تصعيد مفاجئ: إريتريا تلوّح بالحرب لمنع وصول إثيوبيا إلى البحر الأحمر

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 100 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تصعيد مفاجئ: إريتريا تلوّح بالحرب لمنع وصول إثيوبيا إلى البحر الأحمر

لوّح الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بالحرب بهدف صد طموح إثيوبيا في الحصول على منفذ على البحر الأحمر، في تصعيد مفاجئ قد تكون له صلة برغبة أطراف إقليمية حليفة لأسمرة في إزعاج إثيوبيا بعد إعلانها إنهاء العمل بسد النهضة وتقديم دعوات لحضور تدشينه رسميا، ما اعتبر استفزازا مباشرا لدول مثل السودان وخاصة مصر.

وكشفت المفردات الحادة التي استخدمها أفورقي عن أوجه تصعيد قد يطال منطقة القرن الأفريقي ويفجر أزمة كانت مكتومة، بعد فترة من المراوحة، وإذا خرج الموقف الإريتري عن إطار التصريحات الرنانة، يمكن أن ينذر بمعالم حرب ظلت تخيّم على الدولتين منذ سنوات، وكان يتم تطويقها أو كبحها بأدوات مختلفة.

لكنّ مراقبين يرون أن الوضع الإقليمي لا يسمح بحرب جديدة، وأن لا مصلحة لأي طرف بالحرب، بما في ذلك إريتريا، وأن كلام أفورقي قد يكون الهدف منه العودة إلى الواجهة بعد أن فقد البريق الذي كان يتمتع به في سنوات ماضية، لافتين إلى أن أسمرة سبق أن عقدت اتفاقية مصالحة مع إثيوبيا وليس من مصلحتها، سياسيا واقتصاديا، إنهاء الاتفاق.

الوضع الإقليمي لا يسمح بحرب جديدة، ولا مصلحة لأي طرف بالحرب، بما في ذلك إريتريا، وكلام أفورقي قد يكون الهدف منه العودة إلى الواجهة

وحذّر أفورقي إثيوبيا من الحرب، واصفا طموحها بالوصول إلى البحر الأحمر بأنه “متهور”، وقائلا “إذا اعتقدت أنها (إثيوبيا) قادرة على إغراق القوات الإريترية بهجوم بموجات بشرية، فهي مخطئة”، باعتبار أن الحدود المشتركة تصعب السيطرة عليها أمنيا، وأن عدد سكان إثيوبيا يتجاوز المئة مليون نسمة، وتعج البلاد بانقسامات عرقية داخلية وأزمات اقتصادية متفاقمة.

وقال أفورقي في مقابلة مع القناة الرسمية (إري- تي- في) “قبل جرّ الشعب الإثيوبي إلى حروب غير مرغوب فيها أو استخدامه لأغراض سياسية، يجب أولا حل المشاكل الداخلية للبلاد”، وكأن إريتريا التي تشهد توترات داخلية من حين إلى آخر خالية من مشكلات شبيهة، أو بمنأى عما يجري في دول الجوار من صراعات وتوترات.

ويبدو موقف الرئيس الإريتري من إثيوبيا استباقا لأي تفكير للعودة إلى السيطرة على ميناء عصب في إريتريا، مع رغبة أديس أبابا الجامحة في الحصول على منفذ بحري، وتعثر مذكرة التفاهم التي وقعتها إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال بهذا الشأن.

وعارضت الحكومة المركزية في مقديشو المذكرة، وأيدت القاهرة موقفها الرافض لتوابعها الفنية والعسكرية، ودخلت تركيا على الخط عبر تدشين مفاوضات أشرفت عليها بين مقديشو وأديس أبابا، قادت حتى الآن إلى تعليق العمل بالمذكرة، وأن تعترف إثيوبيا بوحدة الأراضي الصومالية، مع توفير نافذة بحرية لأديس أبابا بشكل توافقي.

وتزامنت تصريحات أفورقي مع تصريح للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأحد، أكد فيه أن مياه نهر النيل “قضية أمني قومي” لبلاده. وذلك خلال استقباله قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الفريق أول مايكل كوريلا.

والثلاثاء، أعرب السيسي في بيان عن تقدير بلاده لـ”حرص” الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التوصل إلى اتفاق عادل بشأن سد النهضة الإثيوبي. وأعلن ترامب أن واشنطن تعمل على حل مشكلة السد الإثيوبي، قائلا “ستحلّ هذه المشكلة بسرعة كبيرة.”

ويقول متابعون إن أفورقي الذي تربطه بمصر علاقات جيدة ويتسق مع توجهاتها الرافضة لحصول إثيوبيا على منفذ بحري بأي ثمن، يخشى من عواقب تضخم دور أديس أبابا في منطقة القرن الأفريقي، ما ينعكس سلبا على الأوضاع الداخلية المتدهورة في إريتريا، والتي تربطها علاقات غير مستقرة مع إثيوبيا منذ سنوات.

الرئيس الإريتري يريد رسم خط أحمر أمام أديس أبابا في المنطقة، كي لا يجبرها عدم التفاهم مع الصومال في الحصول على منذ بحري على الاستدارة نحو بلاده

ويضيف المتابعون أن الرئيس الإريتري يريد رسم خط أحمر أمام أديس أبابا في المنطقة، كي لا يجبرها عدم التفاهم مع الصومال في الحصول على منذ بحري على الاستدارة نحو بلاده.

واندلعت حرب ضروس بين إثيوبيا وإريتريا في الفترة من عام 1998 إلى عام 2000، على خلفية نزاعات حدودية، وتم التوقيع على اتفاق سلام بينهما في العام 2018، وخلال عامي 2020 و2022. كما اشتعل صراع في إقليم تيغراي بين جبهة تحرير تيغراي والجيش الإثيوبي، ووجد الأخير دعما من قبل إريتريا، وبعد توقف الصراع في إقليم تيغراي بوساطة الاتحاد الأفريقي عاد التوتر مرة أخرى، واتهمت أسمرة حكومة أديس أبابا برغبتها في السيطرة على ميناء عصب.

ويقع ميناء عصب الإريتري على البحر الأحمر، واستخدمته إثيوبيا لسد حاجاتها في التصدير والاستيراد فترة طويلة، ثم فقدته بعد استقلال إريتريا عام 1993.

وكان رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد قد أعلن أكثر من مرة أن الحصول على منفذ بحري “ليس ترفًا بل ضرورة وجودية”، وتزايد الجدل في أسمرة مع ظهور تلميحات حول إمكانية المطالبة بحقوق تاريخية في ميناء عصب.

وألقى الرئيس أفورقي في مايو الماضي خطابًا تناول فيه التطورات في منطقة القرن الأفريقي، وعرّج فيه على مطلب إثيوبيا في الوصول إلى البحر الأحمر، ووصف استخدام هذه القضية بأنها ذريعة ترمي إلى تأجيج الصراعات في المنطقة، مؤكدا أن استغلال قضايا حساسة مثل ملف المياه والنيل، يمثل تهديدا حقيقيا لاستقرار القرن الأفريقي.

وضاعفت إثيوبيا من مطالبتها في عملية الحصول على منفذ بحري، وألمحت تقارير محلية إلى استعداد أديس أبابا للتفاهم مع القاهرة بشأن أزمة سد النهضة وإيجاد حل مناسب يرضي الطرفين مقابل مساعدة مصرية في تحقيق هدف المنفذ البحري.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تطور خطير في صنعاء: مليشيات الحوثي تعتقل ”الحاوري”

المشهد اليمني | 664 قراءة 

باحث سعودي: مفاوضات الحل السياسي في اليمن تتقدم والانتقالي أقحم نفسه في ورطة وسقط في الفخ

المشهد اليمني | 558 قراءة 

طبول الحرب تُقرع شرق حضرموت.. تحركات عسكرية مقلقة تهدد سيئون

العين الثالثة | 483 قراءة 

الكشف عن حقيقة القرار السعودي الأخير المتعلق باليمن

نيوز لاين | 470 قراءة 

القوات الجنوبية تخوض اشتباكات عنيفة في طور الباحة والطيران يتدخل

نافذة اليمن | 443 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

وطن نيوز | 385 قراءة 

العبر على صفيح ساخن.. وحشود مسلـ.ـحة تحشد قرب ثمود لمهاجمة وادي حضرموت

صوت العاصمة | 376 قراءة 

محمد العرب يوجّه رسالة تحذير للزبيدي: وهم القوة يقود إلى مصير دقلو

نيوز لاين | 371 قراءة 

أصحيح هذا؟.. "البركاني" يطلب من "الزبيدي" ضم محافظة تعز إلى الجنوب

عدن حرة | 278 قراءة 

الحكومة اليمنية تنفي وقف السعودية منح تصاريح دخول البواخر والسفن إلى ميناء عدن

بران برس | 263 قراءة