رغم الضربات الموجعة التي تلقتها طهران في حربها الأخيرة مع إسرائيل، والتي أودت بحياة عدد من كبار قادتها العسكريين وتعرض منشآتها النووية لهجمات أميركية، تسارع إيران الخطى لإعادة تسليح حلفائها في الشرق الأوسط، في محاولة لتعويض خسائرهم وتعزيز نفوذها الإقليمي، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
ووفقاً لمصادر الصحيفة، شرعت إيران في تنفيذ عمليات تهريب أسلحة لحزب الله اللبناني ومليشيا الحوثي في اليمن، عبر مسارات غير تقليدية تمر بالعراق وسوريا، حيث بدأت باستخدام سيارات صغيرة بدلاً من الشاحنات الكبيرة في نقل العتاد العسكري إلى داخل الأراضي السورية ومنها إلى لبنان، بهدف التمويه وتفادي الرصد.
تغيير في الأسلوب وتصعيد في الوتيرة
وأشار مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إلى أن إيران تعيد ترسيخ وجودها العسكري في سوريا ولبنان عبر شحنات صواريخ ومعدات يتم تهريبها من العراق.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة السورية ضبطت خلال الأسابيع الماضية شحنات تضمنت صواريخ “غراد” مخصصة لمنصات إطلاق متعددة، على الحدود مع العراق ولبنان.
وفي لبنان، تمكن الجيش من مصادرة شحنات دخلت عبر الحدود السورية، شملت صواريخ روسية مضادة للدبابات تُعد سلاحاً مفضلاً لدى حزب الله، في وقت تحدث فيه مسؤولون إسرائيليون عن تزايد محاولات التهريب خلال الأشهر الأخيرة.
إحباط شحنة ضخمة للحوثيين
وفي السياق ذاته، أعلنت المقاومة الوطنية، عن ضبط واحدة من أكبر شحنات الأسلحة الإيرانية المتطورة على الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر. واحتوت الشحنة على أكثر من 750 طناً من الصواريخ المتنوعة، بينها كروز ومضادة للطائرات والسفن، بالإضافة إلى رؤوس حربية ومكونات توجيه ومحركات طائرات مسيّرة.
وأثناء تفتيش السفينة التي كانت تمر عبر جيبوتي، عُثر على مستندات باللغة الفارسية، بما في ذلك دليل لاستخدام كاميرات توجيه الصواريخ، وشهادات تصنيع تشير إلى شركات إيرانية، مما يُعد دليلاً دامغاً على منشأ الشحنة.
إيران تسابق الزمن لتعويض خسائر حلفائها
ويرى محللون أن هذه التحركات تعكس رغبة إيرانية قوية في تعويض الأضرار التي لحقت بأذرعها في المنطقة.
وقال محمد الباشا، مؤسس “تقرير الباشا”، إن “توقيت وحجم الشحنة المضبوطة يُظهران أن طهران تتحرك بسرعة لإعادة بناء ترسانة مليشيا الحوثي بعد سلسلة من الغارات الأميركية”، في إشارة إلى سعيها للإبقاء على وتيرة الهجمات ضد المصالح الإسرائيلية والملاحة البحرية.
وتأتي هذه التحركات في أعقاب وقف لإطلاق النار أنهى حملة جوية إسرائيلية استمرت 12 يوماً ضد إيران، لكن يبدو أن طهران لم تتوقف عند هذا الحد، بل انتقلت سريعاً إلى مرحلة إعادة التموضع وتفعيل شبكات التهريب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news