كشفت منصة “يوب يوب” المتخصصة في تتبع حركة الملاحة وتدقيق المعلومات، عن خيوط عملية تهريب إيرانية معقدة كانت تستهدف تزويد ميليشيا الحوثي بأكبر شحنة أسلحة تشهدها مياه البحر الأحمر منذ سنوات، مستخدمةً أساليب تمويه متطورة لإخفاء هوية السفينة ومسارها الحقيقي.
سفينة الصيد.. وقناع الشحن التجاري
وتُظهر وثيقة “مانيفيست خروج” صادرة عن ميناء جيبوتي بتاريخ 25 يونيو 2025، أن السفينة كانت متجهة نحو ميناء الصليف بمحافظة الحديدة، الذي يخضع لسيطرة الحوثيين، وترفع العلم اليمني، بقيادة ربان يُدعى أمير أحمد يحيى.
رحلة مموهة ومسار مشبوه
وبحسب التتبع الزمني لحركة السفينة، فإنها رست في ميناء بندر عباس الإيراني بتاريخ 23 أبريل 2025 لمدة 20 ساعة، قبل أن تختفي إشاراتها الملاحية بشكل مفاجئ في المياه العُمانية يوم 24 أبريل، ثم تعاود الظهور بعد نحو شهر في ميناء جيبوتي بين 19 و20 مايو.
منصة “يوب يوب” رجّحت أن هذا التوقف في جيبوتي تم بهدف تزوير مستندات الملاحة وتحميل شحنات تمويهية لإخفاء طبيعة الحمولة الحقيقية، وهي سلوكيات تتسق مع أساليب التهريب المعروفة التي يتبعها الحرس الثوري الإيراني.
إحباط في اللحظة الأخيرة
ورغم خطة التمويه المحكمة، إلا أن السفينة تم اعتراضها مؤخرًا قرب جزيرة حنيش، قبالة سواحل مدينة المخا اليمنية، قبل أن تبلغ وجهتها النهائية.
تفاصيل الضبط
وأعلن الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية في بيان اليوم عن تنفيذ عملية استخباراتية بحرية دقيقة يوم 27 يونيو الماضي، نجحت في ضبط شحنة الأسلحة الإيرانية التي وُصفت بأنها “الأكبر والأخطر” منذ بداية المعركة ضد المشروع الإيراني في اليمن.
ووفق البيان، تولت شعبة الاستخبارات العامة للمقاومة مهمة تتبع مركب يُدعى “الشروا” انطلق من سواحل القرن الإفريقي، كان يقوده مهربون حوثيون. وبعد مراقبة دقيقة، تم اعتراض المركب غرب الممر الملاحي الدولي وقطره إلى موقع آمن.
ترسانة متكاملة.. داخل معدات مدنية
الشحنة المصادرة، التي قُدّر وزنها بـ 750 طنًا، تضمنت ترسانة متكاملة من الأسلحة الإيرانية النوعية، شملت:
منظومات صاروخية بحرية وجوية
رادارات متطورة
طائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية مع قواعد الإطلاق
صواريخ “كونكرس” مضادة للدروع
مدافع “بي 10”
قناصات، عدسات تتبع، وذخائر “كلاشنكوف” و”شيكي”
أجهزة تنصّت ومعدات اتصالات عسكرية
وتم إخفاء هذه الأسلحة داخل مولدات كهربائية، مضخات هواء، ومكائن صناعية، في حين تم تعبئة الذخائر داخل بطاريات ضخمة، في محاولة لتضليل الدوريات البحرية.
صفعة استخباراتية لطهران
البيان أشار إلى أن العملية تمثل نقطة تحول في قدرات المقاومة الوطنية في الأمن البحري والاستخبارات الميدانية، كما تُعد ضربة مباشرة لإيران، وتُفنّد مزاعم الحوثيين حول امتلاكهم قدرات تصنيع عسكري محلي.
وأكد الإعلام العسكري أن العملية وجّهت رسالة تحذير للمجتمع الدولي بشأن تصاعد التهديد الإيراني لأمن الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
ونشر الإعلام العسكري مقاطع مصوّرة تُظهر عينات من الشحنة المضبوطة، مؤكدًا أن اعترافات المهربين الذين تم القبض عليهم ستُعرض قريبًا ضمن سلسلة تحقيقات توثيقية، تكشف مزيدًا من تفاصيل شبكة التهريب المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news