هجمات المستوطنين على مصادر المياه في الضفة تهدد الفلسطينيين بالعطش

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 85 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هجمات المستوطنين على مصادر المياه في الضفة تهدد الفلسطينيين بالعطش

في محطة مياه فرعية في السهول الشرقية لقرية كفر مالك بالضفة الغربية المحتلة، يراقب صبحي عليان عمل المضخات وأنابيب المياه التي تنهل من عين سامية، الشريان الذي يمد الفلسطينيين بالحياة.

فبعد هجوم شنه مستوطنون مؤخرا على شبكة الآبار والمضخات والأنابيب التي تسحب المياه من النبع وتخريبها، ما تسبب بقطع المياه عن القرى المجاورة إلى حين إصلاحها، ازدادت أهمية عمله وكذلك مخاوفه، إذ “لا حياة بدون ماء” كما يقول.

والهجوم ليس سوى واحد من عدة هجمات نفذها المستوطنون الذين يقول الفلسطينيون إنهم يستهدفون الينابيع ومحطات المياه الفلسطينية عبر تخريبها أو تحويل مسارها أو السيطرة عليها.

وتزود شبكة عين سامية نحو 110 آلاف نسمة بالمياه وفقا للشركة الفلسطينية التي تديرها، ما يجعلها من أهم محطات المياه في الضفة الغربية التي تعاني أساسا من شح المياه.

الأراضي المؤهلة لحفر الآبار تقع في المنطقة المصنفة جيم والتي تغطي أكثر من 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة

ويقول عليان “جاء المستوطنون وكسروا أنبوب المياه ما اضطرنا إلى وقف الضخ” للقرى المجاورة التي تعد عين سامية مصدرها الرئيسي لمياه الشرب.

ويوضح عليان أنه لا بد في مثل هذه الحالات من وقف الضخ “حتى لا تذهب المياه هدرا” في التراب، إلى أن يتمكن العمال من إصلاح الضرر.

وبعد يومين من الهجوم الأخير على المحطة، كان عليان يراقب ضغط المياه والكاميرات في محطات المياه قرب العين الواقعة أسفل الوادي من قريته كفر مالك، عندما عاد المستوطنون الإسرائيليون وبعضهم مسلح ليلهوا في إحدى برك العين.

ويوضح عليان أن برنامج المراقبة أشار إلى ضغط طبيعي في الأنابيب التي تسحب المياه من الآبار وتضخها في الأنبوب الكبير الذي يحملها إلى أعلى التلة نحو كفر مالك. لكن عمال الصيانة لا يجرؤون في كل الأحوال على التوجه إلى محطة الضخ الرئيسية خشية على سلامتهم.

ويقول عيسى قسيس رئيس مجلس إدارة مصلحة مياه القدس التي تدير عين سامية، إنه ينظر إلى هجمات المستوطنين على مصادر المياه على أنها أداة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وضمها.

ويضيف خلال مؤتمر صحافي “عندما يتم تقييد إمدادات المياه في مناطق معينة، ينتقل الناس ببساطة إلى حيث توجد المياه… ضمن خطة لنقل الناس إلى أرض أخرى، فإن المياه أفضل وأسرع وسيلة لذلك”.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، ازدادت دعوات الأحزاب اليمينية والمتطرفة الإسرائيلية لضم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967

ومن أبرز الأصوات الداعية إلى ذلك، وزير المالية اليميني المتشدد والمستوطن بتسلئيل سموطريتش الذي يسكن في مستوطنة شمال الضفة الغربية. ففي نوفمبر، قال سموطريتش إن العام 2025 سيكون عاما تفرض فيه إسرائيل سيادتها على الأراضي الفلسطينية.

واتهم قسيس الحكومة الإسرائيلية بدعم هجمات المستوطنين ومن بينها الهجوم على عين سامية. لكن الجيش الإسرائيلي يقول إن جنوده لم يكونوا على علم بالحادث الذي تم خلاله تخريب أنابيب شبكة عين سامية “وبالتالي لم يتمكنوا من منعه”.

ولكن مثل هذه الحوادث ليست نادرة. ففي الأشهر القليلة الماضية، استولى المستوطنون في منطقة الأغوار على عين العوجا عن طريق تحويل مجرى مياهها، بحسب ما يقول فرحان غوانمة ممثل تجمع عين العوجا.

ويضيف غوانمة أنه تم مؤخرا الاستيلاء على عيني ماء أخريين في المنطقة ذاتها.

وفي قرية دورا القرع التي تعتمد أيضا على عين سامية كمصدر احتياطي للمياه، يشعر السكان بالقلق من فصول الجفاف التي تمتد لفترات أطول كل عام ولطريقة تحكم إسرائيل بحقوقهم المائية.

ويقول عضو المجلس القروي رفيع قاسم “منذ سنين، ما عاد الأهالي يزرعون لأن منسوب المياه انخفض… وقلة الأمطار تتسبب في هجرة” الفلاحين لأرضهم. ويضيف قاسم أن أزمة نقص المياه مستمرة منذ 30 عاما، وبالتالي فإن أيدي الناس مكبّلة إزاء هذه الصعاب والتحديات.

ويوضح أنه “لا يوجد خيارات، ممنوع أن تحفر بئرا ارتوازية” على الرغم من وجود ينابيع مياه محلية، مشيرا إلى رفض الأمم المتحدة والبنك الدولي مشروعا لحفر بئر بسبب القوانين الإسرائيلية التي تحظر الحفر في المنطقة.

وتقع الأراضي المؤهلة لحفر الآبار في المنطقة المصنفة جيم والتي تغطي أكثر من 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة.

ويفيد تقرير صادر عن منظمة بتسيلم الإسرائيلية في العام 2023 بأن النظام القانوني الإسرائيلي أدى إلى إحداث فجوة كبيرة في الوصول إلى المياه داخل الضفة الغربية بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين.

ففي حين يحصل جميع سكان إسرائيل وسكان المستوطنات في الضفة على المياه الجارية بشكل يومي، فإن 36 في المئة فقط من الفلسطينيين في الضفة الغربية يحصلون على المياه الجارية يوميا.

وفي دورا القرع، يبدو قاسم عاجزا عن إخفاء قلقه من المستقبل، ويقول “كل سنة تشعر أن المياه تقل، والأزمة تزيد، الأزمة لا تقل”.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

غياب بارزين وحضور إجباري.. أسرار الضربة الإسرائيلية التي هزت صنعاء و من استدرج الرويشان للإجتماع !!

المشهد اليمني | 515 قراءة 

قرار جديد في السعودية بخصوص المقيمين

عدن تايم | 513 قراءة 

أسرار الضربة الإسرائيلية التي هزت صنعاء و من استدرج الرويشان للإجتماع..."غياب بارزين وحضور إجباري"

جهينة يمن | 474 قراءة 

تقرير دولي| عدن تصنع معجزة اقتصادية.. الريال يقفز والسلع تنخفض وصنعاء تواجه أزمة حادة

نيوز لاين | 412 قراءة 

مرتدياً الزي العسكري.. ترامب ينشر صورة له ويقول إن شيكاغو ستعرف سبب تسمية وزارة الحرب

العين الثالثة | 380 قراءة 

الحكومة: هذا ما سيحدث خلال ساعات

العربي نيوز | 324 قراءة 

إنذار نهائي بإغلاق أحد أكبر المستشفيات الخاصة في عدن

يمن فويس | 313 قراءة 

الريال اليمني يسجل هذه المكاسب لاول مرة وترقب لصدور قرارات جديدة للبنك المركزي

كريتر سكاي | 244 قراءة 

قرار عاجل يطبق بمصر مساء اليوم الأحد

العاصفة نيوز | 233 قراءة 

إسرائيل تضرب في العمق: كيف وصلت إلى صنعاء دون أن تُكتشف؟

نيوز لاين | 203 قراءة