصناعة الطائرات المسيرة في ميناء عدن

تهامة 24 | 411 قراءة 

أخطر بيان منذ سنوات... قيادي جنوبي بارز يفجرها ويكشف عن اللصوص الذين سرقوا الثورة

جنوب العرب | 394 قراءة 

نقل السامعي الى العناية المركزة في صنعاء

كريتر سكاي | 385 قراءة 

عيدروس الزبيدي يوجه رسالة لأبناء المحافظات الشمالية ..ماذا جاء فيها ؟

المشهد اليمني | 331 قراءة 

عاجل.. انشقاق قائد اللواء العاشر (صماد) عن الحوثيين وإعلام ألوية العمالقة يكشف

موقع الأول | 327 قراءة 

في بيان صحفي هام.. أحمد الميسري يرسل رسالة للرئيس عبدربه منصور هادي

موقع الأول | 289 قراءة