في تعز.. أب يزوج ابنته بمهر رمزي وسط المسجد ويشعل موجة إعجاب مجتمعية

في خطوة لاقت إشادة واسعة بين أوساط أبناء محافظة تعز، عقد الشيخ مزهر الاديمي قران ابنته في أحد مساجد حي الجمهوري، على شاب اختارته شريكًا لحياتها، بمهر رمزي لا يتجاوز 500 ألف ريال يمني، في رسالة مجتمعية قوية تدعو إلى تخفيف أعباء الزواج ودعم الشباب في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وشهد المسجد عقب صلاة العشاء حضورًا لافتًا من المصلين الذين تفاعلوا مع الحدث، خاصة عند لحظة إعلان الأب موافقته على المهر الرمزي، وسط تصفيق واستحسان الحاضرين، الذين اعتبروا الموقف نموذجًا يحتذى في التواضع وروح التكافل المجتمعي.

وقال شهود عيان إن الأب أبدى سعادته لاختيار ابنته وقرارها الواعي، مؤكدًا أنه لا يرى في المغالاة بالمهور سببًا للزواج الناجح، بل يرى أن التفاهم والاحترام المتبادل هما أساس الاستقرار الزوجي.

كما أثنى عدد من الحاضرين على تصرف العريس، الذي تقدم بخطبة الفتاة بطريقة محترمة، وسعى لإتمام الزواج بشكل مسؤول رغم الظروف الصعبة، ما يعكس صورة مشرفة لشباب المدينة.

وأكد ناشطون ومهتمون بالشأن الأسري أن مثل هذه المبادرات تعكس وعيًا مجتمعيًا متزايدًا بأهمية تسهيل الزواج ومواجهة ظاهرة العنوسة، مطالبين الجهات الرسمية ومشايخ القبائل بإطلاق حملات توعية وتعزيز ثقافة "المهر الرمزي".

وشدد خطباء مساجد ومثقفون في تعز على أهمية الاقتداء بالسُنة النبوية التي تحث على تيسير الزواج وعدم التعنت في المهور، مشيرين إلى أن الدين الإسلامي يدعو لتكوين الأسر وبناء المجتمعات المستقرة، بعيدًا عن العوائق المادية التي لا تضمن بالضرورة سعادة الزوجين.