أقدمت عناصر تتبع ميليشيا الحوثي في محافظة عمران (شمال اليمن)، على اختطاف عدد من موظفي مصنع أسمنت عمران، إثر احتجاجات مطلبية نظمها العاملون للمطالبة برواتبهم المتأخرة وحقوقهم الصحية، في واقعة أثارت موجة غضب في أوساط الموظفين والنشطاء الحقوقيين، وسط اتهامات بقيام قيادات حوثية بانتهاكات جسيمة داخل أحد أبرز الصروح الصناعية في اليمن.
وقالت مصادر متطابقة، فإن عملية الاختطاف جرت بأوامر مباشرة من القيادي الحوثي نايف عبدالله أبو خرفشة، المنتحل صفة مدير أمن محافظة عمران، وبإيعاز من صهره يحيى صالح عطيفة، المعيّن رئيساً للمؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الأسمنت، الجهة المشرفة على المصنع.
وأوضحت المصادر أن الموظفين المختطفين لم يرتكبوا أي مخالفة قانونية، سوى مطالبتهم بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة وتحسين ظروفهم الصحية، متهمين إدارة المصنع بالتعامل معهم كـ"فائض بشري في ميزانية منهوبة"، بحسب وصفهم.
وتعاني المؤسسة من أزمة مالية خانقة، تقول المصادر إنها ناتجة عن "عمليات فساد مالي ونهب منظم تُقدّر بمليارات الريالات"، في وقت يُجبر فيه العمال على مواصلة العمل دون أي تغطية تأمينية أو صحية، ما يدفع بعضهم لتحمل تكاليف العلاج بشكل شخصي، فيما تُسجّل حالات وفاة بسبب التأخير أو الإهمال في توفير الرعاية الطبية.
واتهم عدد من الموظفين قيادات في المؤسسة باتباع أساليب ترهيب وصفوها بـ"البلطجة الإدارية"، حيث يُجبر المعتقلون على توقيع اعترافات وتعهدات تحت الضغط، تمهيداً لإطلاق سراحهم، وسط غياب كامل لأي إطار قانوني أو محاسبة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تزايد الانتقادات الموجهة لجماعة الحوثي بشأن سياساتها في مؤسسات الدولة والمرافق الاقتصادية، حيث تتهمها جهات حقوقية ومدنية بـ"تسييس الإدارة واستخدام الموارد العامة كأدوات للولاء والابتزاز"، في ظل تراجع الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية.
ويُعد مصنع أسمنت عمران من أكبر المنشآت الصناعية في اليمن، وكان يمثّل ركيزة تنموية مهمة قبل أن تدخل البلاد في دوامة الحرب المستمرة منذ نحو عقد من الزمن. ويخشى العاملون في المصنع أن تؤدي هذه السياسات إلى انهيار شامل للمؤسسة وفقدان المزيد من الوظائف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news