شبوة – الخميس 17 يوليو 2025
يطالب أهالي عدد من المناطق النائية والمحرومة في محافظة شبوة، وعلى رأسها مديريات مرخة السفلى، الطلح، الجوبة، وجردان، الجهات المعنية في ما تسمى الحكومة المحلية والمحور الخدمي، بالنظر الجاد إلى معاناتهم الممتدة منذ سنوات، والعمل العاجل على إدراج مناطقهم ضمن خطط التنمية والخدمات الأساسية، بعد ما اعتبروه تهميشًا ممنهجًا طالهم لعقود، وفاقمه مؤخرًا التجاهل الواضح من السلطات الحالية.
وأكد مواطنون ووجهاء محليون في أحاديث متفرقة أن مناطقهم تعاني من غياب كلي للبنية التحتية، وانعدام المشاريع الخدمية من طرقات معبّدة، ومراكز صحية مجهزة، ومدارس مؤهلة، إضافة إلى شحّ في مياه الشرب النقية، وغياب الكهرباء، مما فاقم من معاناتهم اليومية، وحوّل مناطقهم إلى بيئة طاردة للسكان.
وأشار بعض الأهالي إلى أن مشاريع الكهرباء والطاقة الشمسية التي يتم تدشينها بين الحين والآخر في بعض المديريات “لا تمسّهم من قريب ولا بعيد”، إذ غالبًا ما تتركّز تلك المشاريع في مدينة عتق والمناطق المحسوبة على القيادات المحلية، بينما يتم تجاهل المديريات الريفية التي تمثل الشريحة الأوسع من السكان.
كما عبّر عدد من شباب تلك المناطق عن غضبهم من غياب فرص العمل، وانعدام المبادرات التنموية التي تستهدف تدريب وتأهيل أبناء الريف، معتبرين أن هذا الإقصاء المتكرر يؤسس لحالة من التمييز الجغرافي والإداري، ويقضي على طموحات الأجيال القادمة.
الناشط المجتمعي عبدالله الحارثي، قال إن “هناك شعورًا عامًا بين سكان المناطق المهمشة في شبوة بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية”، مشيرًا إلى أن غياب الدولة الحقيقي عن هذه المناطق بات واضحًا في كل تفاصيل الحياة، من التعليم إلى الصحة إلى البنية التحتية، وحتى في التمثيل السياسي والإداري.
من جانبهم، دعا الأهالي السلطة المحلية إلى النزول الميداني للاطلاع على الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون، بعيدًا عن التقارير المكتبية التي كثيرًا ما تُجمّل الصورة وتُخفي المعاناة الحقيقية، مؤكدين أنهم سيتخذون خطوات تصعيدية في حال استمر التجاهل الرسمي، ومنها توجيه رسائل احتجاج إلى المنظمات الدولية والمجتمع المدني.
الجدير ذكره أن محافظة شبوة تُعد من أغنى المحافظات بالثروات الطبيعية كالنفط والغاز، إلا أن العديد من مديرياتها الريفية ما تزال ترزح تحت خط الفقر والحرمان، ما يعكس فجوة تنموية صارخة تثير تساؤلات حول عدالة توزيع المشاريع والإيرادات.
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news