"نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا"

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 149 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا"

"نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا"

قبل 13 دقيقة

أنا يمنية. امرأة عادية، لا سياسية ولا ناشطة ولا مشهورة. مجرد أم، نزحت مرة، واغتربت مرة، وتحطّمت ألف مرة. تركت بلادي وأنا أحملها في دمي ودمعي، وأقول في قلبي كل صباح:

"نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا."

لكن كيف نرجع والوطن بات ساحة مفتوحة للنار، وسلطة الأمر الواقع فيه تمارس القهر باسم الدين، وباسم الثورة، وباسم الوطن... والوطن منهم براء؟

في الخارج نحن لاجئون في الأسماء، غرباء في التفاصيل. نحمل جوازات لا تُعفي من الذل، ولا أوراقًا تُسعف عند الطوارئ. نتنفس الحنين كل يوم، ونحيا على الهامش. نعيش بقلوب مثقوبة، وأرواح مُعلّقة بين مطارين: مطار الرحيل الذي طردنا، ومطار العودة الذي لا يفتح.

لسنا وحدنا في هذا العذاب. في الداخل أيضًا، مأساة بحجم وطن. ملايين لا يستطيعون الخروج، ولا يملكون ثمن النزوح، ولا حق الصراخ. الجوع في كل بيت، والخوف في كل شارع، والانقطاع في كل خدمة. منازل بلا كهرباء، مستشفيات بلا أدوية، مدارس بلا طلاب، وقلوب بلا أمل.

أطفال اليمن، في الداخل والخارج، يفتحون أعينهم على واقع لا يُشبه الطفولة. في الداخل، بعضهم يُقاتل بدلًا من أن يدرس. في الخارج، بعضهم يكدح بدلًا من أن يلعب. نُربّي أبناءنا على الحنين، ونعلّمهم جغرافيا الوطن قبل أن نعلّمهم اللغة. نُريهم صور تعز وعدن وصنعاء على "يوتيوب"، ونسرد عليهم كيف كانت مدننا قبل الحرب، قبل الخراب، قبل أن تتحوّل الأحلام إلى قائمة نازحين.

الشعب اليمني كله ــ من الداخل والخارج ــ محتاج لبلاده.

محتاج إلى وطن يأويه من البرد والجوع والمذلّة.

محتاج إلى دولة تحميه من السلاح والانقسام والتسلّط.

محتاج إلى مستقبل لا تُقرّره الميليشيات ولا تُشوّهه أجندات الخارج.

اليمني، سواء كان لاجئًا في القاهرة أو مهجّرًا في مأرب، أو محاصرًا في صنعاء، يريد أن يشعر بأن له مكانًا، وأن كرامته ليست رخيصة، وأنه إن قال رأيًا لا يُخطف، وإن كتب منشورًا لا يُعذّب، وإن سعى لرزقه لا يُتهم، وإن سكن بيته لا يُقصف.

نشتّي نروح...

بس نريد نرجع لبلد مش مكسّرة، مش مقسّمة، مش مباعة.

نريد نرجع لبلد ما فيها طفل شايل بندق، ولا أم تبكي ولدها الشهيد، ولا مُعتقلة تُرمى في السجن لأنها قالت "لا".

نريد نرجع لبلد فيها كهرباء في الليل، وماء في الصباح، وخبز بدون طوابير، وأمان في الوجوه.

يا ساسة الحرب... يا من تتفاوضون على طاولات فنادقكم بينما نحن نتشرّد، اسمعونا:

نحن لسنا أرقامًا في تقارير المنظمات. نحن بشر. لنا وجوه وأسماء وذكريات. نريد فقط أن نعود إلى بلادنا، ونعيش بكرامة. لا نطلب المستحيل... نطلب اليمن.

نشتّي نروح... محتاجين لبلادنا.

لكن بلاد تحضن أبناءها، لا تدفنهم أحياء.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تفاصيل خطيرة عن حادثة الباص في العرقوب يكشفها احد الناجين

يمن فويس | 361 قراءة 

فاجعة مؤلمة في صنعاء.. والشرعية تتعهد بتغيير الواقع

نيوز لاين | 346 قراءة 

أول رد من مصر على تصريحات قائد قوات الدعم السريع: لدينا صبر استراتيجي

العين الثالثة | 328 قراءة 

مصادر محلية: قيادي حوثي يسير حملة لمصادرة 60 ألف لبنة مملوكة لمواطنين شمالي صنعاء

بران برس | 327 قراءة 

زلزال سياسي ومالي!!.. قرار مجلس الرئاسي رقم (11) يدخل حيز التنفيذ!

موقع الأول | 319 قراءة 

”رائحة الحريق كانت تحذيرًا مبكرًا!” – ناجٍ من حادث حافلة العرقوب يكشف الإهمال القاتل

المشهد اليمني | 293 قراءة 

الكشف عن سبب احتراق باص النقل الجماعي في ابين

كريتر سكاي | 290 قراءة 

اعتراف جريء وغير متوقع يفضح ”توكل كرمان” ويثير جنونها

نيوز لاين | 280 قراءة 

رد صارم من الخارجية اليمنية على طرح "حل الدولتين"

نيوز لاين | 269 قراءة 

بعد شهادة ناجيين.. تقرير هندسي يكشف الأسباب الفنية وراء كارثة (باص العرقوب)

موقع الأول | 220 قراءة