تهامة 24 – اسعد المقداد
حملات المداهمات والاعتقالات المتصاعدة في مدينة الحديدة ضد الصحفيين أو من كانوا يعملون في الصحافة أو لهم أي علاقة بالإعلام حتى الذين غادروا هذا الوسط، تعبر عن حالة من حقيقة المليشيات الحوثية وسلوكها العدواني ضد كل من يملك كلمة ويحمل قلم، خلال الفترة الأخيرة كثف الحوثيين من أعمال التضييق والاختطاف للصحفيين بشكل لافت دون وجود أي أسباب واضحة.
لم تعد الحديدة فقط مدينة تعبّر عن البحر، صارت تعبّر عن الخوف، ولم يعد الصمت مخرجًا، صار طريقًا آخر نحو الاستهداف، يتعمد الحوثيين في استهداف أصحاب الرأي حتى وإن كان أغلبهم خاملين أو لا يبدون أي اهتمام بالراي في الوقت الحالي بسبب الممارسات التي يستخدمها الجهاز الأمني والمخابراتي الحوثي ضد أبناء تهامة بشكل خاص باعتبارهم فئة اجتماعية مسالمة.
هناك الكثير من الصحفيون الذين أصبحوا لا يمارسون الصحافة، وضعهم الحوثيين خلال الفترة الأخيرة في دائرة الاستهداف، تعرضت منازل الكثير منهم للمداهمة وترويع أسرهم واقتيادهم إلى أماكن الاعتقال، ليس لسبب واضح بل لأن الجماعة تعيش في حالة إرباك وترى كل من يملك قلم أنه يشكل خطراً حقيقياً عليها وإن كان قد اعتزل العمل الصحفي والتزم الصمت المؤلم.
وليد غالب، حسن زياد و المصور عبد الجبار زياد, والمصور عبدالعزيز النوم, والناشطين الإعلاميين عاصم محمد, و عبدالمجيد الزيلعي، وغيرهم من الأسماء التي خرجت من العمل الإعلامي منذ زمن، بعضهم سبع سنوات في الظل، بلا منشور، بلا منصة، بلا حتى تعليق في مواقع التواصل، لكن هذا لم يكن كافياً الجماعة التي تحكم لا تغفر، لا الماضي يُنسى، ولا الاعتزال يُحترم.
وفق نقابة الصحفيين ومنظمة صدى أن ثمانية صحفيين في الحديدة تعرضوا للاعتقال والملاحقة، من بينهم نائب رئيس فرع النقابة في الحديدة، معتبرة ذلك حملة تعسفية تستهدف حرية الرأي والتعبير، ونهج قمعي يستهدف الصحفيين وأصحاب الرأي, وسلوكا عدائيا.
أن تحمل كاميرا أو تمتلك كلمة ويصدر منك رأي هذه كلها أمور لا تعجب الحوثيين بل إنها مبرر كافي لوضعك تحت طائلة الاستهداف بأي شكل من الأشكال، حتى أن الأمر وصل بهم إلى تهديد أسر بعض الصحفيين مثل وليد غالب وعبد الجبار زياد وإجبارهم على توقيع التزام كتابي بعدم العودة للعمل في الوسط الصحفي مستقبلاً الا ان الجماعة لم تكتفي بذلك وقررت مداهمة منازلهم واعتقالهم.
في منطق الحوثيين حتى الصمت مستهدف، من لا يتدخل في الرأي أو لا يتحدث عن الوضع وحالتهم المعيشية يظل أيضاً محل شك وتحت مجهر المراقبة، هكذا تتعامل المليشيات الحوثية مع أبناء تهامة في كافة مستوياتهم ومواقعهم، ترى في أبناء تهامة الفيد الذي يجعلها في مأمن ومع ذلك لا ترضى بوجودهم حتى في هامش الحياة.
يخشى الحوثيون أن تكون للصحافة حضور في كشف ممارساتهم الغير مشروعة بحق أبناء تهامة والتي تعتبرها المليشيات أنها ارض خصبة مسخرة لهم ترفدهم بالمال والمحاصيل ويمارسون فيها البسط والفيد والوصاية خاصة وأن أبناء تهامة من الفئات الاجتماعية الاكثر ضعفاً لعوامل اجتماعية يمارسها الحوثيين ضد أبناء تهامة، لذا ترى المليشيات أن وجود صحفيين أو حتى نشطاء من أبناء تهامة سيشكل خطراً على وجودها ونفوذها في تهامة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news