تدشين موسم البلدة السياحي بمحافظة حضرموت
بران برس ـ خاص:
في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء 15 يوليو/تموز 2025م، خرج عشرات المواطنين في محافظة حضرموت (شرقي اليمن) إلى السواحل والميادين العامة احتفاءً بتدشين فعاليات موسم نجم البلدة السياحي 2025.
ويُعد موسم "نجم البلدة" مناسبة فريدة ومن أبرز المواسم السياحية التي تشتهر بها محافظة حضرموت سنويًا، وأحد أبرز مواسمها الشعبية والفلكية، ويحظى بخصوصية كبيرة لدى الأهالي، نظرًا لارتباطه بالاستشفاء الشعبي ودفء البحر الذي يُعتقد أن له فوائد صحية وعلاجية.
وإعلانًا لتدشين "موسم البلدة" السياحي، أطلق الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة، صالح عبود العمقي، في مدينة المكلا، عددًا من "الحمام الزاجل"، كدلالة رمزية على السلام والمحبة والتعايش، وذلك بحضور قيادات السلطة المحلية ومديري عموم المكاتب التنفيذية وجموع من المواطنين.
وتوافد عدد كبير من العائلات والمغتسلين من أبناء المحافظة وزوّارها إلى شواطئ المنصة، الستين، خلف وبروم، للاستمتاع بالأجواء الباردة الفريدة التي يتميز بها موسم نجم البلدة، إلى جانب متابعة الفعاليات الثقافية والتراثية التي يحتضنها المهرجان.
وتميّز المشهد بحيوية لافتة، حيث انتشر الباعة في مواقع ثابتة وعربات متنقلة على امتداد الساحل، بينما مارس المئات من الشباب رياضة كرة القدم على الرمال الذهبية، في لوحة جسّدت مظاهر الفرح والانتماء.
ويتضمن برنامج المهرجان لهذا العام 2025م، باقة من الفعاليات والأنشطة، أبرزها: "معرض الأسر المنتجة، والصناعات التقليدية، والأكلات الشعبية، منافسات رياضية، ومصارعة الذراعين، عروض فنية تراثية، ومسابقات ثقافية".
كما يشهد المهرجان عددًا من الفعاليات النوعية، من بينها: معرض الموسم للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية، المهرجان العائلي والرقصات الشعبية، عروض فنية وغنائية بمشاركة فنانين من حضرموت وخارجها، بالإضافة إلى عروض سينما البلدة، وندوات ثقافية، ومعرض نكهات، وماراثون رياضي، وبطولة السباحة، ودوري كأس البلدة لكرة القدم.
وفي إطار فعاليات اليوم الأول، دشّن الأمين العام للمجلس المحلي الفعاليات التي ينظمها الهلال الأحمر الإماراتي، تحت رعاية السلطة المحلية، والتي تشمل القرية التراثية، وخيم المأكولات الشعبية، ومسرح الطفل والعائلة، إضافةً إلى فعاليات تُقام بالتزامن في سواحل المكلا وشحير.
وخلال التدشين، أكد العمقي في كلمته أن مهرجان "نجم البلدة" يمثل رسالة سلام ووئام من حضرموت إلى العالم، وأن المحافظة لا تزال ملاذًا للفرح والحياة والتعايش رغم التحديات.
وأوضح أن الموسم يشكل أيضًا فرصة اقتصادية كبيرة، حيث تشهد الفنادق ومرافق الإيواء إقبالًا واسعًا من الزوار، إلى جانب تنشيط الأسواق المحلية، مشيرًا إلى أن المعارض المصاحبة تمثل منصة مهمة لدعم مشاريع الأسر المنتجة وتعزيز دورها في التنمية المجتمعية.
وأضاف أن الزوار الذين يوافدون للمشاركة في المهرجان، يعيشون أجواءً ساحرة، يستمتعون خلالها بالاغتسال في مياه البحر الباردة التي تصاحب ظاهرة نجم البلدة، والتي تُعرف ببرودة مفاجئة للمياه خلال هذه الفترة.
وأشاد العمقي بدعم الجهات الراعية للموسم، وفي مقدمتها الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة حضرموت للثقافة، وشركة إسناد وينك حضرموت، مؤكدًا أن هذه المشاركة الفاعلة تسهم في تعزيز الحراك السياحي والثقافي، وترسّخ الهوية الحضرمية في نفوس الأجيال.
ودعت اللجنة المنظمة للمهرجان جميع المواطنين والزوار للمشاركة في هذا الحدث السنوي البارز، الذي يعكس ثراء الموروث الثقافي والتراثي الحضرمي، ويسهم في تنشيط السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
ويبدأ موسم نجم البلدة سنويًا في 15 يوليو/تموز من كل عام، ويستمر حتى أوائل سبتمبر/أيلول، حيث يجذب آلاف الزوار من داخل حضرموت وخارجها، إلى شواطئ المحافظة، وترافق الموسم طقوس شعبية وممارسات تراثية متوارثة.
ويستمد الموسم تسميته من "نجم البلدة"، أحد النجوم التي تنتمي إلى منازل القمر في علم الفلك العربي القديم. ويُعد طلوع هذا النجم فجرًا إشارةً تقليدية لبداية موسم البحر الدافئ، ما يجعله مؤشرًا زمنيًا مهمًا لدى سكان المنطقة.
ويُعتبر موسم نجم البلدة من الظواهر الثقافية والمناخية الفريدة التي ما تزال تحافظ على مكانتها في ذاكرة حضرموت الجمعية، حيث تتناقل الأجيال طقوسه ومعتقداته جيلًا بعد جيل.
موسم البلدة
محافظة حضرموت
اليمن
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news