هجمات المستوطنين على مصادر المياه في الضفة تهدد الفلسطينيين بالعطش

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 44 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هجمات المستوطنين على مصادر المياه في الضفة تهدد الفلسطينيين بالعطش

في محطة مياه فرعية في السهول الشرقية لقرية كفر مالك بالضفة الغربية المحتلة، يراقب صبحي عليان عمل المضخات وأنابيب المياه التي تنهل من عين سامية، الشريان الذي يمد الفلسطينيين بالحياة.

فبعد هجوم شنه مستوطنون مؤخرا على شبكة الآبار والمضخات والأنابيب التي تسحب المياه من النبع وتخريبها، ما تسبب بقطع المياه عن القرى المجاورة إلى حين إصلاحها، ازدادت أهمية عمله وكذلك مخاوفه، إذ “لا حياة بدون ماء” كما يقول.

والهجوم ليس سوى واحد من عدة هجمات نفذها المستوطنون الذين يقول الفلسطينيون إنهم يستهدفون الينابيع ومحطات المياه الفلسطينية عبر تخريبها أو تحويل مسارها أو السيطرة عليها.

وتزود شبكة عين سامية نحو 110 آلاف نسمة بالمياه وفقا للشركة الفلسطينية التي تديرها، ما يجعلها من أهم محطات المياه في الضفة الغربية التي تعاني أساسا من شح المياه.

الأراضي المؤهلة لحفر الآبار تقع في المنطقة المصنفة جيم والتي تغطي أكثر من 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة

ويقول عليان “جاء المستوطنون وكسروا أنبوب المياه ما اضطرنا إلى وقف الضخ” للقرى المجاورة التي تعد عين سامية مصدرها الرئيسي لمياه الشرب.

ويوضح عليان أنه لا بد في مثل هذه الحالات من وقف الضخ “حتى لا تذهب المياه هدرا” في التراب، إلى أن يتمكن العمال من إصلاح الضرر.

وبعد يومين من الهجوم الأخير على المحطة، كان عليان يراقب ضغط المياه والكاميرات في محطات المياه قرب العين الواقعة أسفل الوادي من قريته كفر مالك، عندما عاد المستوطنون الإسرائيليون وبعضهم مسلح ليلهوا في إحدى برك العين.

ويوضح عليان أن برنامج المراقبة أشار إلى ضغط طبيعي في الأنابيب التي تسحب المياه من الآبار وتضخها في الأنبوب الكبير الذي يحملها إلى أعلى التلة نحو كفر مالك. لكن عمال الصيانة لا يجرؤون في كل الأحوال على التوجه إلى محطة الضخ الرئيسية خشية على سلامتهم.

ويقول عيسى قسيس رئيس مجلس إدارة مصلحة مياه القدس التي تدير عين سامية، إنه ينظر إلى هجمات المستوطنين على مصادر المياه على أنها أداة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وضمها.

ويضيف خلال مؤتمر صحافي “عندما يتم تقييد إمدادات المياه في مناطق معينة، ينتقل الناس ببساطة إلى حيث توجد المياه… ضمن خطة لنقل الناس إلى أرض أخرى، فإن المياه أفضل وأسرع وسيلة لذلك”.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، ازدادت دعوات الأحزاب اليمينية والمتطرفة الإسرائيلية لضم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967

ومن أبرز الأصوات الداعية إلى ذلك، وزير المالية اليميني المتشدد والمستوطن بتسلئيل سموطريتش الذي يسكن في مستوطنة شمال الضفة الغربية. ففي نوفمبر، قال سموطريتش إن العام 2025 سيكون عاما تفرض فيه إسرائيل سيادتها على الأراضي الفلسطينية.

واتهم قسيس الحكومة الإسرائيلية بدعم هجمات المستوطنين ومن بينها الهجوم على عين سامية. لكن الجيش الإسرائيلي يقول إن جنوده لم يكونوا على علم بالحادث الذي تم خلاله تخريب أنابيب شبكة عين سامية “وبالتالي لم يتمكنوا من منعه”.

ولكن مثل هذه الحوادث ليست نادرة. ففي الأشهر القليلة الماضية، استولى المستوطنون في منطقة الأغوار على عين العوجا عن طريق تحويل مجرى مياهها، بحسب ما يقول فرحان غوانمة ممثل تجمع عين العوجا.

ويضيف غوانمة أنه تم مؤخرا الاستيلاء على عيني ماء أخريين في المنطقة ذاتها.

وفي قرية دورا القرع التي تعتمد أيضا على عين سامية كمصدر احتياطي للمياه، يشعر السكان بالقلق من فصول الجفاف التي تمتد لفترات أطول كل عام ولطريقة تحكم إسرائيل بحقوقهم المائية.

ويقول عضو المجلس القروي رفيع قاسم “منذ سنين، ما عاد الأهالي يزرعون لأن منسوب المياه انخفض… وقلة الأمطار تتسبب في هجرة” الفلاحين لأرضهم. ويضيف قاسم أن أزمة نقص المياه مستمرة منذ 30 عاما، وبالتالي فإن أيدي الناس مكبّلة إزاء هذه الصعاب والتحديات.

ويوضح أنه “لا يوجد خيارات، ممنوع أن تحفر بئرا ارتوازية” على الرغم من وجود ينابيع مياه محلية، مشيرا إلى رفض الأمم المتحدة والبنك الدولي مشروعا لحفر بئر بسبب القوانين الإسرائيلية التي تحظر الحفر في المنطقة.

وتقع الأراضي المؤهلة لحفر الآبار في المنطقة المصنفة جيم والتي تغطي أكثر من 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة.

ويفيد تقرير صادر عن منظمة بتسيلم الإسرائيلية في العام 2023 بأن النظام القانوني الإسرائيلي أدى إلى إحداث فجوة كبيرة في الوصول إلى المياه داخل الضفة الغربية بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين.

ففي حين يحصل جميع سكان إسرائيل وسكان المستوطنات في الضفة على المياه الجارية بشكل يومي، فإن 36 في المئة فقط من الفلسطينيين في الضفة الغربية يحصلون على المياه الجارية يوميا.

وفي دورا القرع، يبدو قاسم عاجزا عن إخفاء قلقه من المستقبل، ويقول “كل سنة تشعر أن المياه تقل، والأزمة تزيد، الأزمة لا تقل”.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تسريبات مزلزلة.. السعودية تسمي بديلاً للعليمي وتجهز فريقاً رئاسياً جديداً

مساحة نت | 1111 قراءة 

الشيخ المعتقل في المهرة محمد بن احمد الزايدي يوجه رسالة الى قبائله خولان وقبائل اليمن عامة وهذا ما قاله

جهينة يمن | 973 قراءة 

غارات جوية استهدفت مخازن النقود في صعدة والخسائر بالمليارات"ضربة قاصمة للحوثيين"

جهينة يمن | 856 قراءة 

عاجل : أنباء عن اغتيال نتنياهو "تفاصيل أولية"

جهينة يمن | 841 قراءة 

حملة تضامن شعبية واسعة مع العميد عمار محمد صالح على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن

جهينة يمن | 561 قراءة 

هشام شرف يغادر مطار عدن على متن طائرة عسكرية إلى دولة صديقة

بوابتي | 442 قراءة 

ماذا حدث في أبين؟ هروب جماعي يثير الرعب في مناطق الساحل

نيوز لاين | 385 قراءة 

غارة جوية تتسبب بخسائر بالمليارات في صنعاء

كريتر سكاي | 380 قراءة 

صيد جديد بأيدي قوات العمالقة في باب المندب

تهامة 24 | 374 قراءة 

فتحي بن لزرق يكشف عبر مصادر اكدت له ترحيل احدى الشخصيات التابعة للحوثيين المعتقله لدى الحكومة الشرعية (الاسم والصورة)

المشهد الدولي | 370 قراءة